الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

استمرار أزمة «عدم اليقين» في ليبيا.. والنمسا تطالب بالإسراع في طرد المرتزقة

الرئيس نيوز

أصبحت العملية السياسية في ليبيا تتحرك بثبات، لكن مخاطر عدم اليقين لا تزال قائمة بالنظر إلى المفاوضات السياسية برعاية الأمم المتحدة من جهة والوضع العسكري من جهة أخرى، فهما خطان لا يتبعان نفس المسار.

تم الاتفاق على وقف إطلاق النار في جنيف في 23 أكتوبر، وتضمنت الاتفاقية عدة متطلبات، أهمها انسحاب جميع المقاتلين والقوات الأجنبية من ليبيا في غضون ثلاثة أشهر، فبعد 42 عامًا من حكم معمر القذافي، عانت ليبيا من عقد من الفوضى شابه صراع لا نهاية له، وانقسامات حادة وتوترات تكفي لتقسيم البلاد إلى قسمين، وإغراقها في حرب أهلية دموية، إذ شهدت ليبيا "ما بعد القذافي" انتشار الميليشيات الخارجة على القانون، والتي تحول أغلبها إلى عملاء لدول وقوى إقليمية تسعى لبسط نفوذها أينما وجدت الفراغ والظروف المواتية.

مع مرور هذا الموعد النهائي، دعا كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش وممثل الولايات المتحدة في الأمم المتحدة في 29 يناير جميع المقاتلين والمرتزقة الأجانب لمغادرة ليبيا على الفور.

كان القائم بأعمال سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز أكثر تحديدًا. وقال: "ندعو روسيا وتركيا والإمارات إلى الشروع الفوري في سحب قواتها من البلاد وإخراج المرتزقة الأجانب والوكلاء العسكريين الذين جندتهم ومولتهم ونشرتهم ودعمتهم في ليبيا"، فيما لم يعلن الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن بعد تفاصيل سياسته تجاه ليبيا. ومع ذلك، عندما كان نائبًا للرئيس في إدارة أوباما، كان يعارض التدخل العسكري بقيادة الناتو في البلاد.

لا يواصل المرتزقة التابعون لمجموعة فاغنر البقاء في ليبيا فحسب، بل يقومون بتغيير الواقع على الأرض ما يهدد بتعقيدات إضافية للمشهد بينما ينشغل السياسيون في إيجاد حل والتوصل إلى تسوية تضع نهاية لمأساة الشعب الليبي، مما يعني أن العسكريين والمقاتلين الأجانب ربما يخططون للبقاء لفترة أطول.

أطماع تركيا  

 بالنسبة لتركيا، فلم تُصدر الحكومة بعد بيانًا بشأن احتمال انسحاب عناصرها العسكرية من ليبيا أو بشأن خطط المقاتلين الذين تدعمهم. لكن اقتراحًا تم التصويت عليه في ديسمبر الماضي في البرلمان التركي - عندما قرر أعضاؤه تمديد بقاء القوات المسلحة في ليبيا لمدة 18 شهرًا أخرى - وهو قرار يعطي فكرة عن كيفية تصرف أنقرة، لكن من المرجح أن تواجه أنقرة ضغوطًا من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الأوسع. قد يأتي الضغط الأول في قمة الناتو التي ستُعقد "في أوائل عام 2021".

وفي المقابل لدى بايدن قائمة طويلة من القضايا المثيرة للجدل مع تركيا،  ليس من الواضح في الوقت الحالي متى قد يتم إدراج انسحاب الجيش التركي من ليبيا على جدول الأعمال. إن تركيا - عمليًا - لا تريد التخلي عن موطأ قدم على الأرض الليبية، لأن المنطقة التي تسيطر عليها تحتوي على 80 في المائة من آبار النفط في البلاد.

ولفتت مجلة فورين بوليسي إلى أن العديد من الدول خاضت غمار الصراع المعقد في ليبيا وهي تتصارع من أجل تحقيق أهدافها الخاصة في الدولة الهشة.

ووفقًا للمجلة، فإن هذا الصراع وما أنتجه من أنماط الحرب بالوكالة قد وضع الحلفاء في مواجهة بعضهم البعض. قدمت فرنسا وروسيا الدعم بطريقتهما، بينما قدمت تركيا وإيطاليا وقطر الدعم بطريقتهم، ومما يزيد الأمور تعقيدًا وجود ميليشيات من السودان وتشاد وسوري، ويقدر تقرير صادر عن المفتش العام بوزارة الدفاع الأمريكية لعمليات مكافحة الإرهاب في إفريقيا العام الماضي أن بعض هذه الدول ربما كانت تساعد في تمويل أنشطة مجموعات المرتزقة في ليبيا.