الثلاثاء 16 أبريل 2024 الموافق 07 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد الدعوة لاستئناف المفاوضات.. خبراء: لن يحدث توافق بشأن سد النهضة

الرئيس نيوز

تشهد مفاوضات سد النهضة، حالة من الجمود الشديد بعد فشل الجولات السابقة في الوصول إلى توافق على قواعد الملء والتشغيل لسد النهضة ووضع مسودة إتفاق بذات الشأن، مع فشل الإتحاد الإفريقي فى تقريب وجهات النظر بخصوص إجراءات التعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد والسنوات شحيحة الإيراد السنوي لنهر النيل، تحت رئاسة جنوب إفريقيا، التى تنتهى خلال أيام مع بداية العام الجديد دون تحقيق نتيجة على أرض الواقع.

دعوة لعودة مفاوضات سد النهضة

وتأتى أزمة فشل التوافق، مع ظهور دعوة جديدة لعودة المفاوضات، الأحد المقبل، بدعوة من الإتحاد الإفريقي رغم سابقة الفشل، وذلك فى آخر ايام رئاسة جنوب أفريقيا للإتحاد الإفريقى هذا العام 2020، وقبل أن تتولى الكونغو الديمقراطية ممثلة وسط إفريقيا رئاسة الاتحاد للعام الجديد 202، بعد أيام قليلة وعقب إتصال من الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، برئيس الكونغو منذ أيام .

وقال السفير دينا مفتي، المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، إن جنوب إفريقيا التي تترأس الاتحاد الإفريقي، دعت إلى اجتماع حول سد النهضة للدول الثلاث "إثيوبيا والسودان ومصر"،  الأحد المقبل، والذى يأتي بعد توقف لشهر كامل، بسبب مطالبة الخرطوم بتغيير منهجية التفاوض، مشيرًا إلى أن الاجتماع، الذي دعت له جنوب أفريقيا حول سد النهضة، يأتي في إطار مسابقة الزمن، حيث ستنتقل الرئاسة المقبلة لتكتل القارة السمراء للدورة 2021 إلى دولة الكونغو الديمقراطية.

وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، خلال اتصال مع نظيره الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا، ثوابت موقف مصر من حتمية بلورة اتفاق قانوني ملزم يضم الدول الثلاث، ويحفظ حقوق مصر المائية من خلال تحديد قواعد ملء وتشغيل السد، وذلك على خلفية ما تمثله مياه النيل من قضية وجودية لمصر وشعبها، بينما أكد الأخير إستمرار التنسيق المكثف بين البلدين خلال الفترة المقبلة، للعمل على الوصول إلى إتفاق عادل ومتوازن بشأن هذه القضية الحيوية.

من جانبه قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، إن الدعوة الجديدة للمفاوضات تأتى فى ظل فشل الإتحاد الإفريقي فى تقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث، خاصة في ظل حالة التعنت الأثيوبى المستمر، مشيراً إلى أن اولى جولات التفاوض تحت رعاية الإتحاد بدأت فى يونيو الماضي بقمة رئاسية مصغرة، بينما توقفت إجتماعات اللجان الفنية والقانونية منذ أغسطس، وفشلت جميع اللقاءات فى احداث توافق حول المسودة المدمجة لمقترحات الإتفاقيات المقدمة من الدول الثلاث وبمشاركة ممثلي الولايات المتحدة والبنك الدولي كمراقبين.

فشل الاتحاد الإفريقى 

وأكد أستاذ الموارد المائية لـ"الرئيس نيوز"، إنه رغم الدعوة لمفاوضات جديدة؛ لم توجد أية فاعلية للإتحاد الإفريقى وفشل ، ومما ساعد عل ذلك هو عدم فاعلية الاتحاد الأفريقى، والذى لايملك من المقومات التى تمكنه من حل القضايا الأفريقية، وإلا كنا استفدنا منه ونحن نرأسه العام الماضى، مشيرًا إلى أن مصر أرادت أن تثبت للعالم حسن نواياها وأنها تريد الوصول الى اتفاق عادل بشتى الطرق دون نتيجة ملموسة، أو وجود خطوة تدفع إلى الأمام بالنسبة للمفاوضات ، مع قيام إثيوبيا بالملء الأول الأحادى دون توافق، رغم عدم بدء تعلية الممر الأوسط الذى تتدفق المياه أعلاه منذ يوليو الماضى للآن.

من جهته أكد الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين لـ"الرئيس نيوز"، إن مصر رغم ماتقدمه من سبل لنجاح المفاوضات، إلا أنه يقابل بتعنت أثيوبى، ولذلك ندور فى حلقة مفرغة ولن تقدم المفاوضات الجديدة حلا  أو الوصول إلى إتفاق قانونى ملزم ونهائي، مضيفًا: "للأسف الشديد فإن كل الأمور تؤكد فشل الاتحاد الإفريقي فى مهمته أو إحداث تقدم او تغيير للواقع المعاش على الأرض ، والمسألة إستهلاك للوقت والمجهود دون تحقيق توافق".