الحريري: إغلاق البلاد هدفه حماية اللبنانيين من كورونا
أكد رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، أن قرار الإغلاق العام الشامل للبلاد المعمول به حاليا يستهدف حماية المواطنين اللبنانيين من خطر وباء كورونا، وأن الالتزام المجتمعي به مسئولية لا يجوز التهاون فيها حرصا على السلامة العامة، مشددا في نفس الوقت على أن الدولة يجب أن تبادر إلى التعويض عن العائلات الفقيرة والمحتاجة بما يوفر لها مقومات الصمود المعيشي.
جاء ذلك في تصريح أدلى به الحريري تعقيبا على الاحتجاجات والمواجهات وأعمال الشغب التي شهدتها مدينة طرابلس (شمالي لبنان) يوم أمس على خلفية رفض أهالي المدينة استمرار إغلاق البلاد في ظل الأزمات الاقتصادية والمعيشية الحادة.
وقال الحريري: "قد تكون وراء التحركات في طرابلس جهات تريد توجيه رسائل سياسية وقد يكون هناك من يستغل وجع الناس والضائقة المعيشية التي يعانيها الفقراء وذوي الدخل الحدود، وليس هناك بالتأكيد ما يمكن أن يبرر الاعتداء على الممتلكات الخاصة والأسواق والمؤسسات الرسمية بذريعة الاعتراض على قرار الإغلاق".
وأضاف:" لكن هذا لا ينفي حقيقة أن هناك فئات من المواطنين تبحث عن لقمة عيشها كفاف يومها، ولا يصح للدولة إزاء ذلك أن تقف موقف المتفرج ولا تبادر إلى التعويض عن العائلات الفقيرة والمحتاجة".
وتابع قائلا: "إنني أنبه أهلنا في طرابلس وسائر المناطق من أي استغلال لأوضاعهم المعيشية، وأطالب الدولة والوزارات المختصة باستنفاد كل الوسائل المتاحة لكبح جماح الفقر والجوع وتوفير المقومات الاجتماعية التي من شأنها التزام المواطنين اللبنانيين بقرار الإغلاق العام الشامل".
وأشار الحريري إلى أن الالتزام بالإغلاق يحمي العائلات والأسر والمجتمع ككل أمام الخطر الصحي الكبير الذي يمثله فيروس كورونا، لافتا إلى أهمية تضافر جهود المجتمع المدني والمقتدرين في القطاع الخاص مع إمكانيات الدولة بما يضمن استمرار قرار الإغلاق على نحو سليم".
وشهد عدد من المناطق اللبنانية مظاهرات ووقفات احتجاجية تنديدا بتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية ورفضا لاستمرار حالة الإغلاق العام الشامل للبلاد الرامية إلى وقف تفشي وباء كورونا، حيث اعتبروا أنها أثرت سلبا على أوضاعهم الاجتماعية جراء إغلاق الأنشطة الاقتصادية والصناعية والتجارية على نحو أفقدهم مقومات الصمود المعيشية الأساسية وأدى إلى عدم قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الضرورية.
واحتدمت المواجهات أمس في مدينة طرابلس على وجه الخصوص، حيث دارات اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الجيش وتحولت شوارع المدينة إلى ساحة للكر والفر، بعدما عمد المحتجون إلى رشق ضباط وجنود القوات المسلحة بالحجارة والمفرقعات النارية وقنابل المولوتوف، الأمر الذي ردت عليه القوات العسكرية بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لحمل المتظاهرين على التفرق والتوقف عن مواصلة الاعتداءات.