معلومات استخباراتية تكشف مخطط أردوغان لاختراق فرنسا
كشف تقارير فرنسية بناءً على معلومات استخباراتية، عن استراتيجية نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لاختراق فرنسا، عن طريق وسائل عدة.
ونشرت صحيفة "جورنال دو ديمانش" الفرنسية تحقيقا بعنوان "كيف يقوم أردوغان باختراق فرنسا"، وكشفت خلاله عن سيطرة نظام أردوغان على جالية التركية في فرنسا وعدد من الدول الأوروبية من خلال شبكة تضم حوالي 650 منظمة تمولها أنقرة.
وكشف التحقيق عن شبكات تجسس تديرها السفارة التركية لدى باريس وجهاز المخابرات التركي، حيث يتم الاعتماد على عدد من المنظمات الإسلامية المقربة من الإخوان وبعض الأساتذة الذين يستخدمون كغطاء لأنشطة الاستخبارات التركية.
وسلط التحقيق الضوء على تمويل نظام أردوغان لمدارس فرنسية تستقدم أساتذتها من تركيا بهدف ترويج أفكار حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وقالت الصحيفة الإسبوعية، إن الأساتذة الأتراك قد يتم تكليفهم بجمع المعلومات الاستخباراتية او تغطية عمل ضباط المخابرات التركية.
ويتطرق التحقيق إلى توغل الفرنسيين ذوي الأصول التركية في عدد من المجالس البلدية بغرض الدفاع عن مصالح أنقرة والتأثير على السياسات المحلية في فرنسا.
وتشير الصحيفة إلى أن التقارير والمعلومات الاستخباراتية التي وصلت إلى الرئاسة الفرنسية حذرت من التأثير والنفوذ المتزايد لتركيا على الأراضي الفرنسية، معتبرة أنه يثير القلق.
وفي هذا السياق، تحدث رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق مانويل فالس عن التعاون بين البلدين في مراقبة أنشطة حزب العمال الكردستاني المعارض لنظام أردوغان على الأراضي الفرنسية، وغيرها من الملفات.
لكن المسؤول الفرنسي السابق، ندد بخداع أردوغان لفرنسا، موضحا أن الحرب الأهلية في سوريا كشفت الوجه الحقيقي للرئيس التركي ونواياه.
ورصد التحقيق اعتماد الرئيس التركي على مجموعة من العملاء والجمعيات في أوروبا وفرنسا بشكل خاص، فضلا عن بناء شبكة من المدارس لتعليم مبادئ حزب العدالة الحاكم الذي يرأسه أردوغان ويتبنى الفكر الإخواني.
وأضاف التحقيق أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان يرغب في وقف تلك الأنشطة التركية المتعلقة بالتعليم، خاصة أنها تهدف لإنشاء أجيال تتبنى أفكار إخوانية متطرفة مماثلة لحزب أردوغان.
علاوة على ذلك، يمول النظام التركي عدد من الجمعيات المحلية التي تعمل على تبييض صورة انقرة لدى باريس، فضلا عن الترويج لأفكار الإسلام السياسي داخل فرنسا.
ويرى ضباط المخابرات الفرنسية أن تلك الجمعيات تهدف للتأثير على المنظمات الرسمية للإسلام في فرنسا.
كما كشف التحقيق عن محاولات عملاء أردوغان عرقلة صياغة "ميثاق القيم الجمهورية" الذي تنوي الحكومة الفرنسية توقيعه مع مجلس الديانة الإسلامية، أعلى هيئة تمثل المسلمين في فرنسا.
وحذرت الصحيفة من المحاولات التركية للتأثير على القرارات السياسية في بعض الدول الأوروبية، من خلال الاعتماد على عدد كبير من الأتراك في المجالس البلدية ودعم بعضهم للترشح في الانتخابات، ليتمكنوا في النهاية من الدفاع عن سياسات أردوغان والترويج للمخطط التركي.