الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 الموافق 19 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

أردوغان يستفز القبارصة الأتراك واليونانيين بزيارة رمز تقسيم الجزيرة

الرئيس نيوز

من المنتظر أن يصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، إلى شمال قبرص ليؤدي "نزهة" كما قال في مدينة فاروشا الساحلية وأحد رموز تقسيم الجزيرة المتوسطية التي فقد سكانها أمل العودة إليها يوما ما.

وقال أردوغان في 26 أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، عندما استقبل الزعيم القبرصي الشمالي المنتخب إرسين تتار: "سيكون من الرائع الذهاب إلى هناك معاً في نزهة. رأيتها على شاشة التلفزيون وأرغب في الذهاب إليها شخصياً".

بعد عقود من الإهمال، أعيد في أوائل أكتوبر فتح شاطئ في المنتجع الساحلي القبرصي اليوناني على مشارف مدينة فاماغوستا الساحلية، علماً أن فاروشا كانت وجهة للسياح للاستمتاع بمياهها الصافية وأمسياتها الصاخبة.

استفزاز
وأثار ذلك حفيظة حكومة قبرص التي نددت بانتهاك القانون الدولي، والعديد من القبارصة الأتراك الذين رأوا في ذلك تدخلاً مباشراً في الانتخابات الرئاسية لصالح تتار الذي انتُخب في 18 أكتوبر وهزم منافسه المنتهية ولايته مصطفى أكينجي، الذي فترت علاقاته مع أنقرة.

اضطُر القبرصي اليوناني بافلوس ياكوفو لمغادرة فاروشا في الـ19 من عمره أثناء الغزو التركي لشمال قبرص في 1974، إذ كان والداه يديران فندقً "فلوريدا" المتداعي الآن بعد عقود من الإهمال.

مع تطويق القوات للمدينة، لم يتمكن من دخولها طيلة 45 عاماً إلى أن أعيد فتحها جزئياً في 8 أكتوبر، لكن قلبه انفطر لرؤية الجرافات تعمل على تسوية الأرض في المدينة التي ولد فيها.

وقال الناشط من أجل السلام الذي يعيش اليوم في باراليمني في الجزء الجنوبي من الجزيرة، لوكالة فرانس برس: "عندما ترى هذا، فإنك تدرك أنه لن يبقى شيء على حاله".

يونانيون وأتراك ضد أردوغان

وفي دليل على الاستياء والغضب في الجزيرة، دعت 62 منظمة قبرصية يونانية وقبرصية تركية الخميس إلى إنهاء "إعادة فتح فاروشا من جانب واحد". 

ويؤكد موقعو النص المنشور بالتركية واليونانية والإنجليزية أن "الطبيعة الاحتفالية لهذا الافتتاح الذي يدوس على ذكريات ومعاناة سكان فاروشا، يجرح ضميرنا".

كما تظاهر عدة المئات الثلاثاء في شمال قبرص للتنديد بزيارة إردوغان المزمعة وهتفوا: "لا نزهة على آلام الآخرين!" و"لا تدخل" و"في قبرص، القبارصة يقررون!".

وقُسمت قبرص إثر غزو الجيش التركي ثلثها الشمالي في 1974 بعد انقلاب استهدف إعادة توحيد البلاد مع اليونان.

وتوجد في الجنوب، جمهورية قبرص المعترف بها دولياً وعضو الاتحاد الأوروبي منذ 2004، فيما تعتمد "جمهورية شمال قبرص التركية" بشكل كبير سياسياً واقتصادياً على تركيا، التي تنشر أكثر من 30 ألف جندي فيها.

ورغم الاحتجاجات على جانبي الجزيرة، تجري الاستعدادات لاستقبال الرئيس التركي، الأحد، على قدم وساق في فاروشا، وكشف صحفي في وكالة فرانس برس، بناء كبائن وترتيب ممرات للمشي، وزراعة الأشجار والزهور.

تقسيم دائم
في هذا السياق يعرب ياكوفو عن تشاؤمه بعد أن تشبث لعقود بأمل العودة للعيش في فاروشا، قائلاً: "كنت أتمنى دائمًا أن تعاد فاروشا إلى سكانها أو توضع تحت سيطرة الأمم المتحدة يوماً ما. لكني لم أعد أصدق ذلك اليوم، ومواجهة هذا الواقع تشعرك بالاختناق".

ورغم وعود أردوغان باحترام حق الملكية في فاروشا، بالتعويض الذي تدفعه شمال قبرص لمقدمي الطلبات المؤهلين، لا يزال ياكوفو متشككًا، فطلبه الاسترداد والتعويض المقدم إلى لجنة أنشئت لهذا الغرض لا يزال دون رد حتى اليوم، لكنه يأمل إعادة توحيد الجزيرة ذات يوم.

ويقول: "أريد أن أرى القبارصة الأتراك واليونانيين يعيشون معاً في جزيرتنا. لكني أخشى أن تمنع الجماعات القومية المتعصبة في الجانبين بذلك".