الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الصادق المهدي.. "من قال لا في وجه الإخوان لم يموت"

الرئيس نيوز

بعد رحلة مضنية من النضال السياسي، مات زعيم حزب "الأمة" السوداني، الصادق المهدي، مساء أمس الأربعاء، متأثرًا بإصابته بفيروس "كورونا المستجد"، لتسكن جوارحه في إحدى مشافي الإمارات، ويصدر الحزب بيانًا يؤكد فيه خبر الوفاة، لكن رغم موت الصادق إلا أنه سيظل شوكة في حلق الإخوان؛ إذ عكف لسنوات على كشف زيف مشروعهم، ومدى براجماتيتهم، وعبر عن رفضه سياسات الرئيس المعزول عمر البشير التي تسير على خطى الفكر الإخواني. 
وإبان فترة رئاسة البشير، أطلق الرئيس السوداني منابره الإعلامية لتشويش صورة الصادق، فعكفت على اتهامه بالتعاون مع إسرائيل؛ لتفتيت السودان، تارة، والتعاون مع دول عربية لإسقاط حكم البشير، تارة أخرى، لكن الصادق المهدي ظل على وضعه وقيمته في السودان.
والصادق المهدي آخر رئيس وزراء ينتخب ديمقراطيا، وقد أُطيح به في العام 1989 في الانقلاب الذي أتي بالرئيس السابق عمر البشير إلى السلطة.

إمامة الأنصار 
ولد الصادق في مدينة أم درمان، كبرى مدن العاصمة السودانية، في ديسمبر العام 1935، لأب يتولى إمامة "الأنصار"وهي "الجبهة القومية المتحدة"، وحين توفي الأب العام 1961، كان الصادق وقتها ابن 26 عاماً، وقد حصل على شهادة الماجستير في الاقتصاد من جامعة أوكسفورد العام 1957.
خلال عامي 1966 و1967 انتخب رئيسا لوزراء السودان، وكذلك خلال عامي 1986 و1989، وقد تعرض للاعتقال عدة مرات خلال الأعوام 1969 و1973 و1983 و1989.
تربط تقارير بين موقفه المناهض للإخوان، وطرده من السودان، خلال فترة تسعينيات القرن الماضي، ليستقر في مصر كمنفى اختياري له، ليعود الصادق إلى السودن العام 2002، لكن البشير لم يجد بدا سوى الزج بـ"المهدي" في سجونه إثر انتقاده لممارسات نظامه الإخواني في إقليم دارفور المضطرب عام 2014، لكن بعد ضغوط على الخرطوم أطلق سراح الصادق بعد شهرين من الاعتقال ليعود إلى مصر مجددًا.

تقاطعات سبع 
يرى المهدي أن هناك سبعة تقاطعات تنخر في جسد الأمة العربية والإسلامية، أبرزها، الإسلامي - العلماني، والسني- الشيعي، والإخواني- السلفي، والصوفي- الحركي، وقال إن هذه التقاطعات تمزق الأمة ولابد من معالجتها بوعي.
عكف الصادق المهدي على تحليل واقع الإسلام السياسي ومستقبله في العالم العربي، وأكد أكثر من مرة أن الإخوان فشلوا في إدارة البلدان بعد ما يسمى بـ"الربيع العربي".
واعتبر أن "الإخوان" انحرفوا تمامًا عن الطريق ولجأوا إلى العنف، وتحديدًا بعدما تأثروا بكتابات أبو الأعلى المودودي، عن الحاكمية، وكذالك كتابات سيد قطب وكتابه الأشهر (معالم في الطريق).
وطالب الحركات الإسلامية وخاصة "الإخوان" بتقديم مراجعات فكرية، بعد فشل تجاربهم وانحرافهم عن الطريق، ولجوئهم إلى العنف.

مطالب الصادق 
حدد الصادق المهدي، جملة من المطالب التي رأها ضرورة وملحة وعلى حركات الإسلام السياسي تفعيلها، وأول هذه المطالب التمييز الوظيفي بين جماعة الدعوة وجماعة السياسة، فجماعة الدعوة تخاطب المسلمين وجماعة السياسة تخاطب المواطنين.
أما ثاني تلك المطالب، تجنب الأحادية والتمكين والاستئثار السلطة، والتحقير من الآخرين وازدرائهم والتعالي عليهم. أما ثالث تلك المطالب هي التأكيد على أن الأحادية والتمكين يؤديان إلى الفساد والاستبداد الذي يجسد التطرف ويؤدي حتماً لتطرف مضاد.
كما انتقد لجوء الحركات الإسلامية إلى العنف بالحجة الميكافلية (الغاية تبرر الوسيلة). وأكد أنه من دون اعتراف الإخوان بأخطائهم فلم تجد أي محاولة لمراجعتهم الفكرية.