الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

بالقرب من الخرطوم.. مصر والسودان تستعدان لإنشاء منطقة صناعية جديدة

الرئيس نيوز

سلطت صحيفة جلوبال نيوز الكندية، الضوء على زيارة وزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع إلى السودان لبضعة أيام واجتماعها بالعديد من المسؤولين السودانيين، وقالت الوزيرة خلال رحلتها إن مصر أنهت دراسة جدوى لإنشاء منطقة صناعية مصرية في السودان بهدف تعزيز التعاون الصناعي والتجاري بين البلدين.

ومع استمرار الإخفاق في التوصل إلى اتفاق مُرضٍ بشأن السد الإثيوبي بين مصر والسودان وإثيوبيا، على الرغم من جولات المفاوضات العديدة على مدار السنوات الماضية، تتطلع القاهرة إلى تعزيز التعاون مع السودان، إذ يشمل التقارب بين القاهرة والخطوم التدريبات والمناورات العسكرية المشتركة، وجهودًا متنوعة لتحقيق التعاون المشترك في الصناعة والتجارة وتعزيز الروابط الاجتماعية بين الشعبين المصري والسوداني ومساعدتهما معًا، على مواجهة أزمة السد المثير للجدل.

وأكدت الوزيرة الاتفاق على موقع المشروع، قائلة: "ننتظر رد الجانب السوداني بشأن المشروع". وأشادت بالمنطقة الصناعية المخطط لها لتوليد فرص استثمارية في البلدين.

بدأ اهتمام القاهرة بالمنطقة الصناعية مع السودان عندما قام رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي بزيارة السودان في أغسطس 2020، وكانت هذه أول زيارة له للخرطوم بعد الإطاحة بالنظام السابق في 11 أبريل 2019.

أكد محمد الشاذلي سفير مصر السابق لدى السودان أن مشروع إنشاء منطقة صناعية مصرية في السودان يخدم المصالح المشتركة للبلدين في أزمة السد.

وأشار الشاذلي إلى حدوث تغييرات جذرية في سياسة الحكومة في الخرطوم منذ سقوط الرئيس عمر البشير. أدركت الحكومة السودانية الحالية أن تصرفات إثيوبيا بشأن السد والحدود أصبحت تشكل تهديدًا واضحًا للأمن القومي السوداني، مما وضع القاهرة والخرطوم على جانب واحد إزاء المواقف الإثيوبية.

تسعى القاهرة لإنشاء خط سكة حديد يربط بين مصر والسودان. وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن مشروع السكة الحديد خلال زيارته للخرطوم أواخر عام 2018، لكن المشروع تعثر مع اندلاع الاضطرابات في السودان في أوائل عام 2019. وفي أكتوبر 2020، استأنف وزيرا النقل المصري والسوداني مناقشة المشروع.

وتهدف مصر إلى تحقيق التكامل الصناعي مع السودان وربط المصالح المصرية والسودانية. هناك الكثير الذي يمكن أن تحققه القاهرة والخرطوم، خاصة وأن البلدين تربطهما روابط تاريخية وجغرافية وثقافية كبيرة. على سبيل المثال، يمكن للسودان تحقيق الأمن الغذائي ليس فقط لمصر، ولكن لأفريقيا بأكملها.

وحول الموقف المصري الحالي من أزمة السد رجحت الصحيفة الكندية أن القاهرة تعول على المجتمع الدولي لكسر التعنت الإثيوبي، واستبعدت اللجوء إلى التهديدات أو التصعيد رغم أن مصر تستطيع ذلك. واستندت الصحيفة إلى تصيحات الرئيس السيسي في العديد من المناسبات، لتستخلص إصرار وعزم مصر على متابعة الحوار ما دامت حقوقها المشروعة في النيل محمية. وتريد مصر أن تدرك إثيوبيا مخاطر عنادها.
وأعرب وزير الصناعة والتجارة السوداني، مدني عباس مدني، في أول مجلس أعمال مصري سوداني مشترك في السودان، عن سعادته بخطط إنشاء منطقة صناعية مصرية في السودان، وأكد أن المنطقة ستلبي احتياجات الطرفين وتعزز التجارة والصناعة السودانية وتخلق سوقًا رئيسيًا للمنتجات المصرية.

ويعتقد المراقبون أن المنطقة الصناعية هي خطوة نحو توثيق العلاقات المصرية السودانية خاصة على المستوى الصناعي باعتبارها قفزة نوعية في العلاقات الثنائية التي توترت بسبب حكم عمر البشير وجماعة الإخوان المسلمين لمدة 30 عامًا.

وسيؤدي تطوير العلاقات الصناعية سيؤدي بطبيعة الحال إلى تقوية العلاقات السياسية والدبلوماسية وتمكين البلدين من تشكيل جبهة صلبة ضد المناورات الإثيوبية الهادفة إلى دق إسفين بين مصر والسودان. يبدو أن العلاقات الثنائية تتعزز على جميع المستويات وأن الصناعة ركيزة مهمة، وقد تم التوصل إلى أربع اتفاقيات بين الجانبين بخصوص الإقامة والتأشيرات والتنقل وملكية العقارات.

ونقلت الصحيفة عن ياسر الشرقاوي رئيس جمعية رواد الأعمال المصريين الأفارقة أن التقارب المصري السوداني أصبح ضروريًا وحتميًا.
إن المنطقة ستسمح لمصر بتبادل الخبرات الصناعية مع السودان. وسيتم استغلال هذه الخبرة لإنعاش الصناعة والتجارة بين البلدين. يشتهر السودان بكمياته الهائلة من الثروة الحيوانية التي يمكن استغلالها لتحفيز صناعة وتجارة الجلود، بالإضافة إلى الصناعة الزراعية الواعدة في الخرطوم.

وستعزز المنطقة فرص الاستثمار لرجال الأعمال من جميع أنحاء إفريقيا، كما ستسهم في رفع قدرات البلدين في مجال الصناعة والتجارة وتوفير فرص عمل للشباب الأفريقي بشكل عام.