الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

قبل رئاسة الكونغو للاتحاد الإفريقي.. إثيوبيا تعلن بدء الملء الثاني لـ سد النهضة 

الرئيس نيوز

بالتزامن مع بدء فترة رئاسة الكونغو الديمقراطية للاتحاد الإفريقى، اليوم، جددت إثيوبيا تصريحاتها المتكررة بشأن الشروع في الملء الثاني للسد ونسب اكتمال البناء، ما يزيد من حالة التوتر والجمود فى ظل المفاوضات المتعثرة والمتوقفة، التى فشلت فى الوصول إلى اتفاق قانونى ملزم حول الملء والتشغيل للسد، وآلية فض المنازعات، بالإضافة إلى فشل الاتحاد الإفريقي طوال جولات التفاوض تحت رئاسة جنوب إفريقيا فى تقريب وجهات النظر.


إثيوبيا تعلن الملء الثاني واكتمال بناء السد  لـ78%

وقال سيليشي بيكيلي وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي، إن بناء سد النهضة يسير كما هو مخطط له، على قدم وساق، وإن دعم الإثيوبيين في الداخل والخارج لسد النهضة هو في أفضل حالاته، مشيرًا إلى أن أديس أبابا غير معنية بفشل التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة، مؤكدا اكتمال بناء أكثر من 78% من السد، وأن الأعمال الهندسية في بناء السد وصلت إلى 91% .

كما أكد الوزير الإثيوبي، إن بلاده غير معنية بفشل الأطراف في التوصل إلى اتفاق بشأن السد خلال الجولات السبع الماضية للمفاوضات التي كان يرعاها الاتحاد الإفريقي، مشيرا إلى تقدم أعمال البناء بنسبة 4.05% خلال ستة أشهر، مؤكداً على أن إثيوبيا ستبدأ عملية الملء الثانية لبحيرة سد النهضة الإثيوبي الكبير خلال الأشهر القليلة المقبلة.

يأتى ذلك فيما تبدأ الكونغو الديمقراطية، رئاسة الإتحاد الإفريقي خلال القمة الأفريقية السنوية المقبلة، فى خطوة يعتبرها كثيرين إنها جيدة فى ظل العلاقة المتميزة مع مصر ومشروعات التعاون العديدة بينهما، وذلك رغم قيام رئيسة إثيوبيا بزيارة الكونغو لافتتاح سفارة، في محاولة لجس النبض بشأن أزمة سد النهضة.

نجاح الكونغو يتوقف على مدى استجابة إثيوبيا

من جانبه قال الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين، إن التصريحات الإثيوبية بشأن اكتمال أعمال البناء بنسبة 78 %،  والإعلان عن بداية الملء والتشغيل يوليو القادم تأتى بالتزامن مع بداية رئاسة الكونغو الديمقراطية للاتحاد الإفريقى وانتهاء فترة جنوب إفريقيا التى شهدت فشلا كبيرا فى التوصل إلى إتفاق قانونى ملزم حول الملء والتشغيل للسد، وذلك رغم الاعتراضات من دولتى المصب مصر والسودان.

 وأكد أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين لـ"الرئيس نيوز"، إن الكونغو تبدأ رئاستها للاتحاد فى ظل مماطلة إثيوبيا وإعلان الملء، مشيراً إلى أن نجاح الكونغو الديمقراطية فى مهمتها الجديدة إذا تم إستئناف المفاوضات والوصول إلى اتفاق قانونى ملزم ونهائي حول الملء والتشغيل للسد وإنهاء الخلافات بين الدول الثلاث، يتوقف على مدى تجاوب إثيوبيا مع أية أطروحات للحل وتوقف التعنت والتصريحات المتكررة بشأن بداية الملء الثاني بارادتها المنفردة.

في السياق نفسه، أكد الدكتور أحمد المفتى خبير الموارد المائية السودانية، إنه إذا أظهر السودان ومصر وبصورة قاطعة استعدادهما وقدرتهما علي منع اثيوبيا من الملء الثاني  بارادتها المنفردة ، فان  الأمر سوف  يختلف داخل مجلس الأمن، وكذلك داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرا إلى أنه فى حالة إذا ما اخفق مجلس الأمن فإن  النتائج سوف تكون كارثية علي الامن والسلم الدوليين.

وأوضح خبير الموارد المائية السودانية وعضو اللجنة الفنية سابقا، إن الحصول علي أغلبية في الجمعية العامة للامم المتحدة في حالة سد النهضة، سوف تواجهه صعوبات لأن بعض الدول قد تقف مع إثيوبيا، ليس عداءا للسودان ومصر ولكن لأن الوقوف مع اثيوبيا يخدم مصالح تلك الدول، وخاصة دول منابع الأنهار الدولية.

فيما أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، أن نجاح الملء الثاني لسد النهضة رغم التصريحات الأخيرة بشأن انتهاء أعمال البناء بنسبة كبيرة، يتوقف على إتمام وإنهاء الأعمال الإنشائية لإغلاق الممر الأوسط، وهو أمر قد يصعب الوصول له هذا الصيف، مشيراً إلى أن نجاح مسار الكونغو الديمقراطية فى حل الأزمة خلال رئاسة الاتحاد الإفريقي، متوقف على مدى استجابة إثيوبيا وتصرفها خلال الفترة المقبلة، وعدم الشروع فى الملء الثاني بإرادتها المنفردة دون اتفاق.