الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

تسوية أم إدارة للأزمات.. ماذا تفعل إدارة بايدن في الشرق الأوسط؟

الرئيس نيوز

أوضحت صحيفة "واشنطن تايمز" إن بايدن وفريقه ليسوا غرباء عن التعقيدات والتحديات في الشرق الأوسط، لكن المنطقة اليوم مختلفة بشكل ملحوظ عن الشرق الأوسط في اليوم الذي انتهت فيه إدارة أوباما، تعاني الدول العربية من حقائق اقتصادية صارخة وغموض وبقع شاسعة يدمرها الفراغ السياسي.

وقالت الصحيفة إن "سوريا وليبيا واليمن دول فاشلة.. إذا لم يتم إنقاذهم بطريقة ما، فسوف يعاني العراق ولبنان من نفس المصير.. يمكن تصنيف مصر والمغرب والأردن على أنها دول تواجه صعوبات اقتصادية مزمنة تحد من قدرتها على العمل على المستوى الإقليمي، في حين أن دول الخليج الغنية بالموارد تعاني من ضغوط اقتصادية نتيجة انخفاض أسعار النفط وتراجع معدلات الطلب، وبالطبع، تأثير جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي".

ما هو غير واضح في هذه العواصم هو كيف سيختلف بايدن عن سنوات أوباما الثمانية؟ ما الذي سيكون مختلفًا عن مسارات إدارة ترامب؟، توضح الصحيفة أن "بايدن كان على خلاف مع أوباما حول العديد من قضايا السياسة الأساسية الحذرة المصممة لسحب الولايات المتحدة ببطء من صراع لا نهاية له. كنائب للرئيس، تعاطف بايدن مع محنة الرئيس المصري الأسبق مبارك خلال انتفاضة الربيع العربي، وكان لديه تحفظات جدية على التدخل العسكري للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في ليبيا. كما دعم بايدن حرب 2003 في العراق، ولعل الأكثر دلالة هو أن وزير الخارجية بلينكن قد انتقد في وقت سابق مشاركة أوباما - السرية والتقليدية - ضد الطموحات الإقليمية لإيران".

وخلصت الصحيفة في نهاية المطاف إلى أن الأقرب إلى المنطق ومعطيات الواقع في الشرق الأوسط أن سنوات ولاية بايدن ستقتصر على غدارة الأزمات في الشرق الأوسط، ولا يرجى منها الكثير من تسوية الأزمات الراهنة ما لم تتوافر لدى المعنيين في المنطقة الإرادة للتوصل إلى تسوية وحلول لمشاكلهم، فإذا توافرت تلك الإرادة سيبارك بايدن أي تسوية معقولة ولكنه من غير المتوقع أن يطرح هو وإدارته اي تسوية من اي نوع في ضوء الانشغال بقضايا الداخل الملتهبة.

تحديات داخلية

في السياق يواجه الرئيس جو بايدن تحدياتٍ كبيرة خلال الأسابيع القليلة التي أعقبت تنصيبه - كلها محلية، وكلها تتطلب اهتمامًا فوريًا،
هناك كوفيد-19، إلى جانب الدمار الاقتصادي الناجم عن الوباء. هناك أيضًا صراع عنصري وهناك بطبيعة الحال التعامل مع الانقسام السياسي الذي يبدو أنه لا يمكن تجاوزه بسهولة، وبالطبع الأضرار الجانبية لشغب 6 يناير بمبنى الكابيتول الذي كشف عن تيار خفي من التطرف الذي يعرض البلاد لمخاطر مواجهة المتطرفين المتعصبين في طول الولايات المتحدة وعرضها بل حتى داخل قاعات الكونجرس.

وباستثناء أزمة دولية أو هجوم إرهابي، من المحتمل أن تتراجع السياسة الخارجية عن مخاوف بايدن الأكثر إلحاحًا، ولكن باختيار أنتوني بلينكين وفريقه من الدبلوماسيين المخضرمين على رأس وزارة الخارجية، أرسل بايدن رسالة مدوية مفادها أن الولايات المتحدة عادت للقيادة، لكن في الوقت نفسه تشير الصحيفة إلى أنه  "ليس هناك أفضل من الشرق الأوسط كنقطة بداية فهي المنطقة ذات التاريخ الطويل في صنع الرؤساء الأمريكيين وتحطيمهم".