الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عمرو الشوبكي: السيسي حافظ على تأثيره داخل جانب كبير من النخب الفرنسية

الرئيس نيوز

قال الكاتب الصحفي عمرو الشوبكي عن المؤتمر الصحفي بين الرئيس السيسي وماكرون أمس: "السيسي وماكرون المؤتمر الصحفي، الذي عقده الرئيسان المصري والفرنسي في باريس كان حيويا وفيه كثير من الرسائل، فالرئيس السيسي لم يعيد ما سبق وطرحه منذ عامين عن أن مفهوم حقوق الإنسان في الغرب يختلف عن بلادنا وهو ما فتح الباب أمام تفسير هذا الكلام على إنه تبرير للانتهاكات التي تتعلق بحقوق الإنسان تحت غطاء الخصوصية".


وتابع في منشور له عبر صفحته على "فيسبوك": "قد رد السيسي بصرامة لا تخلو من حده حول سؤال يتعلق بسوء أوضاع حقوق الإنسان في مصر، تماما مثلما فعل ماكرون ردا على سؤال حول عدم اعتذار فرنسا عن الرسوم المسيئة، وقال إن رسام فرد قام بذلك وليس الدولة، وأن النموذج والقوانين الفرنسية تعطي الحق للجميع لانتقاد كل الأديان وليس فقط الإسلام، كما رفض اعتبار تحسين حقوق الإنسان في مصر شرطا لاستمرار التعاون الاقتصادي والعسكري بين البلدين". 

وأضاف: "الرئيس السيسي قال إننا نؤمن بحقوق الإنسان بمعناها الشامل وليس فقط الحقوق السياسية وتحدث عن التحديات التي تواجه مصر فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب والمشكلة السكانية..  لقد نجح الرئيس المصري أن يحافظ على تأثيره داخل جانب كبير من النخب الفرنسية والرأي العام الغربي فهو يعرف إنه لن يستطيع أن يؤثر في جمهور الجماعات الحقوقية أو الأحزاب اليسارية والليبرالية.. وبالتالي ركز على جمهور اليمين المحافظ بتنوعاته خاصة أن قطاع واسع من الرأي العام الفرنسي معبأ ضد الجماعات الدينية المتطرفة ومن خطاب تبرير الإرهاب، موضحًا: "السيسي خاطب هؤلاء ونجح، حين تحدث عن القنبلة السكانية وخطر الهجرة والإرهاب والحروب الأهلية، وهي كلها قضايا تثير مخاوف حقيقية في فرنسا وأوروبا، وجعل تيار واسع من النخب الاوروبية يري أن هذه منطقة ميؤوس منها وأن المهم وجود رئيس قوي يحارب الإرهاب ويجلب الاستقرار وليس مهما قضية الديمقراطية".


أوضح الشوبكي: "حديث الرئيس السيسي عن انهيارات ليبيا والعراق وسوريا كان حقيقيا كتقرير لواقعها الحالي، ولكنه يجب أن يضاف له شق آخر يتعلق بأن النظم التي حكمت هذه الدول كانت "فوق استبدادية" أي أن تفردها في القمع والاستبداد كان غير مسبوق وهو ما جلب الخراب والدمار والحرب الأهلية والغزو الأجنبي والإرهاب واللاجئين في حين أن النماذج الأخرى التي عرفت هامش سياسي ولو للتنفيس مثل مصر مبارك وتونس بن على وجزائر بوتفليقة، هي التي حافظت على دولها الوطنية وتجنبت الاقتتال الأهلي حتى لو لم تكن ديمقراطية تماما، مشيرًا إلى أنه: "لازالت التحديات التي تواجه مصر كبيرة، خاصة الأزمة الاقتصادية، وأن حلها غير السهل سيكون عنصر القوة الرئيسي في دعم النظام السياسي في الداخل والخارج".