الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

تحول مفاجىء.. لماذا يغازل أردوغان الاتحاد الأوروبي؟

الرئيس نيوز

لا حديث في الأوساط السياسية في القارة البيضاء منذ مطلع يناير الجاري سوى عن سر "الغزل" المفاجئ، من قبل أردوغان لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وجميع السفراء الأوروبيين في أنقرة قبل وبعد تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد.

وأشارت صحيفة Greek Coty Times اليونانية إلى أن تحركات أردوغان الأخيرة ترتبط ارتباطًا وثيقًا، برغبته في الخروج من مأزق الأزمة الاقتصادية المتفاقمة واحتواء شعبيته المتدهورة.

ونقلت الصحيفة عن محلل الشؤون الدولية "ميريتش شنيوز" من اسطنبول، قوله إن اردوغان ينتابه القلق، مع العراك على جبهتين، محليًا مع الأزمة الاقتصادية والوباء، وعلى الصعيد الدولي مع التوازنات الجديدة في ظل إدارة بايدن والعقوبات الجديدة المحتملة ضد بلاده، ويبدو أن الرئيس التركي قرر أن يرضخ فجأة، وعلق مندوب دبلوماسي عمل في السفارة اليونانية في أنقرة قائلاً: "استبدلت تصريحاته المهينة للرئيس الفرنسي بمراسلات رسمية"، كما يخطط أردوغان لإرسال سفير تركي إلى باريس.

وأضاف أن هذه التحركات ليست مصادفة. كما تركت الدعوة الدبلوماسية التي وجهها أردوغان للسفراء الأوروبيين، قبل أيام قليلة في خطوة لتوطيد العلاقات مع الحكومات الأوروبية، انطباعًا لدى الدوائر الدبلوماسية، وصدرت عن أردوغان تصريحات حول نيته أن يحول عام 2021 إلى نجاح في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.

وأضافت الصحيفة أنه من الواضح مدى قلق أردوغان بشأن أوروبا مع توجيه الأنظار إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعن شرق المتوسط، قال الدبلوماسي اليوناني: "لا نتوقع مباحثات مثمرة في الجولات الأولى".

ليس من قبيل المصادفة أن رئيس الوزراء اليوناني أكد هذا المعنى في مقابلة مع مجلة مونوكل قائلًا: "لطالما مددنا يد الصداقة لتركيا. وكنت أحث أردوغان دائمًا على الجلوس ومناقشة الاختلاف الرئيسي لدينا، وهو ترسيم حدود مناطقنا البحرية، يعود تاريخ النزاع إلى عقود عديدة، ولكن يمكن حل المشكلة. إذا لم ننجح، يمكننا الذهاب إلى محكمة العدل الدولية. فهذا هو سبب وجود المحاكم الدولية".

وقال تاسوس هادجيفاسيليو، سكرتير العلاقات الدولية والمساعد المقرب لرئيس الوزراء اليوناني إن تركيا تحاول بناء جسور جديدة مع الغرب.
وقال: "قلقًا بعد العقوبات الأمريكية بسبب ملف منظومة الدفاع الجوي S-400،  ومع اقتراب عقد القمة الأوروبية في مارس، التي ستضع العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بشكل عام على الطاولة ، تحاول أنقرة فتح قنوات الاتصال مع العالم الغربي".

وأوضح خبير العلاقات الدولية: "هذا تحديدًا ما يفعله أردوغان بكل هذه التحركات". وقال هادجفاسيليو: "بكل الطرق، يجب على الرئيس التركي أن يتحلى بضبط النفس، وفي الشرق الأوسط ستدعم إدارة بايدن الجديدة الأكراد".

وأضاف الخبير: "هذا أحد الأسباب التي تجعل رجب طيب أردوغان غير راضٍ على الإطلاق عن انتخاب رئيس جديد في الولايات المتحدة، وسيكون أكثر حرصًا في المستقبل".

بالإضافة إلى ذلك، يعد بايدن واحدًا من أكثر السياسيين الأمريكيين المحبين لليونان وخلص إلى أن أنقرة ستأخذ هذا الأمر على محمل الجد.
مرة أخرى، أشار وزير الخارجية الأمريكي الجديد، أنتوني بلينكين، قبل ساعات قليلة من أداء بايدن اليمين، إلى حكومة أردوغان بأن تصرفاتها "غير مقبولة" من خلال الحصول على نظام الصواريخ الروسي S-400، وهو أحد المشاكل في العلاقات الأمريكية التركية.

خلال جلسة الاستماع في لجنة مجلس الشيوخ، ترك بلينكين الباب مفتوحًا أمام إمكانية فرض عقوبات جديدة على أنقرة، ومن المثير للاهتمام أن بلينكين لم يتردد في ذكر دور تركيا المزعزع للاستقرار في شرق البحر الأبيض المتوسط.

عند الإشارة إلى التغيير المفاجئ في موقف أردوغان، إذ قال مصدر من وزارة الخارجية: "لا ينبغي النظر إلى هذه الأمور على أنها غير مرتبطة بموقفه المساوم فجأة والمؤيد لأوروبا"، مضيفًا: "هذا ضغط أمريكي من الخلف" مضيفا "إنها تكتيكات معروفة واليوم يشعر بالسكين مغروسًا في رقبته بشكل خاص."