مع بطء الإنشاءات.. هل تنجح إثيوبيا فى الملء الثاني منفردة؟

مع استمرار توقف مفاوضات سد النهضة المتعثرة، وتصريحات إثيوبيا المتكررة بشأن بداية الملء الثاني بإرادتها المنفردة خلال يوليو المقبل، دون توافق على قواعد الملء والتشغيل وفى ظل فشل الاتحاد الإفريقي فى تقريب وجهات النظر، تكشف صور الأقمار الصناعية الأخيرة، استمرار مرور المياه من الممر الأوسط للسد وبدء أعمال الخرسانة المضغوطة، لإكمال البناء والهيكل الخاص بالتوربينات.

وكشفت مصادر مطلعة على ملف المياه، إنه سيتم تكثيف العمل على هياكل التوربينات الأعلى فى سد النهضة الإثيوبي، بالإضافة إلى تنفيذ البوابات المعدنية لمداخل التوربينات أيضا، مع وضع خطة للإنتهاء من ذلك خلال  20 مايو المقبل، مع الوصول إلى منسوب 600 متر فوق مستوى سطح البحر على جانبي السد، وفتح ممرين الاستخدامات أعلى البوابات الأربعة السفلية.

كما أوضحت إنه سيتم إستكمال غلق الممر الاوسط منتصف مايو المقبل لمنسوب 580 متر بزيادة 20 متر عن الوضع الحالي حالياً فى أقل فرضية، خاصة أن موسم الجفاف قد يأتى  بموسم الأمطار القادم فى حوض النيل الأزرق، ولذا فإنه من الممكن الاكتفاء بتشغيل أول توربينين منخفضين فقط من توربينات السد، رغم عدم التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم حول الملء والتشغيل، مشيرة إلى أهمية التوافق على إستئناف المفاوضات من جديد في فترة رئاسة الكونغو للاتحاد الإفريقى.

من جانبه قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، إنه من الواضح حتى الآن عدم وجود كثافة في الإنشاءات الجديدة بالنسبة للممر الأوسط من سد النهضة، خاصة وأن صور الأقمار الصناعية الأخيرة تظهر تدفق مياه بحيرة تانا، التى تصل الى حوالى 30 مليون متر مكعب يوميا خلال شهر فبراير الجارى من أعلى الممر الأوسط فى السد.

إنشاءات لم تكتمل ورغبة في المفاوضات

وأكد أستاذ الموارد المائية لـ"الرئيس نيوز"، أن استمرار مرور المياه بهذا الشكل لايسمح بأى تخزين إضافى حالياً، كما أن مسألة إستمرار تدفق المياه من الممر الأوسط واعلى السد تؤكد أن جسم السد الإثيوبي لم يشهد أي إنشاءات جديدة، وهو الذي كان مقررا الانتهاء الكلي منه منذ ثلاث سنوات، مشيرًا إلى أن عدم إتخاذ خطوات عملية لبدء التخزين الثانى حالياً تساعد على إستمرار الهدوء نحو استئناف المفاوضات، رغم التصريحات الاثيوبية المتتالية ببدء التخزين الثانى فى يوليو القادم باتفاق أو بدون اتفاق.