الثلاثاء 16 أبريل 2024 الموافق 07 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

دفعة أولى.. طبول الحرب بين أثيوبيا وإقليم تجيراي تشرد 200 ألف شخص

الرئيس نيوز

على الرغم من أن الحرب التي أعلن رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد أنه سيشنها على إقليم تجيراي المستقل، لم تنطلق طلقتها الأولى حتى الآن وسط مساعي أفريقية وأوروبية للحيلولة دون اندلاعها، إلا أن سكان الإقليم أعرف الناس بويلات الحرب التي قد تنطلق شرارتها في أي لحظة، وبدأوا في لم أغراضهم والهروب من ساحة القتال، ليتوجهوا إلى أقرب نقطة آمنة لهم وهي السودان. 
وأعلن أبي أحمد الحرب على الإقليم، الجمعة الماضية؛ بعدما منعت سلطات تجيراي، الجنرال الذي عينه رئيس الوزراء الأثيوبي كحاكم مؤقت للإقليم، من تولي مهامه. ورفضت ما تسمى "هيئة تحرير تجيراي الشعبية" قرار السلطة الفيدرالية بإرجاء الانتخابات الوطنية في الإقليم بحجة وباء كورونا، لتجريها سبتمبر الماضي، لكن السلطة المركزية في أديس أبابا رفضت الاعتراف بنتائجها، فيما تمسكت الجبهة الشعبية بها، وقالت إن الحكومة المركزية تعمل على إضعاف الإقليم.

قدرات عسكرية
وتشير التقارير إلى أن الحرب إذا ما اندلعت ستكون كارثية، خاصة أن الإقليم المستقل يتمتع بقدرات عسكرية هائلة؛ إذ أن ما يقرب من 60 % من تعداد الجيش من سكان الإقليم وولاءهم له، كما أن نحو ثلثي قدرات الجيش متمركزة في الإقليم؛ لكونه كان ساحة الصدام والحرب بين أثيوبيا وإريتريا قبل عقدين من الزمان.
وتقول التقارير إن نجاح السلطات المركزية (الجيش الأثيوبي) في الحرب أمر محفوف بالمخاطر، وليس مضومنًا نتائجه، وإذا ما خسر أبي الحرب سيكون أثرها كارثي على الدولة التي تعاني أصلًا أضطرابات عرقية وإثنية، ومن المؤكد أنها ستشجع العديد من الإثنيات على الانفصال، وخاصة عرقية الأورومو التي تمثل نحو 60 % من الشعب، فضلًا عن أثر الحرب على منطقة القرن الأفريقي الاستراتيجية.
وتفرض الحكومة الأثيوبية منذ الجمعة حالة الطوارئ لمدة ستة أشهر في الإقليم، وتعهد رئيس الوزراء باستخدام القوة المتناسبة لاستعادة القانون والنظام. وهيمنت جبهة تحرير شعب تيجراي على السياسة الإثيوبية منذ فترة طويلة، لكن منذ تولي آبي أحمد المنصب عام 2018، وهو على خلاف مع النخب في تيجراي، وطرد العديد منهم من الحكومة.

أفواج اللاجئين
وقبيل بدء المعركة التي يقول طرفيها إنهما أعدوا العدة لها، ذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا)، مساء أمس الثلاثاء، أن عدد اللاجئين الإثيوبيين، الفارين من الصراع الدائر داخل إقليم تيجراي الإثيوبي، سيصل إلى 200 ألف خلال أيام، وقالت الوكالة إن اللاجئين الذين وصلوا لمناطق اللقدي والقضيمة وحمداييت داخل الحدود السودانية تخطى الستة آلاف شخص حتى الآن، وأن العالقين بالضفة الشرقية للنهر في انتظار العبور لدخول الأراضي الآمنة داخل العمق السوداني في تزايد مستمر.
ووفق مصادر وصفتها (سونا) بالمطلعة، فإن معتمدية اللاجئين تتوقع دخول أكثر من مئتي ألف إثيوبي خلال الأيام المقبلة لولاية القضارف، الأمر الذي يفوق قدرات وإمكانات معسكر الشجراب، وأنه من الضروري إيجاد مواقع آمنة بعيدة عن الحدود لإيواء الفارين من الحرب، والذي يتطلب موافقة وتحرك السلطات الاتحادية لإقامة المعسكرات في ظل انعدام الخدمات الأساسية في تلك المناطق بالحدود الشرقية.
لفتت الوكالة إلى أن لجنة أمن الولاية ستقف ميدانيا اليوم الأربعاء على الأوضاع بمنطقة اللقدي الحدودية بمحلية الفشقة.