فاينانشيال تايمز تستبعد حدوث خطوات سريعة من بايدن في الشرق الأوسط
بعد أربع سنوات من اضطرابات السياسة الأمريكية في ظل ولاية دونالد ترامب وهوس إدارته بإيران، اتخذت إدارة بايدن الخطوات الأولى لإصلاح بعض الأضرار التي سببتها الإدارة السابقة في الشرق الأوسط، وفقًا لصحيفة فاينانشيال تايمز.
وتابع التقرير: "لن يتم التراجع عن بعض قرارات السيد ترامب. لكن فريق بايدن قام ببعض التحركات الإيجابية المبكرة. وأعلنت أن واشنطن ستعيد العلاقات مع الفلسطينيين وستستأنف تقديم المساعدة لهم. وقد سمحت بالمعاملات المالية مع الحوثيين في اليمن لمدة شهر بينما تراجع تصنيف سلفها في اللحظة الأخيرة للحركة المتحالفة مع إيران كمنظمة إرهابية"، لافتة إلى أن ترامب اتخذ الخطوة على الرغم من التحذيرات من أنها قد تؤدي إلى مجاعة في اليمن، كما جمدت واشنطن مبيعات الأسلحة المتفق عليها في عهد ترامب، وهي خطوة تؤثر على اثنين من أقوى المؤيدين للرئيس السابق - المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، فلن تسير الأمور كالمعتاد.
وكان جو بايدن قد وعد سابقًا بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع الرياض كما تعهد بإنهاء دعم حرب السعودية في اليمن ضد الحوثيين. ويوقف تعليق الأسلحة مبيعات الصواريخ للرياض وطائرات إف -35 المقاتلة لأبو ظبي، وهذه الأخيرة نتيجة ثانوية لاتفاق الإمارات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل العام الماضي.
أشار التقرير إلى أن "فريق بايدن محق في مراجعة دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط والسعي لتهدئة التوترات التي أشعلها ترامب. سيكون الاختبار المبكر هو ما إذا كان بإمكانها إحياء الاتفاق النووي الإيراني - النجاح الواضح الوحيد لباراك أوباما في المنطقة، والذي بذل ترامب قصارى جهده لتدميره"، فيما يقول بايدن إن الولايات المتحدة ستنضم مرة أخرى إلى الاتفاقية إذا خفضت طهران نشاطها النووي.
في المقابل يصر المسؤولون الإيرانيون على أن على واشنطن أولاً رفع العقوبات، كما رفعت طهران المخاطر الأسبوع الماضي بقولها إنها ستمنع عمليات التفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة الشهر المقبل. من شأن ذلك أن يقوض نظام المراقبة الصارم الذي كان حاسمًا في الاتفاق النووي.
بالنظر إلى الإرث الذي ورثه بايدن، لن تكون هناك حلول سريعة للمشاكل التي تواجه الشرق الأوسط. كان تاريخ التدخل الأمريكي في المنطقة مليئًا بالفشل والنكسات التي سبقت السيد ترامب. من غزو العراق عام 2003، إلى رد أوباما غير المتسق في كثير من الأحيان على الانتفاضات العربية عام 2011 وتداعياتها، لا سيما في صراعات سوريا وليبيا واليمن.