الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

احتجاجات سودانية وفشل الاتفاق.. هل تنفذ إثيوبيا الملء الثاني منفردة؟

الرئيس نيوز

تباينت التصريحات السودانية بشأن أزمة سد النهضة، حيث أكد رئيس الوزراء السودانى الدكتور عبد الله حمدوك، أن سد النهضة الإثيوبى يهدد سلامة 20 مليون مواطن سودانى، مشيرا إلى أن "حياتهم تعتمد على النيل الأزرق"، كما عبر عن رفضه لسياسة الأمر الواقع من قبل إثيوبيا.

كما اعترضت الخارجية السودانية، متحدثة عن عدة خيارات إذا لم يقم الاتحاد الأفريقى بدوره حول سد النهضة، وأنها قدمت اشتراطات إلى رئاسة الاتحاد الأفريقى للعودة لمفاوضات ذات جدوى بشأن سد النهضة، كما أكد وزير الرى السودانى ياسر عباس،  إن تنفيذ إثيوبيا للملء الثانى لسد النهضة يعد خرقا للقانون الدولى، مشددا على أن التفاوض هو الحل الوحيد لحل مشكلة سد النهضة، كما تقدمت السودان باحتجاج لإثيوبيا والاتحاد الإفريقى على اعتزام إثيوبيا الاستمرار فى تعبئة سد النهضة، وأنه لا يمكن الإستمرار فى دورة مفرغة من التفاوض حول سد النهضة.

يأتى ذلك فيما أعلنت إثيوبيا عن بدء التخزين الثانى لسد النهضة خلال يوليو، كما أوضحت مصادر مطلعة على ملف المياه، إن تصريحات عبدالله حمدوك عموما أو ما سبقها بشأن سد النهضة الإثيوبي والتحذير من أضراره لا تعادل 10% مما قدمه السودان بصورة رسمية إلى الهيئات الأممية بشأن إخطار السد على 43 مليون سوداني، كما إنها ام تقدم جديدا، ولذا من الضروري إعلان رسمي عن الأضرار التي حدثت على الأرض مع تجارب المرحلة الأولى من الملء الأول ومنها جودة المياه القادمة من السد الإثيوبي، وتأثر توزيع المقنن المائي لمشروع الجزيرة خلال يوليو الماضي ، والتغيرات التي لحقت بخزان الروصيرص وسنار خلال فيضان العام الماضي، وأنها مجرد تصريحات سياسية فقط.

من جانبه قال الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين، إن التصريحات الاثيوبية الأخيرة والمتكررة بشأن بداية الملء والتشغيل يوليو القادم تأتى رغم عدم التوصل إلى إتفاق قانونى ملزم حول الملء والتشغيل للسد، وعدم الاتفاق، كما أن السودان تظهر فى المشهد وتبدى اعتراضات على بدء الملء الثاني والا يتم إلا بموافقة الدول الثلاث ولكن دون خطوات إيجابية.

وأوضح أستاذ الموارد المائية لـ"الرئيس نيوز"، إن التخزين عند منسوب 595 مترا يقدر في حدود 17 مليار متر مكعب، وذلك فى حالة إتمام وإنهاء الأعمال الإنشائية لإغلاق الممر الأوسط، وهو أمر قد يصعب الوصول له هذا الصيف، مشيراً إلى أن هناك محوريين أساسيين على المستوي الفني وهما ملء بحيرة سد النهضة ثم تشغيل السد، حيث يبلغ حجم بحيرة سد النهضة 74 مليار متر مكعب مقسومة إلى سعة ميتة وهي تلك المياه تحت مستوى فتحات تصريف المياه في السد، وسعة حية هي تلك المياه التي يتم تصريفها من السد، السعة الميتة هي بالنسبة لمصر والسودان مياه معدومة، لذا ستبقي دائما محجوزة خلف السد ولن تصل لدول المصب، ولكن ينبغى عدم الشروع فى الملء الثاني بإرادتها المنفردة دون اتفاق.

لا تخزين ثان دون اتفاق

من جهته قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، إن المفاوضات حالياً شبه متوقفة، ومما يساعد على هذا الهدوء عدم تعلية الممر الأوسط، مشيرا إلى أن المياه لا تزال تتدفق من أعلى الممر الأوسط فى سد النهضة بمعدل حوالى 30 مليون متر مكعب فى اليوم وهو أقل من الشهر الماضى والذى بلغ 50 مليون متر مكعب يوم، وسوف يظل التصريف حول هذا المعدل حتى شهر مايو بعده يبدأ فى الزيادة مع بدء سقوط الأمطار.

وأوضح شراقى لـ "الرئيس نيوز"، إنه من الواضح وجود عدة مشكلات فنية فى تركيب أول توربينين، بالإضافة إلى الصراع الداخلى تجاه قيادات إقليم التيجراى وضعف الاقتصاد الاثيوبى مع توتر العلاقات السودانية-الإثيوبية على الحدود، وتقارب مصر مع السودان وجنوب السودان، كلها أسباب تفسر هذا التأخير، كما أن مصر والسودان متفقان تماماً على رفض سياسة فرض الأمر الواقع وتكملة التخزين الصيف القادم قبل التوصل إلى اتفاق عادل وملزم.