بعد اتهام إسرائيل رسميًا.. كيف سترد إيران على اغتيال العالم النووي محسن زاده؟
في أول اتهام إيراني رسمي بعد اغتيال العالم النووي البارز محسن فخري زاده، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، السبت، إن إسرائيل تقف وراء الجريمة البشعة، مؤكدًا أن الاحتلال يتصرف كمرتزق لصالح "الاستكبار العالمي" (في إشارة إلى الولايات المتحدة) بحسب تعبيره.
نشر روحاني بيانًا على الموقع الالكتروني للرئاسة، جاء فيه: "مرة جديدة، الأيدي الشريرة للاستكبار العالمي، مع النظام الصهيوني المغتصب، تلطخت بدماء أحد أبناء هذه الأمة، والأمة الإيرانية غرقت في الحزن على خسارة أحد علمائها المجتهدين".
من جانبه، قال مساعد رئيس البعثة الروسية الدائمة في منظمة الأمم المتحدة، ديميتري بوليانسكي، إن العملية الاغتيال جرت بضوء أخضر أميركي، متطرقًا إلى تقرير صحيفة "نيويورك تايمز"، الذي أشار إلى أن إسرائيل تقف وراء عملية الاغتيال نقلا عن 3 مسؤولي استخبارات.
وبينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى ضبط النفس بعد مقتل العالم النووي الإيراني، جدد المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) مساء الجمعة، الدعوة ذاتها ليقول: "ندعو إلى ضبط النفس وتجنب اتخاذ أي إجراءات يمكن أن تؤدي إلى تصاعد التوترات في المنطقة.
انتقام قاس
بدوره، توعد رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال محمد باقري بانتقام قاس ينتظر الجماعات الإرهابية ومن يقف وراء عملية الاغتيال، وقال باقري إن فخري زادة استطاع ان يرفع القدرة الدفاعية للبلاد الى مستوى مقبول من القدرة الردعية.
بينما توعد رئيس البرلمان الايراني محمد باقر قاليباف أيضا بالانتقام لمقتل فخري زادة، وذكر في تغريدة على تويتر إن الثأر لدماء محسن فخري زادة قادم لا محالة. ولفت إلى أن عملية الانتقام ستشمل كل من نفذ ووقف خلف الاغتيال.
وعقب الإعلان عن عملية الاغتيال، أدان وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، بشدة العملية ووصفها بـ"الإرهابية العمياء"، مؤكدا وجود مؤشرات تثبت تورط إسرائيل في عملية الاغتيال، حسبما ذكرت وكالة فارس.
قال ظريف إن هذه الخطوة الجبانة التي توجد فيها مؤشرات جادة على تورط – إسرائيل - كشفت عن محاولات عدوانية من جانب منفذيها الذين أصيبوا بالإفلاس، مضيفًا أن إيران تدعو المجتمع الدولي وتحديدا أوروبا الى وضع حد لمعاييرها المزدوجة المشينة، وإدانة هذا العمل الارهابي المنظم.
جريمة الاغتيال
وقتل العالم النووي محسن فخري زاده وعدد من الحراسة الأمنية له في اشتباكات مسلحة وقعت في شرق العاصمة الإيرانية طهران مساء أمس الجمعة، وتمت جريمة القتل في منطقة دماوند بضواحي العاصمة، حسبما ذكرت شبكة أخبار الجمهورية الإسلامية.
وأفاد بيان لوزارة الدفاع الايرانية، أن عناصر إرهابية مسلحة هاجمت ظهر الجمعة سيارة تقل محسن فخري زاده رئيس منظمة الأبحاث والابتكار بالوزارة.
جاء في البيان: "أثناء الاشتباك بين فريقه الأمني والإرهابيين، أصيب محسن فخري زاده بجروح خطيرة ونقل إلى المستشفى، حيث توفي هناك.
ومنذ العام 2010 وقتل أربع علماء نوويين إيرانيين في طهران، فيما تبدو عملية الاغتيال تكرار لعمليات الاغتيال السابقة، والتي ألقت إيران فيها بالمسؤولية على وكالات استخبارات أمريكية وإسرائيلية، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج للأنباء.
ومطلع يناير الماضي اغتالت أمريكا قائد فيلق "القدس"، قاسم سليماني، خلال زيارته للعراق، وتوفي على إثر العملية نائب قائد "الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس، وهي العملية التي ردت عليها إيران بتنفيذ هجوم صاروخي على قاعدتين أمريكيتين في العراق، قالت تقارير أمريكية وقتها إنها أسفرت عن إصابة عدد من الجنود بارتجاجات في المخ.
توقعات الرد
من جانبه، رجح الباحث في الشؤون الإيرانية، على رجب، ألا يكون الرد الإيراني على جريمة اغتيال محسن زاده، مثلما حدث في الرد على مقتل قاسم سليماني، وقال لـ"الرئيس نيوز": "ربما تدرك طهران أن عملية الاغتيال ربما تكون محاولة لجرها إلى صدام مباشر مع أمريكا أو الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما تريده إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، وتابع: "لو أن هناك رد مباشر، ستكون بذلك قد أشعلت إيران شرارة حرب في الخليج، خاصة بعد وصول القاذقات الأمريكية إلى المنطقة، ومن ثم أي رد مباشر من الحرس الثوري ضد مصالح أمريكا أو حلفائها سيُقابل بضربة أمريكية شاملة".
توقع رجب أن يكون الرد الإيراني كما تعودت عبر أذرعها الممتدة في كامل المنطقة، سواء في العراق ممثلًا في "الحشد الشعبي"، أو في لبنان حيث جماعة "حزب الله"، أو في اليمن عبر جماعة "أنصار الله" المعروفة بـ"الحوثي". وقال: "من المؤكد أن المصالح الأمريكية ستكون هي هدفهم"، وذكر أن السفارة الأمريكية ربما ستشهد عمليات قصف صاروخي خلال الساعات القليلة المقبلة.
أكد رجب أن الاحتلال الإسرائيلي لن يلحق به أي من عمليات الانتقام الإيرانية وأن أمريكا وحدها ربما هي التي ستتعرض للرد، وقال إن إيران تدرك مغبة الدخول في صدام مباشر مع إسرائيل في الوقت الحالي، وأنها تدرك أن دولة الاحتلال أبعد من أن تعلن مسؤوليتها بشكل أو بأخر عن العملية، على الرغم من أن الرئاسة الإيرانية قالت رسميًا إن إسرائيل ضالعة في العملية، لكن ل تقدم أدلة على ذلك.
كانت تقارير إسرائيلية قالت منتصف الأسبوع المنصرم إن الجيش يرفع في الوقت الحالي من جاهزيته تحسبًا للدخول في حرب مع إيران، وربما تكون عملية الاغتيال مرتبط بشكل او بأخر بهذه الرفعه للجاهزية.