السبت 05 أكتوبر 2024 الموافق 02 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

العصابات تدافع عن رئيسها.. زعيم مافيا يهاجم منتقدي أردوغان على السوشيال ميديا

الرئيس نيوز

عندما سخرت المعارضة التركية من أردوغان في أعقاب طرحه فكرة الإصلاح القضائي، دافع مؤيد شرس عن الرئيس التركي علانية، ولكن دفاعه كان غير مريح لسبب بسيط وهو أنه: "زعيم المافيا التركية"، كما تصفه صحيفة Turkey Now.

"انتبه لخطوتك"، هكذا حذر علاء الدين جاكيجي، الرجل الذي أدين بالقتل وتورط في ارتكاب الجريمة المنظمة، زعيم المعارضة كمال كيليجدار أوغلو، على وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي، بعد أن شكك السياسي في صدق الرئيس. 

وقالت صحيفة فاينانشيال تايمز إن جاكيجي، البالغ من العمر 67 عامًا، والذي حُكم عليه بالسجن لمدة 19 عامًا في عام 2006 لإصداره أمرًا بقتل زوجته السابقة، هو شخصية مهمة بالنسبة للقوميين اليمينيين المتطرفين الذين يدعمون حكومة أردوغان.

عصابات أردوغان
ويعد جاكيجي أحد الأسماء الرائدة في عالم المافيا والتهم التي أخذ فيها أحكام تكفي لعدم السماح له برؤية أسفلت الأرض مدى حياته، إلا أنه الآن حر،  كما أن الصور التي نشرها لنفسه على مواقع التواصل الاجتماعي بعد إخلاء سبيله يعطي فيها رسالة لبعض الأشخاص وهي «لقد عدتُ من جديد». 

وتتساءل صحف تركيا: كيف لأردوغان أن يعفو عن هذا الشخص زعيم المافيا بسجله القضائي في الوقت الذي تقتاد فيه شرطته مسنًا في الثمانين من عمره من منزله للسجن لمجرد ضغطه على زر الإعجاب على منشور يهاجم الرئيس بموقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)؟ الإجابة عن هذا السؤال تعطي إشارات كثيرة عن الجهات الفاعلة اليوم وراء الستار في تركيا، فالدهليز المظلم لا يظهر فيه يد من في جيب من، على حد تعبير صحيفة Turkey Now.


 وبعد تهديده للسيد كيليجدار أوغلو، أشاد زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي بزعيم العصابة ووصفه بأنه "رفيق" و"وطني". غالبًا ما يتم التقليل من أهمية حزب الحركة القومية خارج تركيا: يهيمن أردوغان على العناوين الرئيسية. لكن الرئيس، الذي تولى السلطة منذ 18 عامًا، كان يحكم دائمًا من خلال ائتلافات غير رسمية. وتجدر الإشارة إلى أن علاء الدين جاكيجي، المحكوم عليه بالسجن لمدة 19 عامًا لقتله زوجته، هو شخصية مهمة في اليمين المتطرف.

أردوغان وحليفه بهجلي
في الماضي، كان حلفاء أردوغان من الليبراليين والأكراد وحركة جولن - وهي شبكة غامضة من أتباع رجل دين منفي ساعد أردوغان في السيطرة على الدولة، ويتعقبه أردوغان حاليًا وكل من يتبعون منظمة جولن التي تعرف باسم "حركة الخدمة".

واليوم، صار شريك أردوغان الرئيسي هو حزب الحركة القومية، المتشدد في قضايا الأمن القومي، ويدعم عقوبة الإعدام وواجه مزاعم بصلاته بالعنف في الشوارع. كان أردوغان يكره إيديولوجية هذا الحزب ولكن لالتقاء المصالح مفعول السحر في تقارب الشتيتين. لكن حزب الحركة القومية منح أردوغان الأصوات. كما أنه ملأ الفراغ الذي خلفه انهيار علاقة أردوغان مع أتباع جولن، والذي بلغ ذروته في محاولة انقلاب عنيفة عام 2016 (على الرغم من أن زعيم الجماعة ينفي صلته بالانقلاب).

وقالت أسلي آيدينتاسباس، زميلة السياسة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "إن قوتهم داخل النظام أكبر بكثير من الدعم الانتخابي الذي يجلبونه إلى الطاولة"، ةمشيرة إلى أنهم يوفرون الموارد البشرية داخل الأجهزة الأمنية وأجزاء أخرى من الجهاز البيروقراطي الذي يحتاجه أردوغان.

وأضافت إنه نتيجة لذلك، سيكون من الصعب تفكيك التحالف، ومع ذلك، فإن التحالف يسبب عدم ارتياح لبعض فصائل حزب العدالة والتنمية، الذين يرون أنه عامل في تآكل الدعم العام لحزبهم، تصاعدت التوترات إلى السطح.

و في تدخل لافت الأسبوع الماضي، دعا المحارب المخضرم في حزب العدالة والتنمية بولنت أرينتش إلى إطلاق سراح السجينين السياسيين المعروفين في تركيا: المحسن عثمان كافالا والسياسي الكردي صلاح الدين دميرتاس.

تعتقد أيدينتاسباس أن الرئيس التركي، البراجماتي اللامع، ربما يختبر المياه قبل أن يقفز فيها من أجل تغيير شريك التحالف. ولكن، بعد تنفير معظم الجماعات الأخرى، ليس من الواضح من الذي يمكنه إيجاده ليحل محل حزب الحركة القومية.