«كنوز شرق المتوسط».. رسائل زيارة وزير البترول إلى إسرائيل لـ بايدن وأردوغان
في الوقت الذي اتخذت في زيارة وزير البترول والثروة المعدنية، طارق الملا، إلى إسرائيل، أمس الأول، سمات المباحثات الروتينية حول التعاون في مجال الطاقة من قبل الشركاء الإقليميين، إلا أنها أرسلت أيضًا عدة رسائل مهمة إلى أنقرة والولايات المتحدة، وفقًا لمحللين.
أشار جابرييل ميتشل من معهد ميتفيم، وهو مركز أبحاث مقره إسرائيل، إلى أن زيارة الملا حملت مباحثات مستفيضة حول العديد من قضايا الطاقة. حيث اتفق الجانبان يوم الأحد على ربط حقل ليفياثان للغاز الطبيعي الإسرائيلي بمنشآت الغاز الطبيعي المسال المصرية، عبر خط أنابيب تحت الماء، يمكن التصدير منه إلى الأسواق الأوروبية.
تابه ميتشل: "الخطة الإماراتية الإسرائيلية لضخ النفط من إيلات على البحر الأحمر إلى عسقلان على البحر المتوسط تهم مصر للغاية، لكن القاهرة امتنعت إلى حد كبير عن انتقاد المشروع علنًا.. وتوشك صفقة لتزويد غزة بالغاز الطبيعي الإسرائيلي على الموافقة، وأي شيء يحدث في القطاع الساحلي يمكن أن يكون له تأثير مباشر على الأمن المصري".
رسالة إلى تركيا
ويقول المحللون إن أحد الأغراض الرئيسية للاجتماعات - بخلاف مناقشات الطاقة - كان إرسال رسالة إلى تركيا، ورئيسها رجب طيب أردوغان.
على مدى عقد من الزمان، انخرطت تركيا في تصرفات عنترية أغضبت القاهرة بدأت عندما دعم أردوغان تنظيم الإخوان بعد الإطاحة بالجماعة من السلطة في القاهرة.
في البحر المتوسط ، انضمت مصر إلى اليونان وقبرص اللتين تتهمان تركيا بالتنقيب غير القانوني عن الغاز الطبيعي في مناطقهما الاقتصادية الخالصة، حيث شكلت الدولتان منتدى غاز شرق المتوسط ، ومقره القاهرة، وأجريا تدريبات عسكرية مشتركة.
وقال ميتشل: "لقاء بين إسرائيل ومصر، حتى لو لم يكن الغرض الأساسي من الزيارة، يبعث برسالة إلى تركيا، لا سيما في سياق الاجتماعات الأخرى التي تُعقد هذا الشهر".
تحركات يونانية
وزار رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إسرائيل في 8 فبراير، والتقى الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس مع نتنياهو في 14 فبراير. وأوضح المحلل: "هناك رسالة واضحة للوحدة، أن هؤلاء الشركاء يعملون معًا، وأن لديهم دورتهم من الجهود الدبلوماسية على التوالي، ولديهم طاقاتهم وزياراتهم وتأكيداتهم على التوالي".
تم إطلاق منتدى غاز شرق المتوسط (EMGF)، الذي يضم إسرائيل ومصر وقبرص واليونان والسلطة الفلسطينية، رسميًا في سبتمبر2020. ينوي المنتدى التعاون في إنشاء خط أنابيب للغاز الطبيعي يربط إسرائيل واليونان وقبرص بإيطاليا ثم بأوروبا. الهدف النهائي هو إمداد القارة بعشرة بالمائة من غازها.
رسالة إلى بايدن
كما كانت زيارة الملا تهدف أيضًا إلى إرسال رسالة إلى إدارة بايدن مفادها عزم مصر على استمرار العمل مع شركائها التقليديين بما في ذلك اليونان وقبرص وإسرائيل.
وقال موشيه ألبو، مؤرخ الشرق الأوسط الحديث والباحث في مركز دادو للدراسات العسكرية متعددة التخصصات: "إن الجميع شرق البحر الأبيض المتوسط يرتب نفسه حتى يسمع بايدن موقفًا موحدًا منهم معًا".
وقال موشيه ألبو، مؤرخ الشرق الأوسط الحديث والباحث في مركز دادو للدراسات العسكرية متعددة التخصصات: "إن الجميع شرق البحر الأبيض المتوسط يرتب نفسه حتى يسمع بايدن موقفًا موحدًا منهم معًا".
ويرى ألبو أن الزيارات التي قام بها القادة اليونانيون والقبارصة تأتي في إطار عملية التنسيق الإقليمي الموجهة جزئيًا إلى بايدن، مشيرًا إلى أن زيترة الملا لمسؤولين فلسطينيين في رام الله، سمحت لمصر بتقديم نفسها كوسيط لا يقدر بثمن بين إسرائيل والفلسطينيين، كما سعت للقيام بذلك منذ فوز بايدن الانتخابي. في ديسمبر، قال الرئيس السيسي إن القاهرة تعمل على دفع حل الدولتين قدمًا. قبل أسبوع من تولي بايدن منصبه، استضافت مصر وزراء خارجية الأردن وفرنسا وألمانيا لمناقشة إحياء محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية. كلما تمكنت مصر من تقديم نفسها كمصدر للاستقرار والتعاون في المنطقة.
وأكد القادة الإسرائيليون في تعليقاتهم على التأثير الإيجابي لمصر في الشرق الأوسط، إذ قال وزير الخارجية غابي أشكنازي إن "مصر تلعب دوراً حيوياً في المنطقة في تعزيز الأمن والاستقرار والسلام".