«دخل البيت الأبيض من باب جانبي واختفى».. ساعات ترامب الأخيرة قبل فوز بايدن؟
كيف قضى دونالد ترامب لحظاته الأخيرة قبل فوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة؟، سؤالٌ دار في رأس الكثيرون، أجابت عنهُ تارا ماكيلفي، مراسلة «بي بي سي» في البيت الأبيض، حيث رصدت الساعات الأخيرة لترامب قبل إعلان نتيجة الانتخابات الأمريكية بفوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن.
قالت «تارا» إن يوم خسارة ترامب كان «يوما لا مثيل له، غادر البيت الأبيض قبل العاشرة صباحًا بقليل، مرتديا سترة خفيفة سوداء وبنطالا داكنا وقبعة بيضاء عليها شعار حملته الانتخابية (لنجعل أمريكا عظيمة مجددا)، وأمضى الجزء الأول من هذا اليوم يغرد على تويتر عن تزوير الانتخابات».
وأضافت، خلال مقال بعنوان «كنت مع ترامب يوم خسارته رئاسة أمريكا»: «خرج ترامب وانحنى إلى الأمام قليلا وكأنه يواجه رياحا مقابلة.. صعد إلى سيارة داكنة اللون بزجاج داكن وتوجه إلى نادي الجولف الخاص به، والمعروف باسم (ترامب ناشيونال إن ستيرلينغ)، في فيرجينيا، على مسافة 40 كيلومترا من البيت الأبيض».
رغم كل ما يحدث، حاول ترامب إظهار ثقته بنفسه، ومع الساعة 11:30 صباحًا، وبينما كان الرئيس ترامب يمارس الجولف في ناديه، بدأت شبكات تليفزيوينة أمريكية، في إعلان فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن، بالانتخابات.
وبينما كان يتساءل الجميع عن موعد مغادرة ترامب للبيت الأبيض، قال أحد الضباط بهدوء لزميله: «إنه يستمتع بالوقت بدون تسرع».
وأضافت «تارا»: «لم يكن الرئيس في عجلة من أمره للمغادرة. في النادي، كان محاطا بالأصدقاء. خارج البوابات، صاح مؤيدو ترامب في وجهي وللصحفيين الآخرين: (أوقفوا التمويل عن الإعلام!)، وقفت سيدة ترتدي حذاء بكعب عال وتضع على رأسها وشاحا بألوان الأحمر والأبيض والأزرق، وحملت لافتة عليها (أوقفوا السرقة)».
بينما أخذ رجل يدور بشاحنته في الشارع أمام النادي رافعا عدة أعلام، وحمل أحدها صورة ترامب واقفا على ظهر دبابة، وكأنه قائد العالم، وأخيرًا، خرج الرئيس من النادي وبدأ رحلته إلى المنزل، كان معارضوه ينتظرون، بالآلاف، ويردّدون «أنت تخسر وكلنا نفوز».
وتابعت «تارا»: «كلما اقتربنا من البيت الأبيض، ازدادت الحشود: خرج الناس للاحتفال بنهاية حكمه. شخص رفع لافتة: «أنت تخسر وكلنا نفوز».. كان الناس يتهكمون ويطلقون أبواق السيارات، ثم عدنا إلى البيت الأبيض، ودخل الرئيس من باب جانبي، نادرا ما يستخدمه الرؤساء».
كان كتفه منحنيا ورأسه إلى الأسفل، هكذا وصفت «تارا» مشهد سير ترامب، وأضافت: «رفع رأسه ونظر نحوي وبقية الصحفيين ورفع إبهامه لأعلى (في إشارة إلى أن الأمور جيدة). لقد كانت لفتة فاترة. فقد اعتاد على أن يرفع يده عاليا ويلوح بقبضته. لكنه ما لم يفعل ذلك هذه المرة».
في الصباح غرّد ترامب حول «استقبال بطاقات تصويت بشكل غير قانوني»، وبعد الظهيرة كان يعلن بتحد «لقد فزت في الانتخابات».
قال ترامب في تغريدته: «لم يُسمح للمراقبين بالدخول إلى غرف عد الأصوات. لقد فزت في الانتخابات، حصلت على 71.000.000 صوت قانوني. حدثت أشياء سيئة لم يُسمح لمراقبينا برؤيتها. لم يحدث هذا من قبل. تم إرسال ملايين البطاقات البريدية إلى أشخاص لم يطلبوها إطلاقا».
واختتمت شهادتها بـ«كان هذا ترامب على تويتر فقط. فالرجل الذي رأيته أمامي كان مختلفا وترك انطباعا مختلفا. عندما دخل من الباب الجانبي للبيت الأبيض بعد الظهيرة، اختفى ترامب المتباهي بنفسه».