أزمة أمريكا.. التصويت على عزل ترامب يحدث انقسام في العائلات السياسية
سلطت صحيفة واشنطن بوست الضوء على تصريحات نسبتها إلى عائلة "آدم كينزينجر"؛ عضو مجلس النواب الجمهوري عن ولاية إلينوي، حيث قالت العائلة إنهم يشعرون بالإحراج من انتمائه إليهم واتهموه بإدارة ظهره للمبادئ المسيحية.
ولفت محرر الصحيفة "يوجين سكوت"، إلى أنه على الرغم من أن دونالد ترامب أصبح الآن خارج منصبه، وعلى الرغم من حظره على منصات التواصل الاجتماعي، إلا أنه حتى في حالة صمته النسبي، فإنه لا يزال يمثل مشكلة بين أفراد الأسرة الأمريكية الواحدة - وربما يعود ذلك إلى أحداث أسابيعه الأخيرة في منصبه، ويبدو الخطر أكبر بالنسبة للأمريكيين الذين يعملون في ميدان السياسة وعلاقاتهم بأسرتهم، وكتب بعض أقارب النائب "آدم كينزينجر" رسالة إليه بعد أن صوّت لصالح عزل ترامب وتضمنت رسالتهم عبارات لاذعة.
العائلات السياسية في أمريكا
في الشهر الماضي، كتب أشقاء النائب "بول أ.جوسار"، الجمهوري من ولاية أريزونا، إلى نائب ديمقراطي يحثونه على تشكيل تحالف برلماني لطرد شقيقهم الداعم لترامب من الكونجرس، قائلين إن تعليقاته ساعدت في التحريض على أعمال الشغب في الكابيتول التي خلفت خمسة قتلى.
وكتب الشقيق "تيم جوسار" في رسالة إلى النائب راؤول إم جريجالفا، الديمقراطي من أريزونا: "عندما يتحدث المرء عما حدث في ذلك اليوم، فأنه حديث عن الخيانة وقلب نظام الحكم. فإن لم يكن تورط شقيقي في الخيانة وقلب نظام الحكم بدعمه ترامب والمشاغبين، سببًا وجيهًا لطرده، فمتى تطردونه؟!"
انقسام سياسي
وليست عائلة ترامب في مأمن من هذا الانقسام السياسي الذي علت موجته ليصبح اقوى من الروابط العائلية. فهناك ماري ترامب، ابنة أخ الرئيس السابق التي ألفت كتابًا ذائع الصيت حول كيفية خلق ديناميكية عائلتها للقائد العام السابق، وغردت على تويتر تدعم إدانة ترامب قبل محاكمته في مجلس الشيوخ.
لا تختلف هذه الأمثلة العامة عما يحدث في العائلات الأخرى، حيث يمكن أن تكون الهوية السياسية أكثر تأثيرًا من رابطة الدم، فيما تظهر البيانات الحديثة مدى ضآلة الميل داخل العائلات للتنوع السياسي. وبالأرقام يتراجع استمرار الزواج بين الأزواج ذوي الآراء السياسية المتعارضة.
قبل شهرين من انتخابات 2020، أظهر استطلاع أجرته مجلة الإيكونوميست أن ما يقرب من 40 في المائة من الديمقراطيين و40 % من الجمهوريين سيكونون مستائين إلى حد ما أو مستائين للغاية من احتمال زواج أبنائهم من أشخاص ينتمون إلى الحزب السياسي الآخر.
لم تكن الأمور على هذا النحو دائمًا. في عام 2016، كان 30 % من الأزواج مختلطين سياسيًا، مع تحديد كل شريك لحزب مختلف، وفقًا لتحليل مسح الأسرة الأمريكية الجديد، وبحلول نوفمبر 2020، انخفض هذا الرقم بنحو 10 نقاط مئوية، بينما في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، قال أكثر من 70 في المائة من المشاركين في الاستطلاع لمنظمة جالوب إنهم لم يكن لديهم حزب سياسي مفضل (أو لم يهتموا بالإجابة) لصهرهم الافتراضي. ولكن عندما طرح لين فافريك، أستاذ العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، السؤال نفسه في الأسبوع الذي سبق انتخابات 2016، قال أقل من النصف - 45 بالمائة - إنهم لا يهتمون بما إذا كان أبناؤهم قد تزوجوا من شخص له آراء سياسية معاكسة.
الهوية السياسية