السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تداعيات محاولة اغتيال باشاغا على المسار السياسي في ليبيا .. خبير يوضح

الرئيس نيوز

روايات عدة وتحليلات مختلفة على وقع محاولة اغتيال وزير حكومة الوفاق، المنتهية الصلاحية، فتحي باشاغا، أمس في العاصمة الليبية طرابلس عبر مجموعة  مسلحين في سيارات مسلحة فتحوا النار على موكبه ما أسفر عن إصابة أحد أفراد حراسته، ومقتل أحد المسلحين.
وفي ظل تضارب المعلومات بشأن حقيقة محاولة الاغتيال، يرى المراقبون أن الواقعة قد تكون مسرحية هدفها استمرار باشاغا في منصبه، كما ذهب البعض إلى أنها لتصفية الحسابات بين رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج وبين وزير داخليته.
وتعقيبًا على الرسائل والدلالات المختلفة لمحاولة الاغتيال، أوضح رئيس وحدة العلاقات الدولية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية،  الدكتور أحمد قنديل إن الأوضاع في ليبيا مازال في مرحلة السيولة.
وأضاف قنديل في تصريحات لـ"الرئيس نيوز": "عدم استتباب الأمن في ليبيا تراهن عليه قوى لعدم الانجاح المسار السياسي الجديد، كما أنها لاترغب للبلد الغارق في الفوضى منذ 2011، أن يستعيد أمنه واستقراره، وذلك لوجود ميليشيات خارجة عن القانون لايهمها مصالح ليبيا".
عواقب استمرار الميليشيات
شدد قنديل: "الميليشيات في ليبيا غير مأمونة وتعمل من أجل مصالحها ومصالح قوى خارجية. الحادث مؤشر إلى أنه إذا لم يتم السيطرة على الميليشيات والجماعات المسلحة وإخراج المرتزقة التي جلبتهم تركيا خلال الفترة الماضية، سيزداد الوضع تدهورًا وسوءًا".
وأكد: "هذه الجماعات أًصبحت منكشفة، وأصبحت في وضع يدفعها لابتزاز القوى الوطنية الليبية من أجل الحصول على مكاسب بشكل أو بآخر".
واختتم أن الميليشيات تريد الحفاظ على المكانة التي حصلت عليها في فترة السراج، لذا لابد من تصفي هذه الميليشيات أو دمجها والتعامل معها بحسم خلال الفترة المقبلة، والضغط على الدول الداعمة لها.
واشنطن تدعم باشاغا
المحلل السياسي الليبي ورئيس مؤسسة "سلفيوم" للأبحاث والدراسات جمال شلوف، وصف الحادثة بـ"المسرحية الغبية"، وقال إنه "ليس من المنطقي أن سيارة مسلحة تحمل شعار إدارة رسمية تحاول اغتيال باشاغا بإطلاق الرصاص على سيارته المصفحة في رتل يضم عشرات السيارات المصفحة والمدجج بالأسلحة".
ولفت شلوف في تصريحات لــ"العربية" أن بيان الإدانة السريع الذي صدر من السفير الأميركي في ليبيا هو "رسالة موجهة للسلطة الجديدة بأن الولايات المتحدة تدعم استمرار باشاغا في منصبه لاستكمال مشروع مواجهة الميليشيات المسلحة وتفكيكها".



الميليشيات تتحكم في طرابلس
من جانبه، قال المحلل السياسي، أحمد المهدوي، إن محاولة اغتيال وزير داخلية حكومة الوفاق الليبية فتحي باشاغا رسالة قوية للمجتمع الدولي، بأن من يتحكم في العاصمة طرابلس ميليشيات خارجة على القانون والدولة.
وأوضح "المهدوي"، في تصريحات لــ"قناة الغد"، أن باشاغا سعى كثيرا لدمج الميليشيات ونزع سلاحها، مشيرًا إلى أن هذه العملية تأتي في إطار تصفية الحسابات.
وأضاف أن فتحي باشاغا حاول تقوية ميليشيات مصراتة على حساب ميليشيات الزاوية وميليشيات طرابلس، لافتًا إلى أن ذلك كله بدعم من أنقرة.
تصفية حسابات
وتأكيدًا لما صرح به المهدوي، قال المحلل السياسي الليبي خالد الترجمان؛ في تصريحات على قناة "صدى البلد" أن  "ما حدث يؤكد أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال الركون إلى مجموعات المليشيات التي تتحكم في المشهد بطرابلس".
وأضاف: "فايز السراج يحاول ضم مليشيات طرابلس تحت أمرة غنيوة الكيكلي تحت اسم جديد وهو مليشيا دعم واستقرار أمن طرابلس".



انتكاس المسار السياسي
وفي سياق متصل، اعتبر المحلل السياسي أبو يعرب البركي في تصريحات لــ"العربية" أن الحادثة هي "محاولة لإرباك المشهد السياسي وخلق ذريعة لتفجير الوضع ميدانيًا، وبالتالي انتكاس التوافق الليبي واستمرار فايز السراج وحكومته وبقاء باشاغا في المشهد".