الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

رغم مواقف قطر المراوغة.. دول الخليج تستقبل القمة المقبلة بتفاؤل

الرئيس نيوز

وصفت صحيفة The Weekly الأمريكية التصريحات التي صدرت عن أكثر من مسؤول خليجي بشأن مستقبل المصالحة الخليجية بـ"المتفائلة"، فجميعها تصريحات تحرص عمليًا على إشاعة أجواء إيجابية بشأن القمة الخليجية الحادية والأربعين التي من المقرر أن تستضيفها السعودية مطلع يناير المقبل. وهيمن على الحديث عن هذه القمة موضوع إنهاء أزمة قطر مع الرباعي العربي.

بدأ الخلاف في يونيو 2017 بعد اتهامات لقطر من السعودية والإمارات والبحرين ومصر بالحفاظ على العلاقات مع الجماعات المتطرفة واتباع سياسات مؤسفة مع تركيا وإيران تتعارض مع أمن المنطقة وتهدد استقرار دولها وشعوبها.

وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، الاثنين، عن تفاؤله بأن القمة الخليجية المقبلة ستسهم في زيادة "دعم وتعزيز منظومة دول مجلس التعاون الخليجي والمضي قدماً بها للأمام"، مؤكداً حرص قادة الخليج على عقد القمة رغم الظروف الاستثنائية.

القمة الإلكترونية

وتعليقا على الاجتماع التحضيري للقمة الإلكترونية الذي عقده وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بتنسيق من البحرين، أشار وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني بشكل غير مباشر إلى الجهود التي تقودها السعودية لمصالحة قطر مع دول المقاطعة، قائلا إن المنامة لديها "ثقة كاملة في دور المملكة العربية السعودية في الحفاظ على تماسك مجلس التعاون ورأب الصدع الخليجي".

يبدو أن اللهجة المتفائلة بشأن قمة خليجية تنهي أزمة قطر مع جيرانها الخليجيين تغاضت عن الصعوبات التي بدأت تلوح في الأفق في طريق المصالحة المنشودة.

 ويبدو أن قطر كانت أقل تحمسًا، إن لم تكن شديدة البرودة، تجاه قضية المصالحة. وقد ظهر عدم حماسها في غياب وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن الاجتماع الافتراضي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في المنامة. وبدلا من ذلك، مثل قطر وزير الدولة للشؤون الخارجية سلطان المريخي.

ورأى مراقبون مختصون في شؤون الخليج في هذه الخطوة مقدمة لخفض مستوى التمثيل في القمة الخليجية، فيما اعتبرها آخرون تعبيرًا عن موقف قطري من البحرين التي استضافت الاجتماع. وكانت مملكة البحرين، خلال الفترة الأخيرة من الحديث المستمر عن التقدم نحو تحقيق المصالحة القطرية الخليجية، هدفًا لحملات عدائية من قبل وسائل الإعلام القطرية، إلى جانب الإمارات العربية المتحدة.

 كما اتهمت الدوحة بعض الصيادين البحرينيين بالتعدي على المياه الإقليمية القطرية. واتهمت في وقت آخر الطائرات البحرينية باختراق الأجواء القطرية، وذهبت الدوحة إلى حد تقديم شكوى بهذا الشأن ضد المنامة لدى مجلس الأمن الدولي.

مواقف غير لائقة من الدوحة 

ومضت مصادر سياسية خليجية في تفسير رد قطر غير اللائق على المبادرة الخليجية الهادفة إلى تنقية الأجواء وتمهيد الطريق للمصالحة، والتي هي في حد ذاتها مصلحة حيوية لقطر، من خلال حقيقة أن الدوحة تحاول استغلال المرونة السعودية واللعب بها لكي يبدو أن أي مصالحة، إن حدثت، تمت بمقياسها وبمقياس حليفها تركيا. ويقال إن أنقرة لا تحبذ عودة قطر الكاملة إلى حظيرة الخليج. كما يُنظر إلى الدوحة على أنها تحاول تحويل مسار المصالحة من مسار جماعي يشمل جميع الدول المقاطعة إلى مسار ثنائي قطري سعودي منفصل، وبالتالي شق الصف وفقًا لرغبات أنقرة، وتفتيت جبهة الخليج العربي التي تقف في وجه التطرف الديني والإرهاب اللذين تراعاهما الدوحة وأنقرة.

أبدت الدول الأربع المقاطعة لقطر مؤخرًا مرونة في حل الخلاف بعد وساطات قدمتها الكويت، التي انضمت إليها لاحقًا إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسلطنة عمان، في حين بدت السعودية حريصة بشكل خاص على مساعيها للمصالحة بين قطر وجيرانها. ويقول محللون إن هذا ربما شجع الدوحة على محاولة كسب الرياض دون أن تشمل بقية الدول المقاطعة.

ومن المقرر أن يجتمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي في 5 يناير في الرياض بالمملكة العربية السعودية ويتوقع أن حضور أمير قطر للقمة، إذا قرر الحضور، سيشكل علامة ملموسة على التقارب.

التطورات الأخيرة

في ظل التطورات الأخيرة، ومن أهمها الموقف الإعلامي القطري من الدول الخليجية، وكذلك اعتزام قطر خفض تمثيلها في اجتماع المنامة لوزراء خارجية دول مجلس التعاون، يبدو أن فرص تحقيق المصالحة الخليجية القطرية الشاملة ضئيلة إلى حد ما، قد تسعى الدوحة الآن فقط لتهدئة الأمور بينما تنتظر لترى ما ستحدثه التغييرات الإقليمية والدولية.

وتجدر الإشارة إلى أن للقمة الخليجية القادمة أهمية خاصة هذه المرة، يبدو أن الاهتمام الخليجي يتركز على إنجاح القمة المرتقبة، خاصة وأنها تنعقد بشكل استثنائي وسط جائحة كورونا.