السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

على غرار «بايدن - هاريس».. ثنائي إسرائيلي يدشنان حملة لازاحة «نتنياهو» من المشهد السياسي

الرئيس نيوز

قد يكون متمرد الليكود "جدعون سار" على أعتاب شن حملة مشابهة لتلك التي شنها جو بايدن وكمالا هاريس لإخراج ترامب من البيت الأبيض، مع انضمام عضوة الكنيست يفعات شاشا بيتون إليه، ولكن الفرق في الحالة الإسرائيلية أن المستهدف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفقًا لصيحفة "معاريف".

وقبل سبعة أشهر، بدى الأمر كما لو أن الحياة السياسية للإسرائيلية "يفعات شاشا بيتون" قد تكون وراءها، عندما تشكلت حكومة فيروس كورونا الجديدة، أبلغها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه أُجبر على نقلها من منصبها كوزيرة للإسكان- وهو منصب تم تعيينها به في العام السابق - إلى منصب رئاسة لجنة مكافحة فيروس كورونا في الكنيست. 

كان الأمر فيما يبدو يشير إلى نهاية مفاجئة لمسيرتها السياسية القصيرة،عندما كانت تبلغ من العمر 47 عامًا فقط، تم دفعها إلى المقاعد الخلفية لحزب الليكود، ومن هناك، بدا أنها كانت في طريقها للخروج من السياسة، ولكن بعد ذلك، حدث شيء لم يكن في حسبان نتنياهو؛ ينذر بتحول حياة يفعات الحاصلة على درجة الدكتوراه في التربية رأسًا على عقب.

كانت نهاية أول إغلاق إلزامي في إسرائيل بسبب فيروس كورونا، وكان الإسرائيليون قد وصلوا لمرحلة الإجهاد وسط تردي الأوضاع الاقتصادية، وانتشار الإحباط والاكتئاب بعد أن عاشوا تحت الكثير من القيود، وكان الاقتصاد يعاني، وانتشرت الاحتجاجات المناهضة لنتنياهو ثم اكتسبت زخما بسبب سوء إدارة رئيس الوزراء للأزمة. واتهمه خصومه بتعمد حبس الناس في منازلهم، فقط حتى لا ينزلوا إلى الشوارع ويتظاهروا ضده. قالوا إن الإغلاق كان "سياسيا".

تمكن بيتون من استخدام الشعور لاستئناف مرحلة جديدة من مسيرتها السياسية، وأدارت كل يوم نقاشات في لجنتها كانت تتعارض مع مواقف الحكومة وتصرفات نتنياهو. ودعت الخبراء والمواطنين والأطباء لمخاطبة لجنتها، واتبعت نهجًا جعل المواقف الرسمية للحكومة موضع تساؤل.

ووصل هذا إلى نقطة عالية عندما تمكنت من إلغاء قرار حكومي وإعادة فتح الصالات الرياضية وحمامات السباحة، فاستشاط نتنياهو غضبًا. ثم حاول إرجاعها إلى المقاعد الخلفية ليكتشف بعد فوات الأوان أن عضو الكنيست المجهولة التي عينها لهذا المنصب كانت في الواقع تسبب له أضرارًا انتخابية خطيرة.

من خلال الوقوف في وجه نتنياهو من داخل الليكود، أصبحت لشاشا بيتون بصمة سياسية وعامة خاصة بها. حتى أن أحد مطاعم بلدة حولون أطلق اسمها على أحد أطباق السمك. كانت هذه طريقة المطعم في شكرها على منع الحكومة من إغلاق المطاعم. قبل فترة طويلة، كان الناس يتحدثون عنها باعتبارها الرقم الكبير التالي في السياسة. حتى أن استطلاعات الرأي توقعت أنه إذا أسست حزبها الخاص، فسوف يفوز بستة مقاعد. حتمًا، وبدأ التودد إليها من قبل قادة الأحزاب الأخرى. كان رئيس حزب يمينا نفتالي بينيت بالفعل في مفاوضات متقدمة معها لجعلها تنضم إلى قائمته.

لكن كان لدى بيتون خطط أخرى. في 14 ديسمبر، تم الكشف عن أنها ستكون المسؤولة الثانية في حزب جدعون سار الجديد، الذي كان قد انطلق للتو. كان سار قد ترك الليكود قبل أسبوع واحد فقط. ومضى ليعلن أنه في حالة انتخابه رئيسا للوزراء، سيتم تعيين شاشا بيتون نائبا لرئيس الوزراء. والأهم من ذلك، ربما، أعلن أيضًا أن الاثنين سيقودان الحزب الجديد كشريكين. سيقررون سويًا من سيكون على قائمة الكنيست، وستتخذ جميع قراراتهم بالإجماع.

من خلال اختيار بيتون كنائبة له، وجد سار مزيجًا فائزًا. هي امرأة وابنة مهاجرين من المغرب والعراق. هذا وحده هو مزيج ناجح لأنصار الليكود، وامر مفيد لصورة الحملة، التي بدأت تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي، لم تترك مجالاً للشك. لقد ظهر سار وشاشا بيتون وهما مبتسمين، معلنين أنهما "في طريقهما" رما إلى السلطة.

في غضون ساعات قليلة، دفع الإعلان المفاجئ الحزب الجديد إلى حالة تأهب قصوى، حيث أظهر استطلاع أجرته القناة 12 في الليلة نفسها أن حزب سار، إلى جانب شاشا بيتون، سيكون ثاني أكبر حزب في إسرائيل إذا تم إجراء الانتخابات اليوم، وأن الفجوة بينه وبين الليكود تتضاءل.

حصل الحزب الجديد، المعروف باسم "الأمل الجديد"، على 21 مقعدًا من أصل 120 في الكنيست، مقارنة بـ 27 مقعدًا لليكود. بينما قد يكون سار وشاشا بيتون غير قادرين على التنافس على هيمنة نتنياهو النهائية كزعيم لليمين، فإنهما يعتبران نفسيهما موطنًا جديدًا للناخبين من يسار الوسط.

حتى لو لم يكن الحزب الجديد قد اجتذب حتى الآن أعدادا كبيرة من الناخبين من الليكود أو اليمين، فإنه لا يزال يمثل مشكلة كبيرة لنتنياهو. بناءً على السيناريو الحالي، ستحصل كتلة اليمين / الحريديم على 56 مقعدًا، بينما ستحصل كتلة "أي شخص ما عدا نتنياهو" على 64 مقعدًا. صحيح، هذه ليست كتلة متجانسة، لكن سار أعلن أنه لن يجلس مع نتنياهو تحت أي ظرف من الظروف، مكررًا شعار زعيم حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان. 

إذا كان توزيع المقاعد على ما هو عليه الآن، يمكن لسار وبيتون أن ينهيا أخيرًا حكم نتنياهو الطويل. السؤال الحقيقي هو ما إذا كان سار وشاشا بيتون قادرين على الحفاظ على زخمهما.

من المستحيل تجاهل التشابه بينهما وبين ثنائي سياسي آخر، جو بايدن وكامالا هاريس، اللذان سيدخلان البيت الأبيض في 20 يناير. كما أثبت الرئيس المنتخب بايدن أنه يستطيع التفكير خارج الصندوق باختيار امرأة نائبًا له تنحدر من أصل أفريقي وأمريكي آسيوي.