الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مع تصاعد التوتر في الخليج.. صحيفة ألمانية تتوقع موعد الضربة الأمريكية الإسرائيلية لإيران

الرئيس نيوز

بينما تشهد مياه الخليج حالة غير مسبوقة من التحشيد العسكري الأمريكي والإسرائيلي، رجحت صحيفة يونجا فرايهايت الألمانية انفجار الوضع في أي وقت، بتوجيه ضربة عسكرية وشيكة للمنشآت النووية الإيرانية.
رأت الصحيفة أن الضربة لن تكون إسرائيلية فقط؛ لكون دولة الاحتلال ليس بمقدورها تنفيذ ذلك بمفردها؛ وبرر التقرير السبب وراء ذلك، أنه لا يمكن الوصول إلى المنشآت الإيرانية الموجودة تحت الأرض إلا بالصواريخ الأمريكية التي تخترق عمق الأرض، والجيش الإسرائيلي لا يمتلك مثل هذه الصواريخ، لأن الرئيس أوباما رفض تسليم مثل هذه الصواريخ لإسرائيل قبل ست سنوات، وربما يفعل بايدن الشيء نفسه.
أكد تقرير الصحيفة أن الضربة الموجهة لإيران، في حالة حدوثها، ستحدث قبل منتصف شهر يناير. ومن المرجح أن يفكر ترامب جيدًا في توقيت الضربة قبل انتخابات الإعادة لمقعدين في مجلس الشيوخ في جورجيا في الخامس من يناير، لأنّ العواقب المحلية، وأيضا الخارجية والعسكرية غير متوقعة.

حاملات الطائرات
وخلال الفترة الماضية عبرت مضيق هرمز ثلاث حاملات طائرات (نيميتز، وثيودور روزفلت، ودوايت دي أيزنهاور)، والغواصة التي تعمل بالطاقة النووية. بالإضافة إلى ذلك، يوجد حوالي 400 أنبوب صاروخي لصواريخ كروز ومقذوفات باليستية في حالة تأهب''.
علاوةً على ذلك، أبحرت غواصة نووية أخرى تابعة لإسرائيل متجهة إلى الخليج، وتحوم أكبر قاذفات القنابل في العالم، B-52s، فوق منطقة الخليج، وفقًا للتقرير.
لفتت الصحيفة أن دولًا خليجية موافقة على حالة التحشيد، وأن بعض مطاراتها تعمل من هذه الدول كأساس للعمليات العسكرية الأمريكية. وقال التقرير: "يُنسّق سلاح الجو الأمريكي تحركاته بشكل وثيق مع الحلفاء العرب في الخليج وأيضًا مع هيئة الأركان العامة الإسرائيلية".
وتمتلك أمريكا قاعدة عسكرية هي الاكبر في المنطقة في قطر "قاعدة العديد" وهي أكبر قاعدة جوية أمريكية في المنطقة، كما أن الأسطول الخامس الأمريكي يستقر في مياه البحرين، ومؤخرًا استقبلت السعودية عددًا من الجنود الأمريكان.

كما تتخوف إيران من اتفاقات التطبيع التي تمت مؤخرًا بين دول خليجية (الإمارات والبحرين) والاحتلال الإسرائيلي، وترى طهران أن تلك الاتفاقيات بوابة خلفية ستمكن دولة الاحتلال من التواجد العسكري في مياه الخليج.
ومؤخرًا قال رئيس الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي، في احتفال لتكريم الجنود إن إيران محور الراديكالية، وتابع: إن الجمهورية الإسلامية ستدفع ثمنًا باهظًا للعدوان على إسرائيل.
ما يزيد من احتمالات الضربة العسكرية أن الأجهزة السرية استكشفت مؤخرًا عدة أدلة على أنّ القيادة الإيرانية تُخطط لأعمال انتقامية ردًا على مقتل العالم النووي محسن فخري زاده، في أواخر نوفمبر.
ووفقًا لتقارير إسرائيلية، قام الملالي ببناء مصنع تحت الأرض على بعد حوالي 90 كيلومترًا شمال غرب طهران في منشأة فوردو النووية. وفي المنشأة النووية الثانية في ناتانز، يتم إصلاح أجهزة الطرد المركزي التي دُمرّت أو تضررت بشدة في عمل تخريبي في الصيف.
لذلك فإن استعراض القوة في الخليج يمكن أن يكون أكثر من مجرد تهديد، لأنّ طهران تتقدم منذ شهور في تخصيب اليورانيوم، ولذلك تريد إسرائيل وضع بايدن في الأمر الواقع قبل أن يتولى زمام القيادة في واشنطن، وبالتالي تحقيق وضع بداية أفضل للمفاوضات المستقبلية مع الجمهورية الإسلامية.

مؤشرات على الأرض
بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن هناك مؤشرات على وجود تحركات أميركية مشبوهة في المنطقة، وإن طهران أبلغت واشنطن عن طريق قنوات خاصة بأنها ستتحمل تداعيات أي مغامرة.
وأوضح خطيب زاده أن بلاده أبلغت دولا في المنطقة بضرورة الحذر من الوقوع في فخ المؤامرات الأميركية، مؤكدا أن طهران لن تبادر بالاعتداء على أحد، لكن ردها سيكون حتميا وحازما.
وقال أيضا إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيرحل بإرث مشؤوم، وإن الإيرانيين لن ينسوا اغتيال سليماني ورفاقه، في إشارة إلى الضربة الأميركية التي استهدفت سليماني قرب مطار بغداد في الثالث من يناير عام 2020.

تهديد ووعيد
من ناحيته، قال اللواء يحيى رحيم صفوي كبير المستشارين العسكريين للمرشد الإيراني علي خامنئي إن إيران تأمل ألا يحدث شيء سيئ حتى رحيل حكومة ترامب التي وصفها بـ"الخبيثة" على وصفه.
أضاف صفوي للتلفزيون الإيراني الرسمي مساء الجمعة أن بلاده لن تكون بادئة للحرب في أي وقت، لكنها مستعدة للرد، مشيرًا إلى أن القوات الإيرانية ترصد جميع التحركات الأميركية في المنطقة، من البحر المتوسط والبحر الأحمر إلى بحر عمان والمحيط الهندي، وحتى في الدول المجاورة.
كما اعتبر كبير المستشارين العسكريين أن القوات الأميركية في المنطقة ضعيفة وتحت إشراف الإيرانيين، حسب تعبيره.

توتر وتأهب
وشهدت الأيام السابقة تصريحات عديدة مماثلة، حيث قال إسماعيل قآني -الذي خلف سليماني في قيادة فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني- أمس إن بلاده لا تزال مستعدة للرد وستحدد الزمان والمكان المناسبين لذلك، وألمح إلى أن الانتقام يشمل الداخل الأميركي.
كما قالت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في رسالة موجهة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي إن استفزازات الولايات المتحدة عبر إرسال قاذفات إستراتيجية إلى المنطقة، قد تؤدي إلى تصعيد خطير، محذرة من أي مغامرة أميركية في الخليج.
وفي المقابل، نقلت شبكة إن بي سي (NBC) الأميركية عن مسؤول أميركي قوله إن الولايات المتحدة تلحظ مؤشرات متزايدة على أن إيران قد تخطط لشنّ هجوم ضد القوات أو المصالح الأميركية في الشرق الأوسط.