بالتفاصيل.. أزمة الـ«بوليساريو» تعمق الخلاف بين الجزائر والمغرب
أمام استنكار جزائري، أعلن الجيش المغربي، أمس الأحد، أنه رد على استفزازات جبهة البوليساريو، بإطلاق النيران على الجدار الأمني، الذي أقامه المغرب؛ للفصل بين معبر الكركرات ومناطق تسلل عناصر الـ"بوليساريو" للمنطقة العازلة.
فيما استنكرت الجزائر بشدة ما وصفته بالانتهاكات
الخطيرة، لوقف إطلاق النار التي وقعت صباح الجمعة الماضية، في منطقة الكركرات،
وأعلنت وزارة الدفاع الوطني الجزائرية، اليوم إرسال مساعدات إنسانية، تتمثل في "60 طنا من مختلف المواد الغذائية والمعدات الصيدلانية"، وذلك في إطار العمليات التضامنية بين الجزائر والشعب الصحراوي.
أزمة الكركرات
يتركز التصعيد الجديد في منطقة الكركرات، وهي نقطة عبور بين الصحراء الغربية وموريتانيا، في منطقة منزوعة السلاح، تراقبها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، في المقابل، يعتبر الصحراويون إن المعبر، وهو الطريق الرئيسي للمغرب إلى غرب إفريقيا، غير قانوني، لذا تم إغلاقه في 21 أكتوبر الماضي.
من جانبها، أرسلت المغرب قوات، الجمعة الماضية، لإعادة فتح الطريق أمام حركة المرور، وبناء جدار رملي جديد لمنع مقاتلي البوليساريو أو أنصارها المدنيين، من العودة إلى هناك.
وأكدت المملكة المغربية، أن المعبر الحدودي أصبح مؤمنا بشكل كامل، وهو ما اعتبرته البوليساريو خرقًا لاتفاق وقف اطلاق النار، مؤكدًة أن "الحرب بدأت".
أزمة المغرب
والبوليساريو
تعادل
الصحراء الغربية ذات الكثافة السكانية القليلة مساحة بريطانيا، وتنعم باحتياطيات الفوسفات
ومناطق الصيد الغنية، ويعد النزاع فيها من أقدم النزاعات في إفريقيا.
كانت
المنطقة تحت الحكم الاستعماري الأسباني، وطالبت المملكة المغربية بالسيادة المطلقة
على الصحراء الغربية، ولكن الصحراويون الذين يعيشون هناك شكلوا جبهة تعرف باسم تحرير
الساقية الحمراء ووادي الذهب "البوليساريو"، للضغط من أجل الاستقلال.
برحيل الاستعمار
الأسباني، استرجع
المغرب، الصحراء عام 1975، وشجع آلاف المغاربة على الاستقرار هناك، بينما رفعت جبهة
البوليساريو السلاح؛ مطالبة بانفصال الإقليم.
وفي
عام 1991، وبدعم جزائري، شنت جبهة البوليساريو، حرب عصابات انتهت بسيطرة المغرب على
نحو أربعة أخماس الإقليم إلى أن توسطت الأمم المتحدة في هدنة لوقف إطلاق النار،
تضمنت وعدًا بإجراء استفتاء، لكن ذلك لم يحدث بسبب خلافات بشأن كيفية تنفيذه ومن سيسمح
له بالتصويت.
ودائمًا ما يشدد المغرب على أن له حقوقًا في المنطقة تعود إلى قرون، وأن أقصى ما يمكن أن تقدمه للصحراء الغربية هو الحكم الذاتي للإقليم تحت السيادة المغربية، وفي الجهة المقابلة، تطالب الجبهة وحليفتها الجزائر بالانفصال التام عن المغرب.
خلاف المغرب والجزائر
تعد قضية الصحراء من أبرز نقاط الخلاف بين المغرب والجزائر، إذ تعترف الجزائر بجبهة البوليساريو، التي تطالب بانفصال أقاليم الجنوب في المغرب.
كما تم إغلاق الحدود البرية بين البلدين عام 1994، عقب هجوم إرهابي استهدف فندقًا في مدينة مراكش السياحية، وظل معبر "زوج بغال" موصدًا بين البلدين منذ ذلك الحين.
فيما قال الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، حين سئل عن أزمة الحدود البرية المغلقة، إنه جاء بعدما فرض المغرب التأشيرة على المواطنين الجزائريين، عقب أحداث مراكش الإرهابية.