الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل

أسرار «ديمونة».. ما لا تعرفه عن «الكارثة» النووية الإسرائيلية

الرئيس نيوز

علا سعدي
بدأ البرنامج النووي لدولة الاحتلال إسرائيل، منذ رئيس الوزراء الإسرائيلي المؤسس ديفيد بن جوريون، الذي قال إن إسرائيل لا تستطيع البقاء على قيد الحياة كدولة فقيرة شكلت حديثا، إلا إذا امتلكت أسلحة نووية لردع ما زعم أنهم الأعداء.
وبحسب صحيفة «تيلي سور»، الإسبانية فإن إسرائيل في عام 1957 اتفقت مع فرنسا، للحصول على السلاح النووي، وساعدت باريس على إنشاء مرفق قائم على البلوتونيوم في مدينة ديمونة الإسرائيلية، وكانت الولايات المتحدة حليفا سياسيا وثيقا لإسرائيل، لكنها لم تكن مستعدة لتزويدها بالأسلحة النووية، وتم بناء المرفق النووي بسرية شديدة في صحراء النقب بالقرب من ديمونة في عام 1958.
وقع هذا البناء بعد عام من قيام المدير العام الإسرائيلي السابق لوزارة الدفاع شيمون بيريز بإقامة تعاون فني واتفاق سياسي مع فرنسا حول محطة المفاعل وإعادة المعالجة وإن إسرائيل ستستخدم البلوتونيوم فقط لأهداف سلمية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المخابرات الأمريكية اكتشفت في عام 1960 منشأة إسرائيل النووية في ديمونة وألزمت بن غوريون بمواصلة البرنامج النووي علنا وحصلت إسرائيل أيضا على موارد من النرويج، وأعطتها مياه ثقيلة لتخفيف مفاعل ديمونا؛ إضافة إلى ذلك، في عام 1960، أعادت النرويج شراء 20 طنا من المياه الثقيلة من المملكة المتحدة وصدرتها إلى إسرائيل من هناك.
وأوضحت الصحيفة، أن مفاعلات المياه الثقيلة تسرع إنتاج اليورانيوم لإنتاج الوقود، وتنتج المياه الثقيلة كمية هائلة من الكهرباء التي تشكل بعد ذلك نفايات نووية، ثم يتم ضخ النفايات النووية إلى مصنع لإعادة المعالجة لإنتاج البلوتونيوم عالي السمية.
وفي عام 1973 قامت إسرائيل بتركيب أول صاروخ باليستي يمتلك قدرة نووية، وكانت حصلت على 10 أطنان من اليورانيوم الأصفر من حكومة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا في عام 1965 بموجب ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفي عام 1976 وافقت إسرائيل وجنوب إفريقيا على إلغاء الضمانات الثنائية التي أعطت إسرائيل 500 طن آخر من اليورانيوم، إضافة إلى 100 طن بيعتهم جنوب إفريقيا لإسرائيل مقابل 30 جراما من التريتيوم،لاستخدامها لإنتاج البلوتونيوم في مفاعل ديمونا، وكشفت الوثائق السرية لبريطانيا وأمريكا عن شراء إسرائيل سابقا حوالي 100 طن من الكعك الأصفر الأرجنتيني “اليورانيوم الأصفر” في 1963-1964 دون ضمانات من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل لم توافق على الانضمام باتفاقيات الدولية المتعلقة بعدم انتشار أسلحة الدمار الشامل، في حين وقعت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي والمملكة المتحدة وفرنسا والصين معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية في 1 يوليو 1968 بهدف منع انتشار الأسلحة النووية من الدول المشاركة إلى الدول غير النووية التي تطمح للحصول على الأسلحة، ودخلت معاهدة حظر الانتشار النووي حيز التنفيذ في عام 1970 ومنذ ذلك الحين انضمت 187 طرفا، بما فى ذلك الولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا والصين، ولم توقع إسرائيل على معاهدة عدم الانتشار في عام 1968، وقاومت الضغوطات العربية لتمتثل لضمانات الوكالة  الدولية للطاقة الذرية.
وفي 25 سبتمبر 1996 وقعت إسرائيل معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية بمقر الأمم المتحدة في نيويورك لكنها لم تصدق عليها بعد، ورفضت إسرائيل المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة لنزع السلاح في أغسطس 1998 للتفاوض بشأن معاهدة لوقف إنتاج المواد الانشطارية.
وقال نتنياهو “إسرائيل لن توقع أبدا على معاهدة لوقف إنتاج المواد الانشطارية بغض النظر عن أي ضغوط على البلاد للقيام بذلك”، وبما أن إسرائيل لم تصدق على معاهدة عدم الانتشار أو معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية أو معاهدة وقف إنتاج المواد الانشطارية، فإنها لا تنتهك هذه المعاهدات والاتفاقيات بصورة قانونية، رغم امتلاكها للأسلحة النووية.

ولفتت الصحيفة إلى أن بعد عام 1955 تحالفت إسرائيل مع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، وساعدت واشنطن إسرائيل في بناء برنامج الطاقة النووية وفي سبتمبر 1969 عقد الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون ورئيس الوزراء الإسرائيلي جولدا مئير اجتماعا في البيت الأبيض، ووضعا السياسة غير الرسمية لإسرائيل التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا التي تنص على أن إسرائيل لن تعترف علنا ببرنامجها للأسلحة النووية والولايات المتحدة لن تعترض أبداً ولن تتخذ تدابير لوقف البرنامج وأعطت الولايات المتحدة إسرائيل مفاعلا بحثيا صغيرا بموجب ضمانات ثنائية وأحكام السلام؛ وهذه هى المرة الأولى التى تسعى فيها إسرائيل للحصول على مساعدة نووية من الولايات المتحدة، وشرعت إسرائيل في مطالبة الولايات المتحدة بمفاعل ينتج البلوتونيوم، في ظل الفهم بأن التكنولوجيا لن تفي باحتياجات إسرائيل من ترسانة نووية.
كما عززت إسرائيل العلاقات مع فرنسا من خلال شراء الأسلحة النموذجية، وتخصيص المعلومات الاستخبارية والشراكة في البحوث النووية، وأظهرت الوثائق أن المملكة المتحدة دعمت أيضا البرنامج النووي الإسرائيلي، وصدرت 20 طنا من المياه الثقيلة إلى إسرائيل بقيمة 1.5 مليون جنيه استرليني أي ما يعادل مليوني دولار في عام 1958، وهو أمر بالغ الأهمية لإنتاج البلوتونيوم الإسرائيلي في مفاعل ديمونة النووي.
ونوهت الصحيفة إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في فرض عقوبات اقتصادية على إيران والبدء بعمليات سرية بهدف تأخير البرنامج النووي الإيراني، وتشمل هذه العمليات السرية قتل علماء إيرانيين حيويين، وإعاقة شبكات إمدادات المعدات الإيرانية، وتطوير فيروسات الكمبيوتر مثل فيروسات ستوكسنيت واللهب، التي يزعم أنها أنشأتها الولايات المتحدة وإسرائيل من أجل إصابة مجمع ناتانز لتخصيب اليورانيوم في إيران.
وعلى الرغم من ذلك، لا تزال إيران تقوم بتثبيت أجهزة الطرد المركزي وتنتج اليورانيوم المنخفض التخصيب، ونتيجة لذلك، اقترح بعض كبار المسئولين الاسرائيليين اتخاذ إجراء عسكري ضد المنشآت النووية الايرانية.
وقد شنت إسرائيل ثلاث حملات عسكرية رئيسية في قطاع غزة  لهزيمة حماس: عملية الرصاص المصبوب في ديسمبر 2008، وعملية عمود الدفاع في نوفمبر 2012، وعملية الجرف الصامد في يوليه 2014، وزعم أن حماس أعلنت مسؤوليتها عن تفجير انتحاري في عام 2008 في ديمونة، حيث يقع المرفق النووي الإسرائيلي.
وفي فبراير 2017، هدد زعيم حزب الله حسن نصر الله بتدمير  المفاعل النووي الإسرائيلي، وادعى أن صواريخه لديها القدرة على الوصول إلى المرفق النووي في ديمونة، وردا على ذلك، وزير إسرائيلي هدد بتدمير البنية التحتية اللبنانية.
وفي النهاية أضافت الصحيفة أن في النهاية تمتلك إسرائيل بالفعل أسلحة نووية وتمكنت من بناء ترسانتها النووية في ديمونة بمساعدة حلفائها الغربيين.