حلال عليهم حرام على غيرهم.. إخوان المغرب يباركون التطبيع مع إسرائيل
بعد موجة عالية من النقد تارة، والغضب تارة أخرى، أصدر فرع تنظيم "الإخوان" في المغرب بيانًا، شرح فيه أسبابه للموافقة على اتفاقية تطبيع العلاقات بين المغرب والمحتل الإسرائيلي. لكن المثير للدهشة هو جرأة الإخوان في عرض أسباب موافقتهم، رغم أنهم أول من صكوا شعار "على القدس رايحين شهداء بالملاين".
وفتح الإعلام التركي النار على حزب "العدالة والتنمة" الذراع السياسي لتنظيم الإخوان، بعد مشاركته وموافقته على اتفاق التطبيع مع إسرائيل، قبل أن يخفف من وطأة الهجوم بعدما صرح رجب أردوغان أنه يؤيد انفتاح وتطبيع بلاده مع إسرائيل، كما هاجم القيادي السابق في تنظيم إخوان مصر، أبو العلا ماضي، حزب "العدالة والتنمية".
ووقع المغرب اتفاقًا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر الماضي، وكان ممثل الرباط في التوقيع، رئيس الحكومة، وأمين عام حزب "العدالة والتنيمة" سعد الدين العثماني الذي يواجه عاصفة من الانتقادات داخل المملكة المغربية وخارجها لتوقيعه، بصفته رئيس الحكومة المغربية، وذلك بعد نحو أسبوع فقط من إعلانه رفض إقامة أي علاقات مع الدولة العبرية.
مبررات إخوان المغرب
قال حزب "العدالة والتنمية"، إنه يدعم الملك محمد السادس، ويقف معه بشأن إقامة علاقات رسمية مع تل أبيب وإعطاء الأولوية لمصالح المغرب قبل غيرها تحت شعار "القضية الوطنية أولا".
وعقد الحزب اجتماعًا مساء أمس الأحد، برئاسة الأمين العام للحزب سعد الدين العثماني، واتخذ فيه قرار إعطاء الأولوية لـ "القضية الوطنية" حيث أن الصحراء تأتي قبل قضية فلسطين.
وبحسب صحيفة "هسبريس" المغربية فقد نقلت عن قيادي في الحزب، قوله إن "جميع أعضاء الأمانة العامة للحزب اتفقوا على شعار القضية الوطنية أولا والقضية الفلسطينية دائما مع التأكيد على ضرورة التصدي لمواجهة المهرولين نحو التطبيع ووضع آليات لهذا الغرض.
وهو ما يعكس حالة التخبط والازدواجية لإخوان المغرب، ففي حين برروا لأنفسهم التطبيع مع المحتل الإسرائيلي، حرموه على غيرهم من الدول؛ إذ قالوا: "هناك ضرورة للتصدي لمواجهة المهرولين نحو التطبيع ووضع آليات لهذا الغرض"، على الرغم من أن الدول التي اتخذت قرارًا بالتطبيع مع إسرائيل ترى أن مبرراتها للتطبيع وجيهة وتخدم مصالحها العليا ومصالح شعبها.
برجماتية الإخوان
الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، سامح عيد، قال لـ"الرئيس نيوز": "إنها البراجماتية السياسية، وهو ما يؤكد للمخدوعين من تيار الإسلام السياسي، إن تلك الأحزاب قائمة على الشعارت في المقام الأول وليس لديها مشروع مقدس لطالما روجت له"
تابع عيد: "لا أستطيع التعليق على ما قامت به مملكة المغرب، فهو أمر سيادي، قد يتفق معه المراقبون أو يختلفوا، لكن لكل دولة ظروفها، وضرورياتها، وخياراتها، وقناعاتها، وتوجهاتها، وأهدافها البرجماتية، وكل هذه الأمور من الممكن أن تتفق معها الناس أو ترفضها، مثلما حدث ووقع الرئيس المصري الأسبق، أنور السادات اتفاق السلام مع إسرائيل عقب حرب أكتوبر".
شعارات براقة
واستطرد الباحث في الحركات الإسلامية، قائلًا: "الإخوان دأبوا طوال الوقت على ترديد الشعارات البراقة فقط، لكنهم لم يسعو يومًا لتحقيق أي منها، وفي الأوقات التي يجب عليهم اتخاذ قرار، تراهم يبحثون عن مصلحتهم بعيدًا عن تلك الشعارات؛ فإخوان مصر تحالفوا مع الملك ثم انقلبوا عليه، وتحالفوا مع عبد الناصر ثم حاولوا اغتياله، فكل خطواتهم تربطها مصلحتهم وليس ما يرددوه من شعارات".
أضاف عيد: "المشكلة في تنظيم الإخوان أنه لطالما ادعى المبادئ وعدم التراجع عنها، كما أنه دأب على اتهام الأخرين ليس بالخيانة فقط وإنما بالتكفير، لكن الادعاء طوال الوقت بالعصمة والتمسك بالمبادئ، سرعان ما ينكشف عند أول تجربة للعمل السياسي، الذي يقوم في الأساس على مبدأ البراجماتية".