الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

فاينانشيال تايمز تستبعد حدوث خطوات سريعة من بايدن في الشرق الأوسط

الرئيس نيوز

بعد أربع سنوات من اضطرابات السياسة الأمريكية في ظل ولاية دونالد ترامب وهوس إدارته بإيران، اتخذت إدارة بايدن الخطوات الأولى لإصلاح بعض الأضرار التي سببتها الإدارة السابقة في الشرق الأوسط، وفقًا لصحيفة فاينانشيال تايمز.

أوضحت "فاننشيال تايمز" في تقرير لها أن واشنطن ستعكف على إعادة تقييم العلاقات مع القوى الإقليمية، موضحة "يمكن القول إن الشرق الأوسط كان المنطقة الأكثر تأثراً بشكل مباشر برئاسة ترامب - من قراره التخلي عن الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى العالمية إلى انحيازه المطلق المؤيد لإسرائيل والسعودية، والذي أزعج عقوداً من الاتفاقيات الأمريكية".

وتابع التقرير: "لن يتم التراجع عن بعض قرارات السيد ترامب. لكن فريق بايدن قام ببعض التحركات الإيجابية المبكرة. وأعلنت أن واشنطن ستعيد العلاقات مع الفلسطينيين وستستأنف تقديم المساعدة لهم. وقد سمحت بالمعاملات المالية مع الحوثيين في اليمن لمدة شهر بينما تراجع تصنيف سلفها في اللحظة الأخيرة للحركة المتحالفة مع إيران كمنظمة إرهابية"، لافتة إلى أن ترامب اتخذ الخطوة على الرغم من التحذيرات من أنها قد تؤدي إلى مجاعة في اليمن، كما جمدت واشنطن مبيعات الأسلحة المتفق عليها في عهد ترامب، وهي خطوة تؤثر على اثنين من أقوى المؤيدين للرئيس السابق - المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، فلن تسير الأمور كالمعتاد.

وكان جو بايدن قد وعد سابقًا بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع الرياض كما تعهد بإنهاء دعم حرب السعودية في اليمن ضد الحوثيين. ويوقف تعليق الأسلحة مبيعات الصواريخ للرياض وطائرات إف -35 المقاتلة لأبو ظبي، وهذه الأخيرة نتيجة ثانوية لاتفاق الإمارات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل العام الماضي.

أشار التقرير إلى أن "فريق بايدن محق في مراجعة دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط والسعي لتهدئة التوترات التي أشعلها ترامب. سيكون الاختبار المبكر هو ما إذا كان بإمكانها إحياء الاتفاق النووي الإيراني - النجاح الواضح الوحيد لباراك أوباما في المنطقة، والذي بذل ترامب قصارى جهده لتدميره"، فيما يقول بايدن إن الولايات المتحدة ستنضم مرة أخرى إلى الاتفاقية إذا خفضت طهران نشاطها النووي.

في المقابل يصر المسؤولون الإيرانيون على أن على واشنطن أولاً رفع العقوبات، كما رفعت طهران المخاطر الأسبوع الماضي بقولها إنها ستمنع عمليات التفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة الشهر المقبل. من شأن ذلك أن يقوض نظام المراقبة الصارم الذي كان حاسمًا في الاتفاق النووي.

بالنظر إلى الإرث الذي ورثه بايدن، لن تكون هناك حلول سريعة للمشاكل التي تواجه الشرق الأوسط. كان تاريخ التدخل الأمريكي في المنطقة مليئًا بالفشل والنكسات التي سبقت السيد ترامب. من غزو العراق عام 2003، إلى رد أوباما غير المتسق في كثير من الأحيان على الانتفاضات العربية عام 2011 وتداعياتها، لا سيما في صراعات سوريا وليبيا واليمن.

وقالت الصحيفة: "يجب على إدارة بايدن الانتباه إلى الدروس السابقة، ونشر الثقل الدبلوماسي لواشنطن بشكل عملي، وتبني التعددية والاستماع إلى شركائها.. يجب أن تهدف الولايات المتحدة إلى تخفيف التوترات، وليس زيادتها، والعمل نحو حلول دائمة. لن تكون سهلة. ولكن يجب أن تكون هناك رسائل متماسكة ومتسقة تركز على أهداف واقعية. من شأن ذلك أن يبدأ على الأقل العملية الصعبة لاستعادة الثقة في القيادة الأمريكية".