الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

في ذكرى ميلاد «فيلسوف الجاسوسية».. 5 أعمال لـ صالح مرسي تخترق عالم الأسرار

الرئيس نيوز

تمر اليوم الذكرى الثانية والتسعون لميلاد رائد أدب الجاسوسية والجواسيس "صالح مرسي" الذي ترك لنا إرثًا أدبيًا رائعًا، خاصةً في عالم المخابرات الذي نسج فيه اسمه بحروف ذهبية، ولدت روح الوطنية والإنتماء لدي المشاهد عبر الكتاب والشاشتين الفضية والصغيرة.

ولد مرسي، يوم 17 فبراير من العام 1929 بمدينة كفر الزيات التابعة لمحافظة الغربية وتوفي بمرسى مطروح يوم 24 أغسطس من العام 1996، درس الفلسفة وعمل في سلاح البحرية بمقتبل حياته مما وضح أثر البحر على أعماله عبر فني القصة والرواية.

قدم للمكتبة العربية العديد من الأعمال القصصية والروائية علاوة على تعلمه لكتابة السيناريو، على يد رائد الواقعية المخرج الكبير "صلاح أبوسيف"، كما فعل من قبل مع عملاق الرواية العربية "نجيب محفوظ".

عمل لفترة طويلة مُحللاً للنصوص الأدبية في عالم الجاسوسية والجواسيس، وكان على علاقة صداقة كبيرة باللواء عبد العزيز الطودي، الشخصية المحورية برواية "رأفت الهجان" المعروفة بـ"عزيز الجبالي"، والذي روى له أشهر القصص المخابراتية، التي أمدته بدرر أعماله الروائية والفنية.

الصعود إلى الهاوية

اخترق مرسي هذا العالم المُلغز المُلبد بالأسرار والخفايا من خلال مجموعته القصصية الأولى "الصعود إلى الهاوية" عن الجاسوسة "هبة سليم"، الشهيرة بـ"عبلة كامل" والتي حولت في العام 1978 لعمل سينمائي يُعد من أحسن مائة فيلم في السينما المصرية للنجمة "مديحة كامل" والنجم "محمود يس"، من إخراج "كمال الشيخ" المعروف بـ"هيتشكوك السينما المصرية".

أبرز "مرسي" فيها بطولة المخابرات المصرية في القبض على الجاسوسة الشهيرة في العام1973، من خلال اللواءت "ماهر عبد الحميد"، "رفعت جبريل" و"محمد نسيم".

  دموع في عيون وقحة

صدرت روايته الأولى التي نشرت مُسلسلة في جريدة الأهرام في العام 1977 بعنوان "دموع في عيون وقحة" عن "أحمد الهوان" البطل المصري الشهير بـ"جمعة الشوان"، والتي حولت لمسلسل تليفزيوني شهير في العام 1980 للنجم "عادل إمام"، وإخراج "يحيى العلمي".

أبرزت الرواية  كدليل توثيقي على بطولة ابن السويس، وفدائية وذكاء "الريس زكريا" الاسم الكودي للواء "محمد عبد السلام محجوب"، محافظ الإسماعيلية والإسكندرية، ووزير الدولة الأسبق للتنمية المحلية.

الحفار

في العام 1986 كشف النقاب عن عملية بطولية للضفادع البشرية المصرية بروايته "الحفار"، وهي العملية المعروفة المعروفة باسم "الحج"، متناولاً رحلة الحفار "كنتنج" الذي اشترته إسرائيل في العام 1969 بدايةً من إبحاره من كندا، عبر سفينة هولندية للوصول إلى سيناء للتنقيب عن بترولها، وحتى تدميره بميناء "أبيدجان" بساحل العاج يوم 7 مارس من العام 1970.

تحولت رواية "الحفار" إلى مسلسل تليفزيوني، عبر السيناريست "بشير الديك" بصحبة كوكبة من نجوم الدراما التليفزيونية في العام 1996 للمخرج وفيق وجدي.

أبرزت الرواية بطولة اللواء "محمد نسيم" المعروف ب"نديم قلب الأسد"، وصلابة اللواء "أمين الهويدي" أمام حساسية المرحلة التي تولى فيها رئاسة المخابرات المصرية عقب هزيمة حرب الأيام الست في العام 1967، ونهوضه بجهاز المخابرات المصرية بأهم العمليات المخابراتية وقت حروب الاستنزاف المُمهدة لنصر أكتوبر العظيم.

رأفت الهجان

تعد رواية "رأفت الهجان" الأشهر في مجموع أعماله المخابراتية،  والتي قرأ عنها في عشرين صفحة ليحولها لرواية ملحمية، في ثلاثة أجزاء في أوائل الثمانينات، حيث ارتبط بها الجمهور عبر ملحمة تليفزيونية للنجم "محمود عبد العزيز" والمخرج "يحيى العلمي" في أعوام 1988 و 1990 و1992.

أبرزت بطولات اللواء "عبد العزيز الطودي" المعروف بـ"عزيز الجبالي"، اللواء "محمد نسيم" المعروف بـ"نديم قلب الأسد"، واللواء "أمين الهويدي".

ملف سامية فهمي "حرب الجواسيس"

حضر مرسي أعماله المخابراتية وقت عرضها على الشاشة الصغيرة، عدا روايته "سامية فهمي" عن الصحفية "ليلى عبد السلام" المعروفة بـ"جازية المصرية"، والتي حولت لمسلسل تليفزيوني عبر السيناريست "بشير الديك" عقب وفاته بثلاثة عشر عامًا، بعنوان "حرب الجواسيس" لمنة شلبي وهشام سليم في العام 2009 من إخراج نادر جلال.

 من يقرأ أعمال صالح مرسي أويشاهدها على الشاشتين يكتشف أهم نقطة مضيئة بين تفاصيلها، وهي روح المصري ضابطًا ومواطنًا في رفض الهزيمة والإمبريالية على طول خط قصصه ورواياته، ومدى التحدي الكبير في إبراز قدراته الشخصية في أحلك الظروف وأصعب اللحظات.

أفاد عمله بالسلاح البحري في التنقيب عن أسرار البحر وقت إنتظار لحظات الحسم في التاريخ المصري ما بين فدائية الجَّمال، وحيرة الهوان، ولهاث الحفار بالتطواف بين بلاد العالم شرقًا وغربًا، وإبراز عاداتها وتقاليدها وأهم معالمها السياحية في سياحة أدبية تحمل اسمه كماركة مسجلة لهذا النوع من الأدب في أدبنا العربي.

اقتنصَ مرسي إعجاب كبار الكتاب من مداد أقلامهم، نظرًا لبصماته المميزة التي أعلنت عن تفرده في هذا الباع من خلال "يوسف إدريس"، "نجيب محفوظ"، "توفيق الحكيم"، "أنيس منصور" و"عبد الرحمن الشرقاوي".