قطار التطبيع.. وزير خزانة ترامب في جولة اللحظات الأخيرة لتعزيز اتفاقيات إبراهام
يتوجه وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين في جولة شرق أوسطية، تضم إسرائيل ومصر والإمارات العربية المتحدة وقطر والسودان في آخر رحلاته الرسمية إلى الخارج في الأيام الأخيرة من رئاسة دونالد ترامب.
وتأتي زيارة منوتشين في الوقت الذي تسعى فيه إدارة ترامب إلى تعزيز المكاسب في إقناع قادة الشرق الأوسط، بالاعتراف بإسرائيل في مبادرة استراتيجية أطلق عليها اسم اتفاقيات إبراهام.
كما تدفع الإدارة مصر ودول الخليج العربي إلى حل نزاعها ومقاطعتها لقطر، وهو خلاف اعتبره المسؤولون الأمريكيون حلقة ضعيفة في الأمن الإقليمي، في ضوء طموحات إيران في المنطقة.
وقالت صحيفة جلوبال تايمز الكندية إن موعد الجولة تم تحديده مبدئيًا في أوائل يناير، من قبل بلومبيرج وأكدها للصحيفة مصدر مطلع.
وكانت آخر مرة قام فيها منوشين بجولة في المنطقة في أكتوبر وسط مبادرة اتفاقيات إبراهام. لم يتضح بعد ما إذا كان سيزور المملكة العربية السعودية، التي صمد قادتها أمام الدعوة الأمريكية للتطبيع في حين وقعت الإمارات العربية المتحدة والبحرين اتفاقيات في أواخر الصيف لتطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية، لتصبحا أول دولتين تفعل ذلك منذ الأردن في 1994، ثم الأنباء عن موافقة المملكة المغربية على الانضمام لقطار التطبيع.
أصبح المغرب الأسبوع الماضي أحدث دولة منفتحة على إقامة علاقات مع إسرائيل، بحسب البيت الأبيض. تخطط الإدارة الأمريكية لبيع الإمارات ما يصل إلى 50 طائرة مقاتلة متطورة من طراز F-35 و18 طائرة بدون طيار مسلحة بعد اعتراف أبو ظبي بإسرائيل، كما أعرب قادة السودان المؤقتون عن استعدادهم لتطبيع العلاقات مع إسرائيل لكن مصير هذا الاتفاق لا يزال موضع تساؤل.
ويتوجه جاريد كوشنر، كبير مستشاري ترامب وصهره، إلى إسرائيل الأسبوع المقبل وسيسافر من هناك إلى المغرب مع وفد إسرائيلي على متن أول رحلة تجارية مباشرة تربط بين البلدين.
من بين المحطات المخطط لها لوزير الخزانة المنتهية ولايته الخرطوم بالسودان، حيث حث وزير الخارجية مايك بومبيو في أغسطس رئيس الوزراء عبد الله حمدوك على الاعتراف بإسرائيل، قبل أن تنتهي إدارة ترامب من إزالتها المخطط لها منذ فترة طويلة للسودان من قائمة الدول الراعية الأمريكية للإرهاب.
على الرغم من أن المسؤولين السودانيين أعربوا عن انفتاحهم، إلا أن تحقيق هذا الاتفاق أصبح موضع تساؤل بشكل متزايد، لم تتمكن إدارة ترامب حتى الآن من إبرام الصفقة بالكامل، أي إقناع الكونجرس بتمرير تشريع يحصن الحكومة السودانية من دعاوى المسؤولية الإرهابية في المحاكم الأمريكية.
وعارض السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز من نيوجيرسي وتشاك شوميروف من نيويورك التشريع الذي من شأنه أن يبطل دعوى قضائية، مدتها عقدين تقريبًا رفعتها أسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر.
وعرض مسؤولو إدارة ترامب 700 مليون دولار على العائلات في محاولة لإنقاذ صفقة السودان، لكن لم يتم قبولها، كما تواصلت الإدارة مع الكونجرس للحصول على أكثر من 200 مليون دولار لتخفيف عبء الديون عن السودان، على أمل الحفاظ على الاتفاق مع الخرطوم قائما.