الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تحقيق استقصائي.. شركات في 5 دول بينها تركيا أتمت صفقات تسليح لداعش

الرئيس نيوز

على الرغم من أن العراق المدعوم من التحالف الدولي، تمكن من إنهاء ما سماه تنظيم "داعش"، دولة "الخلافة المزعومة" في مارس 2019، إلا أن التنظيم الإرهابي الذي قتل زعيمه أبو بكر البغدادي على يد قوات "دلتا" الأمريكية الخاصة أكتوبر 2019، خلال اختبائه في مدينة "إدلب السورية"، التي يسيطر عليها جماعات إرهابية موالية لتركيا، يحاول إعادة بناء نفسه في بلاد الشام وتوجيه ما يمكن اعتباره ضربات محدودة ولكن ثابتة.
ولا تزال الحالة التي تسبب التنظيم في خلقها، تتكشف حلقاتها مع الوقت نتيجة جهد المنظمات البحثية والتقارير الأمنية، فقد كشف تقارير أعدته منظمة بحثية في بريطانيا، أسرار التسليح الداعشي، وكيف حصل التنظيم الإرهابي على كل هذا العتاد المتقدم والذي تنتجه شركات دولية، فضلًا عن كيفية دخولها مقار سيطرة داعش.
منظمة "كونفليكت آرممنت ريسيرتش" غير الحكومية ومقرها لندن، أصدرت منذ نحو 15 يومًا تقريرًا مفصلًا عن طرق حصول "داعش" على أسلحته وذخائره المتقدمة، وقالت المنظمة إن تركيا كانت همزة وصل، ومركز ترانزيت مهم لإدخال الأسلحة والذخائر للجماعات المقاتلة ضد الحكومة في سوريا والعراق.

ولفت التقرير إلى أن كثير من الشركات التي تولت مسؤولية الحصول على تلك الذخائر، لا أدلة مؤكدة على أنها كانت على علم بأن صفقات التسليح ذاهبة إلى التنظيمات الإرهابية، وغضت الطرف عن ذلك، أم أنها تعرضت لعمليات خداع ومعاملات وهمية من وسطاء وهميين، لكن المؤكد أن الشركات كانت على علم كبير بأن تلك الصفقات ذاهبة إلى بؤر توتر وصراع، أما الجهة المستلمة لا أدلة على معرفة الشركات بها.
أكدت المنظمة على أهمية الكشف عن مدى تورط تلك الشركات في دعم التنظيم الإرهابي من عدمه، معتبرة أن ما توصلت إليه إشارات مثيرة للشبهة وصفتها بـ"إشارات حمراء".

شركات من 5 دول 
يقول التقرير إن تحقيقات سابقة أشارت إلى أن قوات تنظيم الدولة استخدمت أفرادا وشركات متمركزة في تركيا والدنمارك وإسبانيا وسوريا والمملكة المتحدة، وقامت لصالح أشخاص وشركات وهميين بتنفيذ عمليات شراء لتلك الذخائر والمعدات التي إتضح بعد ذلك انها ذاهبة إلى التنظيمات الإرهابية، وقالت المنظمة إنه على الرغم من هشاشة تلك العمليات إلا أنها كانت مزدهرة. 
التقصى الذي أصدرته المنظمة أوضح بالتفصيل كيف تمكن التنظيم المتطرف خلال سيطرته على مساحات شاسعة من سوريا والعراق بين عامي 2014-2019 من شراء أطنان من المواد المتفجرة والمعدات الإلكترونية والطائرات بدون طيار، دون لفت الانتباه.

متجر هواتف
ذك التقرير بعض من أمثلة تلك العمليات، فقد اشترى متجر هواتف صغير ستة أطنان من عجينة الألومنيوم، فيما دفع موزع صغير للمنتجات الزراعية التركية نحو 200 ألف دولار (165 ألف يورو) للحصول على 78 طناً من الوقود الدافع الذي يستخدم في صنع القذائف.
وخلال عامي 2015 و2017، عثر على نحو مئة صفيحة تحتوي على عجينة الألومنيوم المنتجة في الصين في جميع أنحاء المناطق التي سيطر عليها التنظيم.
وقال التقرير إن التنظيم اعتمد بشكل خاص على الأفراد والشركات العائلية التي كانت تعمل كوسطاء بالقرب من مناطق انتشاره، ولا سيما في جنوب تركيا.

لفتت المنظمة إلى أنها ليست في وضع يمكنها من إثبات أن هؤلاء الوسطاء تصرفوا عن دراية. "لكنهم شكلوا نقاط اتصال أساسية في سلسلة توريد" الجماعة، كاشفة عن شراء أسمدة النترات وعجينة الألمنيوم المستخدمة في إنتاج المتفجرات، بالإضافة إلى وقود الصواريخ والطائرات بدون طيار.
أكد التقرير أن تنظيم الدولة سعى لإنتاج نظام آلي مضاد للطائرات، على الرغم من عدم وجود دليل على نجاحه في ذلك، كما تم توثيق وجود 28 طائرة بدون طيار تم تعديلها لتكون مسلحة.
وكشفت المنظمة عن أن التنظيم حاول الحصول على نظام تتبع بصري، وهو عنصر محتمل لنظام آلي مضاد للطائرات في المستقبل.
شبكة سرية
والشبكة التي تم الكشف عنها تشير إلى أنها شكلت كياناً يتاجر بحرية في أرجاء العالم الأربعة، وحدد تقرير المنظمة "أكثر من 50 شركة، في أكثر من 20 دولة، قامت بإنتاج أو توزيع منتجات استخدمتها قوات تنظيم الدولة.

واستند النظام إلى إدارة شركات مسجلة قانونياً، وخدمات لوجستية فعالة داخل دولة الخلافة المزعومة نفسها، ومواقع إلكترونية وهمية، وشبكة اتصالات آمنة، وتحويلات مصرفية، وعمليات دفع عبر الإنترنت.
وإذا لم يظهر أن أياً منها يمارس نشاطا غير قانوني في حد ذاته إذا نُظر إليه بمفرده، فإن الكشف عن مجموعة من الحزم كان كافياً لتنبيه الشركات وسلطات التدقيق إلى الخطر المتمثل في تصرف أصحاب الطلبيات "خارج مجال نشاطهم المعتاد".