بعد مصالحة الدوحة.. تركيا تسعى لحل خلافاتها مع الرباعي العربي
في محاولة تركية لطي صفحة الخلاف مع الرباعي العربي، غازلت أنقرة العواصم الأربعة، القاهرة، والرياض وأبوظبي والمنامة، بعد توقيع إعلان المصالحة مع الدوحة.
مصر وتركيا.. وحل الخلافات
شهدت الأشهر الأخيرة تودد أنقرة من القاهرة على كافة المستويات، جاء منها على لسان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في سبتمبر الماضي، إذ أبدى استعداده للحوار مع مصر، قائلاً: "لا مانع لدينا في الحوار مع مصر، إجراء محادثات استخباراتية مع مصر أمر مختلف، وليس هناك ما يمنع ذلك".
تصريح الرئيس التركي جاء أعقبت تصريحات وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، الذي أكد أن مصر احترمت حقوق تركيا في اتفاق القاهرة مع اليونان وقبرص، بشأن مناطق الصلاحية البحرية، رغم أن العلاقات السياسية ليست جيدة بين القاهرة وأنقرة، زعمًا وجود مباحثات على مستوى الاستخبارات بين بلاده والقاهرة.
في المقابل، شددت القاهرة على لسان وزير الخارجية سامح شكري أن الأمر ليس بما يصرح به ولكن بأفعال وسياسات تعزز من الاستقرار، وتتسق مع قواعد العلاقات الدولية والشرعية الدولية، وحددت القاهرة للتقارب مع تركيا، توقفها عن انتهاك واحتلال أراضي عربية، في سوريا والعراق وليبيا، والتوقف عن تأجيج الأوضاع في منطقة شرق المتوسط.
تركيا والسعودية والامارات.. هل تأتي المصالحة؟
خليجيًا، اعتبر الرئيس التركي المصالحة الخليجية خطوة إيجابية ستعود بالخير على المنطقة، وأضاف قائلًا: "كما تعلمون نحن نرى لتركيا أيضًا مكانة مهمة في العلاقات التركية الخليجية".
في المقابل، برزت مؤشرات إيجابية بين الرياض وأنقرة رُبطت بعملية التقارب كان أولها، مطلع نوفمبر الماضي، بتقديم العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز التعزية في ضحايا زلزال ولاية إزمير التركية، إلى جانب تقديمه مساعدات للمنكوبين في الزلزال. تلا ذلك اتصال بين العاهل السعودي والرئيس التركي، قبل يوم من قمة العشرين التي استضافتها السعودية في نوفمبر الماضي، في تطورٍ جاءت أهميته من كونه الوحيد الذي يجريه الملك سلمان مع رئيس دولة مشاركة في القمة.
وما سبق تبعه لقاء ودي جمع وزيري خارجية السعودية، فيصل بن فرحان آل سعود، ونظيره التركي، الذي أكد بدوره أن بلاده تولي أهمية لعلاقاتها مع السعودية، معتبرا أن "الشراكة القوية بين تركيا والسعودية ليست لصالح البلدين فحسب، بل للمنطقة بأكملها.
تابع أيضاً:
وفي أبوظبي، لم تكن التصريحات بعيدة عن نظيرتها في الرياض وأنقرة في الفترة الأخيرة، إذ قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور
قرقاش، إن بلاده تعتبر شريكًا تجاريًا أساسيًا لتركيا في الشرق الأوسط ولا تعتز بأي عداء مع أنقرة.
ورغم ذلك، شدد قرقاش على أن "مشكلة الإمارات الأساسية هي نظرة تركيا إلى دورها الاستراتيجي، تريد أن تلعب دورًا هامًا في المنطقة وتوسيعه على حساب البلدان العربية".
وفي مقابلة على قناة سكاي نيوز، أكد الوزير الإماراتي أن "على تركيا إعادة النظر فى علاقاتها بالإخوان، لافتًا إلى أن دعم تركيا للإخوان يؤثر سلبًا على علاقاتها العربية".
من جانبه، قال مدير منتدى شرق المتوسط للدرسات السياسة والاستراتيجية، محمد حامد، بشأن التقارب التركي بين أنقرة وعواصم الرباعي العربي، إن الحوار المصري التركي على مستوى الاستخباراتي مستمر منذ أكثر من 3 أشهر.
وأضاف حامد في تصريحات لــ"الرئيس نيوز": "قدوم جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية له تأثير دفع كثير من دول المنطقة لمراجعة سياستها، لذا وجدنا المصالحة الخليجية ولدت. كذلك هناك دولًا مثل اسرائيل وتركيا والسعودية تريد تصفير مشكلاتها، فنجد اسرائيل ليس لديها غضاضة في حوار فلسطيني اسرائيلي".
الأزمة الليبية
وبشأن أهمية التقارب المصري التركي في الأزمة الليبية، قال مدير منتدى شرق المتوسط للدرسات السياسة والاستراتيجية إن أهميته تكمن في تسوية الأزمة الليبية والعمل على اعادة الفرقاء الليبين للحل السياسي بما لايضر بالأمن القومي المصري ويبدد أي مخاوف لدى مصر".