الثلاثاء 16 أبريل 2024 الموافق 07 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

بعد أربعة أيام من المصالحة.. حذر في القاهرة وتوتر مع الإمارات وارتياح سعودي وصمت بحريني

الرئيس نيوز

لم يمض على القمة الخليجية الأخيرة في مدينة العلا السعودية، التي شهدت مصالحة بين الرباعي العربي، (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) من جهة، وقطر، من جهة أخرى، إلا أربعة أيام، فيما لا يزال التلاسن مستمر بين أبو ظبي والدوحة تحديدًا، ما يعكس عمق الخلافات بين الرباعي وقطر.

وقررت الإمارات، اليوم السبت فتح حدودها مع قطر، إلا أن وزير الدولة لشؤون الخارجية، أنور قرقاش، قال إن المصالحة مع قطر بحاجة إلى وقت طويل، بسبب عمق الملفات الخلافية، وعلى رأسها سياسة دعم الإرهاب، والتدخل في شؤون الدول، وهو الأمر الذي ردت عليه الخارجية القطرية، بأنه تصريح غير مسؤول ولا يناسب الجهود المبذولة لحل الأزمة، الأمر الذي طرح تساؤلات عن عودة التلاسن رُغم قمة العلا وبيان المصالحة.


وبينما يسود هدوء في الخطاب الإعلامي بين قطر والسعودية، تصمت البحرين، ولم تعلن حتى اللحظة موعد إعادة فتح مجالها الجوي مع الدوحة، أو متى عودة العلاقات الدبلوماسية.
 
 

ليس قريبًا 


رئيس وحدة دراسات الخليج، في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، معتز سلامة، قال لـ"الرئيس نيوز": "من المُؤكد أن الفترة الأولى التي ستعقب المُصالحة بين الرباعي العربي، من جهة، وقطر من جهة أخرى، لن تكن مستقرة، وإنما سيتخللها أوقات نشهد فيها تصريحات حادة وخلافات في وجهات النظر؛ فالأزمة ولدت تشابكات جذرية حلها لن يكن في القريب العاجل"، وتابع:"دول الخليج ومصر بحاجة لوقت طويل لمعالجة تلك الأمور، وهو ما يفسر التلاسن الذي وقع بين الإمارات وقطر اليوم، على سبيل المثال، وهو ما يجعل أيضًا المصالحة من وجهة النظر المصرية حذرة".


يقول الباحث في مركز الأهرام، معتز سلامة: "سنوات المُقاطعة عمقت الأزمة؛ فقطر ازدادت شراستها، وبنت علاقات مع تركيا وإيران على حساب المنطقة العربية، والخليج، من جهة، واستمرت في سياسة التدخل في شؤون الدول، من جهة أخرى، ومن المؤكد أن الرباعي العربي وجد أن تغيير الاستراتيجية تجاه الدوحة خلال ذلك الوقت أمر واجب فعله؛ لذلك توجهوا نحو المصالحة؛ لحماية قطر من نفسها، فالدوحة لم تعد خطرًا على جيرانها فقط وإنما خطر على نفسها".



خلافات جذرية


سلامة لفت إلى أن استراتيجية التمسك بالمطالب الـ13 التي طرحها الرباعي العربي في بداية الأزمة، وجب تغييرها في الوقت الحالي، واتباع سياسات أخرى بما فيها القبول بالمصالحة مع قطر، مؤكدًا استمرار الخلافات مع قطر في العديد من الملفات وأن حلها بحاجة إلى نقاشات مطولة، وتابع: "هناك خلافات حادة في العقيدة السياسية بين الرباعي العربي وقطر، وخاصة الأمور المتعلقة بالملف الأمني لكل دولة، وهو الملف المتعلق بالعلاقة مع تنظيم الإخوان والجماعات الإرهابية".


شدد رئيس وحدة دراسات الخليج، على أن التوجه للمصالحة مع قطر، هو قرار نابع من الرباعي العربي؛ لحماية المنطقة من قطر، وأنه رأى أن طي صفحة الخلاف، وعدم التمسك بالمطالب الـ13ربما تُفسح المجال بتجارب أخرى مع قطر وتنجح، ومن المؤكد أنها ستنجح لأن الرباعي العربي عازم على إبعاد قطر عن تلك الممارسات.
 


أسباب المصالحة


يقول الدكتور معتز سلامة، إن الأزمة في الخليج أصبحت عبء على دول الخليج، وأن شعوب المنطقة باتت تطلب من قادتها حل أزمة على وجهة السرعة، خاصة مع تضاعف حجم التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعلى رأسها انتشار فيروس "كوفيد -19".


وفيما يخص مصلحة أمريكا في الدفع نحو إتمام المصالحة، أكد سلامة، أن واشنطن منذ بداية الأزمة وهي تسعى لحل الأزمة، وربما تريد من وراء ذلك تشكيل جبهة موحدة ضد إيران، وبرر أسباب كون المصالحة في مصر حذرة، بأن القاهرة تبني دبلوماسيتها على القرار الهادئ والعقلاني، والهداف إلى لم الشمل العربي، والمحافظة على استقرار المنطقة، لذلك هي قررت المصالحة مع قطر، ولكن في الوقت ذاته مراقبة سلوكها، وما تم التوافق عليه.



مصالحة مشروطة


الباحث والخبير في العلاقات الدولية والأمريكية في مركز الأهرام للدراسات، الدكتور أحمد السيد أحمد، قال لـ"الرئيس نيوز": "تحركات مصر في المقام الأول تحكمها المحافظة على أمن واسقرار المنطقة، لذلك هي تدعم جميع جهود لم الشمل ورأب الصدع العربي، بما في ذلك قرار المصالحة مع قطر".


استطرد الباحث في مركز الأهرام: "رغم كل ذلك فإن استمرار مصر في المصالحة مع قطر، مشروط، وإن سلوكيات قطر قيد المتابعة اللحظية، خاصة ما له صلة بعلاقتها مع تنظيم الإخوان ودعم الجماعات الإرهابية". وتابع قائلًا: "سياسة مصر تجاه قطر رد فعل وليس فعل، ومُضي القاهرة في المصالحة مرتبط بمدى تغيير الدوحة للسياستها العدائية في المنطقة".



وعن الدور الأمريكي في المصالحة، قال الباحث في مركز الأهرام: "واشنطن تريد في المقام الأول تكوين تكتل خليجي لمواجهة التهديد الإيراني والحافظ على مصالحها في المنطقة".