الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

حوار| نقيب الإعلاميين: قراراتنا لا تتأثر بالسوشيال ميديا.. والإعلام المهني خير رد على «أهل الشر» (2-2)

الرئيس نيوز

- نقف بجانب الإعلاميين واسألوا ريهام سعيد .. وأسامة كمال كان يعمل بمخالفة القانون

- وقف مذيعي النهار لم يكن متعمدا وخاطبناهم أكثر من مرة

- وجودي في مجلس الشيوخ يلزمني بالسعي لتحسين أوضاع الإعلاميين

 -لدي مشروع يستهدف وضع منظومة التطوير الدائم في قوانين وتشريعات الإعلام

- لا نحتاج قناة إخبارية جديدة ولكن نحتاج إعادة شبكة المراسلين حول العالم كما كنا في الثمانينات والتسعينات

- برامج «التوك شو» يجب أن تغير في الشكل والمضمون والعنصر البشري



تحدث د.طارق سعدة خلال الجزء الأول من حوارنا معه حول أدوار نقابة الإعلاميين، رافضا اتهام البعض للنقابة بأنها مقصلة على رقبة الإعلاميين، كما كشف عن أبرز الخدمات التي تقدمها النقابة للمهنة وأبنائها.
 وخلال السطور التالية من الجزء الثاني، تطرق الحديث إلى عضويته في مجلس الشيوخ ودوره المنوط به كأحد أبناء المهنة.. كما طرحنا عليه تساؤلات حول بعض أزمات النقابة خلال الفترة الأخيرة، وماذا تقدم للمواطن المصري كجهة مسئولة عن الإعلام الذي يشاهده عبر شاشاته.. وتفاصيل أخرى كثيرة

 إلى نص الحوار :

هل تساند النقابة أي إعلامي يتعرض لأزمة؟

طبعا.. وأقسم لك أننا نقف في ضهر أي زميل يتعرض لأزمة، حتى أننا نحمي الإعلاميين من أي ضجة وهجوم تخوضه وسائل التواصل الإجتماعي (السوشيال ميديا) ضدهم، ولا نسير خلف ضغط السوشيال ميديا في محاسبة الإعلاميين ولكننا نطبق اللوائح والقوانين، ولا نرضخ للضغوط إطلاقا، وستجد أن هذا الأمر مثلا حدث في أزمة ريهام سعيد برغم الضجة الكبيرة التي كانت منتشرة وضغط السوشيال ميديا إلا أننا اكتشفنا خلال التحقيق أنها لم تخطئ ولذلك قررنا عودتها، وهذا يحدث مع الكثيرين.

لكن النقابة لم تساند أسامة كمال في أزمته الأخيرة

الموضوع بالنسبة لأسامة كمال مختلف تماما، خاصة أنه كان يمارس المهنة بشكل غير قانوني فهو لم يكن عضوا بالنقابة ولا حتى حصل على تصريح مزاولة المهنة.

وهل كل الموجودين على الشاشات أعضاء أو يعملون بتصاريح؟

قلت لك من قبل كل من يظهر على الشاشة موجود ضمن أعضاء النقابة أو ممن يحصلون على تصاريح، بالطبع ليس 100%، ولكن نسير بخطى ثابتة في تقنين أوضاع كل من يظهر على الشاشة وكما قلت من قبل، نراعي البعد الإجتماعي للعاملين منذ سنوات في استكمال أوراقهم من أجل الانضمام أو الحصول على تصاريح، ونسير بخطى ثابتة في الطريق الصحيح.




في أزمة قناة "النهار" .. لماذا تم وقف مذيعيها دون مخاطبتة القناة؟

لم يحدث هذا، وخاطبنا القناة أكثر من مره خلال 2019 و2020، (مره واتنين وتلاتة)، وأسامة هيكل رئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج وفر لنا داتا كاملة عن كافة القنوات لمخاطبتها،  وقد وافانا بكافة وسائل الإعلام المرخصة داخل المدينة ولازلنا نخاطب من لم يكمل أوراقه، وحينما اتخذنا قرار وقف مذيعات النهار كان لأن القناة تجاهلت خطاباتنا أكثر من مرة.

لماذا تأخرت كل تلك الإجراءات برغم تأسيس النقابة رسميا نهاية 2016.. هل هو تقصير من المجلس التأسيسي السابق؟

لم تتأخر تلك الإجراءات ولا يوجد تقصير، ما أقوله فقط أنه عندما توفرت لي الصلاحيات أن أعمل وأتحرك عملت وتحركت، والمجلس التأسيسي السابق له كل الإحترام والتقدير، لأنهم بذلوا الغالي والنفيس من أجل انشاء النقابة وصدور القانون، ولا يمكن أن نبخسهم حقهم.

وسط كل ذلك.. ماذا تقدم نقابة الإعلاميين للمواطن المصري؟

بالطبع المواطن المصري في أولوية النقابة ولدينا 4 أدوار مهمة نقوم بها من أجل المواطن والمشاهد المصري، أولا أننا نقنن المنهة نفسها بحيث لا يظهر على الشاشات أحدا من غير الإعلاميين أو الحاصلين على تصاريح، وهذا يجعل المواطن يعرف جيدا من الذين يظهرون على الشاشات.

 وهذا لم يكن يحدث قبل وجود النقابة، وثانيا نراقب الأداء الإعلامي لـ34 وسيلة إعلامية مرئية ومسموعة بشكل يومي، ونصدر تقارير يومية بالمشاهدة والاستماع والمتابعة والتفريخ ونطبق عليها ميثاق الشرف الإعلامي ومدونة السلوك، وهذا يجعل الإعلاميين دائما يتجنوا الخطأ لثقتهم أن هناك رقابة مهنية حقيقية فاعلة فأصبحوا يراعوا ذلك بشكل كبير وقلت الأخطاء.

 ستجد أن أداء الإعلام اختلف كثيرا عما كان عليه خلال 2012 و 2013، بالفعل قطعنا شوطا طويلة في القضاء على الفوضى الإعلامية وضبط المشهد الإعلامي، وهذا أيضا يصب في صالح المشاهدين، وأخيرا نقدم للمشاهد إعلامي يتمتع بالحرية والارتياحية والثقة بأن هناك نقابة تحميه كما تحاسبه.

انتقالا لمجلس الشيوخ.. كيف تلقيت قرار اختيارك ضمن الأعضاء المعينين؟

بداية أتوجه بالشكر والتقدير والإعتزاز للسيد الرئيس على هذا التكليف والتشريف بالتعيين في مجلس الشيوخ، فهو أمر له عظيم التقدير وعظيم الشرف وهو مسئولية كبيرة، ولنا تطلعات كبيرة في تحقيق رؤيتنا من خلال المجلس لصالح الإعلام والإعلاميين.

ماذا عن الدور المنوط بك كنقيب إعلاميين وعضو مجلس شيوخ؟

في الحقيقة الإعلاميين لديهم الكثير من المشكلات ويعانون من بعض الأزمات والأوضاع، وجميعهم يتمنى تحسين الأوضاع، وسأعمل على تحقيق طموعاتهم وأمالهم لمهنتهم، وطالما تواجدت في الغرفة النيابية الثانية فأعتبر نفسي معبرا عنهم وسأسعى جاهدا ليصلوا إلى أفضل حال، ونحقق أعلى نسبة من الرضا الوظيفي وبشكل محترم، كما أن بعض مواد الإعلام في قانون النقابة وقوانين المجالس الأعلى والهيئات الإعلامية تحتاج لتعديل وهذا أيضا سيكون محل طرح.

هل لديك مشروع معين في هذا الصدد؟

بالفعل لدي مشروع أعمل عليه منذ حوالي عام وقبل أن أكون عضوا بمجلس الشيوخ، ولكن بعد تعيني أقوم حاليا بإعادة تنقيحه وترتيبه وأضيف إليه كل ما يتناسب من التطورات في الإعلام، لا أخفيك سرا الجميع يرى أن هناك تحسن في أوضاع الإعلام المصري مؤخرا ولكننا نطمح لتحقيق الأفضل من خلال التطوير الدائم.

ما أبرز الملامح التي يحملها هذا المشروع؟

أسعى لتدشين منظومة التطوير الدائم وضمان وجودها في القانون سواء لوسائل الإعلام أو الإعلاميين أنفسهم، مهم جدا أن نقر هذا الأمر في القانون حتى يكون ملزما للمؤسسات الإعلامية وللعنصر البشري على حد السواء، خاصة أننا أمام أجيال جديدة تتابع كل يوم ما هو جديد ومتطور في أنظمة البث.




هناك عدد من أبناء المهنة في مجلسي الشيوخ والنواب.. هل هناك تنسيق معهم؟

بالطبع نتواصل بصفة مستمرة وننتظر إن شاء الله انتظام الجلسات حتى يكون التواصل أكبر، لنناقش الكثير من الأمور المتعلقة بالمهنة، وأرى أن وجودنا في العمل الإعلامي وفي المجالس النيابية أمر يخدم المهنة بشكل كبير، لأن العملين مكملين لبعضهما، وأنت تعرف ما يواجه المهنة وأيضا لديك ما يؤهلك لمواجهة ذلك ووضع قوانين وتشريعات تحل الأزمات وتيسر على الإعلاميين والمهنة نفسها.

تردد مؤخرا أنك ستقوم بترشيح نفسك رئيسا للجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشيوخ.. ما حقيقة ذلك ؟

والله هذا الأمر متروك لله سبحانه وتعالى، للكنني لم أتخذ قرار حتى الآن في أي شئ، وهذا لا ينفي أن الموضوع محل تفكير ودراسة، ومن الممكن التفكير في لجنة الشباب والرياضة أو لجنة التعليم مثلا، فأنا أؤمن بنظرية أرسطو التي يقول بها أن (الإنسان يولد كامل المعرفة وقصة التعلم التي تتعلمها فى أى مجال هو تنشيط لجزء من تلك المعرفة الكاملة الكامنة المولود بها الإنسان)، و"أكيد الواحد لازم يشتغل على نفسه ويقرأ ويبحل في كل المجالات".

هل لديك رؤية في مواجهة الإعلام المصري لـ«إعلام الشر»؟

مبدأيا يجب أن يعرف من الأساس أمرا هاما، وهو أو محاولات الشوشرة والتشويش التي يخوضها إعلام الشر مستمرة وستستمر بأي حال من الأحوال، لأن الشجرة المثمرة تلقى بالحجارة، ومصر قطعت شوطا طويلا في تحقيق مشروعات التنمية المستدامة بكافة المجالات، وهذا لا يرضي أعدائها سواء الخونة الهاربين ولا بعض الدول المعادية التي يزعجها قوة مصر وصمدها، فنحن نسير بخطى ثابتة واثقة حتى في ظل المعاناة التي تفرض نفسها على العالم بأكمله بسبب اما جائحة فيروس كورونا أو حتى الأزمات السياسية الداخلية والاقتصادية التي تواجه دول كبرى، في حين أن الداخل المصري يعيش استقرار وهدوء كبير.

 أما فيما يخص الإعلام وكيفية المواجهة؛ أرى أن أهم ما يجب فعله هو ممارسة إعلام بصورة مهنية، وأعتقد أن هذا بدأ مؤخرا وأن تصل متأخرا أفضل من ألا تصل، وهناك إجراءات جيدة بدأت خلال الفترة الماضية منها مجلس الوزراء ومجلس دعم اتخاذ القرار ومرصد الرد على الشائعات أولا بأول، والشعب نفسه لديه وعي كبير بعد أن شاهد الانجاز على أرض الواقع.

وماذا عن سبل إعلامنا في مخاطبة الخارج؟

هذا دور الهيئة الوطنية للاستعلامات وبعض الجهات الأخرى، ولكن دعني أقول لك أنه بحكم تواجدي في مجلس الشيوخ سأسعى جاهدا لطرح مقترحات في هذا الصدد، ومن الرؤى المقترحة على سبيل الأمثلة يتم عمل برامج مترجمة تبث وتذاع في قنوات بالخارج ونحجز أوقات لعرضها بالتنسيق مع سفاراتنا، برؤية الدولة المصرية كلا في مجاله، وستترك هذه البرامج صدى أثرا ايجابيا عن مصر ونعرضها إلكترونيا بشكل موسع.

 ومن المطلوب أيضا إعادة النظر في الإذاعات الموجهة في مخاطبة دول إفريقيا وتوصيل الرسالة الصادقة لهم من مصر، وفي مجال الصحافة وهذا ليس اختصاصي، ولكن من الممكن طرح مقالات لكبار الكتاب المصريين وترجمتها في صحف خارجية، والتوسع في المؤتمرات الخارجية برعاية السفارات المصرية بالخارج لنقل الصورة الحقيقية لمصر ونقل حالة الاستقرار والامن الداخلي في ظل مواجهة العالم بأكمله لأزمات.

هل تحتاج مصر قناة إخبارية بمواصفات خاصة؟

بالطبع لا نحتاج لقناة، خاصة في ظل وجود قناتين بالفعل وهما قنوات قوية وكبيرة "اكسترا نيوز" و"النيل للأخبار"، وفق ما نحتاجه هو التطوير المستمر والانتشار حول العالم بشبكة مراسلين على مستوى العالم، في الحقيقة مصر كانت رائدة وسباقة في هذا المجال وكان لدينا شبكة من المراسلين حول العالم في الثمانينات والتسعينات، ومن الممكن أن نعيدها مره أخرى وستكون فارقة بالفعل.

ما الذي ينقص الإعلام المصري.. وما رأيك في برامج الـ«توك شو» الحالية؟

الإعلام المصري يسير بخطى ثابتة ولكن ترتيب الأوراق في المشهد الإعلامي استمر لسنوات في حالة فوضى، ولكن القانون 180 لسنة 2018 وضعنا على الطريق الصحيح، وفي حال المقارنة بشكل الإعلام منذ بضع سنوات بالوضع الحالي ستجد أننا في أفضل حال والأمور تتحسن.

 ولكن ما يجب أن يتم خلال الفترة المقبل هو أن يلتزم الإعلامي بدوره وألا يخرج إلى إطار إبداء رأيه بشكل دائم ويومي على الشاشة، وبالنسبة لبرامج التوك شو، في الحقيقة الكثير منها يحتاج لتطوير وتحديث مستمر (كل يوم الإعلام في جديد) ويجب أن تواكبه برامج التوك شو، وأن تبتعد عن الشكل التقليدي سواء في الديكورات أو الصورة أو المحتوى، أو حتى العنصر البشري، يجب أن نجد تحديث مستمر وتطوير لحظي.