الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

ساعد في الإطاحة بالقذافي وتوفي بكورونا.. من هو محمود جبريل؟

الرئيس نيوز

عندما ترشح محمود جبريل للانتخابات الليبية في عام 2012، بعد أن ترأس الحكومة التي ساعدت في الإطاحة بالرئيس الراحل معمر القذافي في عام 2011، اعتقد الكثيرون أنه قادر على توحيد ليبيا، التي خرجت لتوها من صراع وحشي، كانت بحاجة إلى الوقوف على قدميها من جديد، إذ شعر أنصار جبريل أنه الرجل المناسب للمساعدة في توجيه شؤون البلاد.

لكن آخرين لم يكونوا متحمسين له، معتبرين أنه على صلة بنظام القذافي، حيث كان جبريل مستشارًا اقتصاديًا لحكومة القذافي في سنواتها الأخيرة قبل أن ينضم إلى الثورة في عام 2011، بعد أسابيع قليلة من بدء الانتفاضة، تم تعيين جبريل رئيسًا للمجلس الوطني الانتقالي المتمرّد، الحكومة المؤقتة التي أطاحت بالقذافي في نهاية المطاف.

رجل اللحظة
أصبح جبريل في نهاية الصراع رجل اللحظة في ليبيا، مع الاعتراف بحكومته كـ "الممثل الشرعي الوحيد" لليبيا من قبل دول الأمم المتحدة بما في ذلك فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وتركيا وإيران. في الواقع، لقد أوفى بوعده بالاستقالة من منصب رئيس الوزراء المؤقت للمجلس الوطني الانتقالي بعد "تحرير ليبيا".

بعد أن أصبح رئيسًا لتحالف القوى الوطنية، أحد أكبر الأحزاب السياسية في ليبيا، خاض جبريل انتخابات 2012 الديمقراطية، وفاز حزبه في التصويت لكنه لم يحصل على أغلبية في البرلمان. ثم اختار البرلمان مرشحًا مستقلاً لرئاسة الوزراء.

 اندلع العنف مرة أخرى في ليبيا في السنوات اللاحقة، واضطر جبريل لمغادرة البلاد إلى الخارج. لم يسمع الكثير عنه حتى أكد حزبه وفاته بسبب فيروس كورونا. توفي جبريل البالغ من العمر 68 عامًا في القاهرة حيث تم نقله إلى المستشفى لمدة أسبوعين بعد إصابته بسكتة قلبية. بعد ثلاثة أيام، ثبتت إصابته بفيروس كورونا.

من هو محمود جبريل
ولد جبريل عام 1952، وتخرج في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 1975 قبل حصوله على درجة الماجستير في العلوم السياسية ودكتوراه في التخطيط الاستراتيجي وصنع القرار من جامعة بيتسبرج في بنسلفانيا، ثم قام بتدريس التخطيط الاستراتيجي وصنع القرار في الجامعة لسنوات عديدة وكان وراء العديد من برامج التدريب على القيادة في العديد من الدول العربية.

ألف جبريل العديد من الكتب وشغل أيضًا منصب رئيس مجلس التخطيط الوطني الليبي. بحلول عام 2009، كان يعمل مع حكومة القذافي كرئيس لمجلس التنمية الاقتصادية الوطنية (NEDB)، الذي تم إنشاؤه لتحفيز الاستثمار في ليبيا. لكن مع بداية عام 2011، انشق جبريل إلى المجلس الوطني الانتقالي المتمرد بعد مشاركته في مشروع يهدف إلى إقامة دولة ديمقراطية.

أثناء رئاسة الحكومة المؤقتة خلال الانتفاضة الليبية، قام جبريل بعدة رحلات إلى الخارج لحشد الدعم الأوروبي والأمريكي للثوار ضد القذافي. 

وقبل مقتل القذافي بثلاثة أشهر، دعا جبريل إلى الوحدة وسط معركة طرابلس بينما طالب الشرطة والجيش بالتبرأ من القذافي. ومن أقواله "اليوم، يُسمح لجميع الليبيين بالمشاركة في بناء المستقبل لبناء مؤسسات بمساعدة دستور لا يفرق بين الرجل والمرأة أو الطوائف أو الأعراق. ليبيا للجميع وستكون الآن للجميع. وقال في 21 أغسطس 2011، إن ليبيا لها الحق في أن تكون قدوة يحتذى بها في المنطقة العربية.


سقوط القذافي 
بعد أيام من وفاة القذافي، قال جبريل لـ"بي بي سي" إنه كان يريده حيًا، موضحًا إنه أراد أن يسأل الزعيم السابق عن سبب اضطهاد ليبيا لمدة 42 عامًا.

 وبعد تسع سنوات من الإطاحجة بالقذافي، لا تزال الدولة الغنية بالنفط في حالة من الفوضى، حيث تنقسم بين حكومة تستعين بقوى خارجية متمركزة في العاصمة طرابلس، وحكومة تحظى بدعم البرلمان المنتخب في الشرق، منذ عدة سنوات.