الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

حوار| أحمد وفيق: «حماده كلينتون» أصبح أكثر شهرة مني.. والجمهور أكثر قسوة من الماضي

الرئيس نيوز

- تواجد الدولة في الإنتاج الدرامي يضبط الدفة.. وعلينا أن نطلق مشروع قومي فني

- لا يهمني الانتشار والتواجد وأصبحت أهتم بترتيب اسمي على التترات

- الرقابة سبب تغير اسم فيلم "سوء الرجالة" إلى "النهاردة يوم جميل"

- مصر رائدة في الفن ولكن يمكننا تقديم ما هو أفضل وأقوى لنفرض نفوذنا على الشرق الأوسط

- ابتكرت شخصية حمادة كلينتون من أجل ابداء الرأي وأصبحت أكثر شهرة مني شخصيا


  

     

موهبة فنية من طراز خاص، ويتمتع بصفات لا تتوفر لكثيرين غيره من النجوم، أبرزها التواضع والجرأة والثقافة، قدم خلال مسيرته ما يقرب من 50 عملا دراميا، و15 فيلم سينمائي، إضافة إلى العديد من المسرحيات، بهذه الخطوات أصبح النجم أحمد وفيق، مادة ثريه لرواد مواقع التواصل الاجتماعي، بما خلقه من حالة جدل وسخرية بشخصية (حمادة كلينتون) التي اختلقها مؤخرا من خلال صفحته الشخصية بـ"فيس بوك"، وأثارت جدلا واسعا حتى أصبحت رمزا له.


"الرئيس نيوز" أجرى حوارا مختلفا مع أحمد وفيق، وتضمن الجزء الأول الحديث عن بداياته ومسيرته الفنية وأرائه في السينما والدراما، وتفاصيل آخر أعماله فيلم "النهارده يوم حلو"، وأسباب تغيير اسم الفيلم، ونتعرف منه على سبب تغيير اسم فيلمه "سوء الرجالة" إلى "النهاردة يوم جميل"، كما يرد على ما اتهامه الفترة الأخيرة بالترويج للماسونية، وإلى نص الحوار..

لماذا لم تمارس العمل في التجارة وهي أساس دراستك؟

لأنني منذ البداية كنت أسعى للعمل الفني، فاختياري لكلية تجارة جامعة المنصورة كان الهدف الرئيسي منه هو الانضمام لفرقة المسرح، وحينها كانت أهم وأكبر فرقة مسرح جامعي في مصر، خاصة أن أسرتي رفضت النزول إلى القاهرة وطالبوني بالحصول على الشهادة أولا ثم اختيار المهنة التي تروق لي، فقررت أن أدخل الفن من باب مسرح الجامعة.

من خلال تجربتك.. ما الفرق بين المسرح وباقي الفنون الأخرى كالسينما والدراما ؟

المسرح هو أساس الممثل، الحكاية كلها بدأت من المسرح، والممثل القوي تكون بداياته من المسرح، فإذا أردت اختبار قوة فنان فعليك أن تجعله يقف على المسرح لتحكم عليه، ولا أنكر أن يوسف شاهين وجلال الشرقاوي اكتشفوني من خلال المسرح.

لكن أنت غائب منذ سنوات طويلة عن المسرح 

في الحقيقة هناك عدة أسباب أبرزها أن المسرح كان قد مات لفترة طويلة جدا، ولم يعود من جديد إلا منذ وقت قريب، وكنت قد اتفقت على عدة أعمال ولكنها جميعا كانت مشروعات توقفت ولم تستكمل، والسبب في ذلك يرجع لانشغالي بالسينما والدراما، فالعمل المسرحي يحتاج تفرغ بشكل كبير، إضافة إلى أن الأجر في المسرح لم يعد مغريا، وعندما أعود للمسرح سيكون من أجل مزاجي ومتعتي الشخصية.

بعد بدايتك القوية مع يوسف شاهين.. هل ابتعادك عن الساحة الفنية ساهم في تعطل مسيرتك؟

بالطبع تعطلت مسيرتي، ولكني لست نادمًا وراضي جدا عما حققته حتى الآن، وفي التوقيت الذي توقفت به كنت صغير في السن «دماغي رايحة مني شوية»، وكان ابتعادي برغبة شخصية مني، وشعرت حينها أنني لا أرغب في التواجد، أنا شخص مودي جدا بطبعي، وزملائي يعرفون ذلك عني، وفي هذا التوقيت شعرت أنني ضعيف وغير قادر على التأقلم فقررت الابتعاد و«أخدت جنب شوية»، لكن في النهاية هذا قدر.. وأعتقد أن عودتي كانت من خلال أعمال مميزة وأدوار تركت بصمة.


وهل تهتم بترتيب اسمك على التترات وأجرك ؟

في البداية وحتى وقت قريب لم أكن أهتم على الإطلاق، ولكن حاليا بدأ الأمر يفرق معي وتغير تفكيري لعدة أسباب، أهمها أن الأمر بدأ يتفهم غلط، ولذلك قررت أكون حريص على اسمي «بمسك العصاية من النص» فلن أقلل من قيمتي خاصة أننا في وسط تجاري، ولكن أيضا لن أكون مبالغ في طلباتي، وما يشغلنى هو الأجر الفنى، فما أبحث عنه هو الكفاية الفنية التى ترضى إحساسى وإبداعى كفنان، وليس الكفاية المادية لأن القيمة التى أبحث عنها هى القيمة الفنية التى تظهر من خلال اختياراتى لأعمالى، وهذا لا يمنع من أنني لا أتهاون في حقوقي.

وكيف ترى تحديد سقف وسعر النجوم في الوقتالحالي؟

أعتقد أن الفن هو اقتصاد حر وعرض وطلب، ولكل فنان قيمته التي يستحقها بناء على السوق نفسه، وفي حال تحديد الأجور فيجب أن يطبق الأمر على الجميع بإنصاف، بداية من الكومبارس وحتى أكبر نجم على الساحة، وبصفة شخصية أنا خسرت جدا في الأمور المادية، وعندما أجد عملا مستقلا أو عملا يعجبني من الممكن أن أدعمه ولا أحصل على أجري كاملا، بخلاف البعض الذين يحددوا أجرهم ولا يهتموا بالمحتوى المقدم للجمهور.

من خلال رؤيتك للفن كاقتصاد حر.. هل تهتم بالإنتشار والتواجد الدائم؟

إطلاقا، عمري ما اهتميت بالتواجد ولا الانتشار بقدر إهتمامي بالدور الذي أؤديه ويرضيني، ودائما زملائي يلومونني بسبب ذلك، ولكن هذه هي قناعتي منذ بداياتي، خاصة أنني بدأت مع نجوم كبار بحجم محمد صبحي ويوسف شاهين وجلال الشرقاوي مع حفظ الألقاب لهم جميعا، وهؤلاء لا يهتموا بالتواجد والانتشار بقدر اهتمامهم بتقديم عمل جيد، وتربيت على ذلك منذ بداياتي معهم، وأعتقد ان الجمهور يعرفني بالشكل اللائق والمرضي بالنسبة لي.

خلال مسيرتك الطويلة وبعد ما يقرب من 50 عمل دراميا.. هل تغير الفن في الفترة الأخيرة؟

بالطبع.. هناك الكثير من المتغيرات، فأسلوب الشغل نفسه تغير كثيرا، زمان كان هناك شركات تابعة للدولة وأخرى قطاع خاص وبينهما تعاون، وكان هناك الكثير من الأنواع والاختيارات، أما بعد الثورة الأمور اختلفت كثيرا، ولم يعد تليفزيون الدولة بقطاعاته ينتج أعمالا درامية، وهذا كان الضابط الرئيسي لدفة العمل في سوق الدراما، فالدراما ليست ممثلين فقط، ولكنها تضم العمال والفنيين وغيرهم من العاملين في هذا المجال، والبعض يعتقد أن كل الممثلين يحصلوا على ملايين الجنيهات وهذا أمر غير دقيق بالمرة، فهناك كثيرا من الفنانين يعانون؛ لأن من يحصلون على الأرقام الكبيرة عددهم محدود جدا في الشغلانة، كما أن عدد الأعمال انخفض جدا عن الماضي.

وماذا عن تقييمك الشخصي لمستوى الدراما المصرية ؟

نقدم أعمالا جيدة ومميزة ومازلنا متفوقين على غيرنا، ولكن إمكانياتنا أكبر.. ومن الممكن أن نكون متفوقين بفارق كبير عن أقرب منافسينا، فالإنتاج يقاس بالمحتوى وبالكم أيضا، ولدينا مؤهلات وخبرات وإمكانيات تجعلنا نفرض نفسنا على ساحة الشرق الأوسط بالكامل، وفي ظل المنافسة القوية مع كيانات غير مصرية أخرى وجميعهم خرجوا من عباءة الدراما المصرية مثل الدراما السورية والخليجية.. لكن في النهاية أصبحوا منافسين لنا ولهم جمهورهم، حتى الدراما التركية أيضا لأنها تباع بأسعار زهيدة جدا، ويجب أن نبحث عن طرق جديدة ومبتكرة لتقديم أعمال أكثر عددا وقيمة، فمصر تمتلك إمكانيات مهولة تمكنها من إقامة مشروع فني قومي يفرض نفسه على الساحة ويجب أن تنتبه الدولة لذلك، ونتجه إلى إفريقيا وشرق آسيا وننتج أعمالا تتناسب معهم ولدينا القدرة على ذلك، بالطبع كل فنان لديه هدف شخصي، ولكن الدولة أيضا يجب أن يكون لديها هدف قومي واستراتيجية لتحقيق هذا الهدف من خلال مشروع قومي فني نصل من خلاله للعالم بأكمله، وأعتقد أن لدينا من الخبرات والمؤهلات والإمكانيات ما يؤهلنا لتحقيق ذلك، وعلى الدولة أن توفر الإمكانيات والمساحة.

البعض يرى أن أفلام المهرجانات تختلف عن الأفلام الجماهيرية

لا يوجد فرق، هذا الفرق تسبب به قصور في الوعي والمعرفة، لأنه لا يجب أن نقول فيلم مهرجانات فقط، فالسينما في الأساس مصنوعة للجمهور، وشاركت في النوعين برغم رفضي هذا التصنيف، ولا يجب أن نصنع فيلما لفئة معينة فالمردود الجماهيري هو الهدف الرئيسي من الفن ووصوله لأكبر قدر من الجمهور مهم جدا.

ولماذا توقف مشروع فيلمك الفرنسي؟

المشروع توقف لأسباب انتاجية، وكان الفيلم انتاج مشترك مصري فرنسي، وتوقف مؤقتا، وبعد كورونا تعطل بشكل نهائي، ولكن إن شاء الله هناك عمل آخر مع شركة إنتاج فرنسية كبيرة سأتعاون معها في القريب، وهو مشروع حقيقي نعمل عليه حاليا.

فوجئنا بتغيير اسم فيلم "سوء الرجالة" إلى "النهاردة يوم جميل" فما سبب ذلك؟

الرقابة هي التي جعلتنا نغير اسم الفيلم، وباقي لدينا 9 أيام تصوير فقط ليكون الفيلم جاهز للعرض، ونعود للتصوير مره أخرى بعد العودة من مهرجان اسكندرية السينمائي الدولي.


وهل تفكر في تقديم شخصية معينة أو قصة تاريخية؟

بالطبع هناك عدة شخصيات اتمنى تجسيدها، وجميعها شخصيات تاريخية، ولكن لن اذكرها لأنني عانيت من قبل مت سرقة الأفكار، ومن الممكن أن اقول لك انني حاليا اقرأ قصة فرعونية رومانسية واتمنى تحويلها لفيلم أو مسلسل، وهي من كتاب عالمي اقرأه حاليا.

وهل يجب أن يكون الفنان مثقف وصاحب رأي؟

أكيد طبعا، يجب أن يتمتع الفنان بالقدر الكافي من الثقافة والمعرفة، ولكن الأهم من ذلك أن يكون لديه وعي حقيقي، فهناك مثقفون ليس لديهم وعي ويتسببوا في مشكلات كثيرة بسبب عدم وعيهم، فالحديث فى الأمور العامة يجب ان يتوفر له وقت معين وطريقة معينة حتى لا يتسبب في أزمة دون داعي، وستجد أن بعض المتطرفين مثقفين ويقرأون ولكنهم في النهاية غير جديرين بالوعي الكافي وهو ما يجعلهم متطرفين.

وماذا عن علاقتك بالسوشيال ميديا.. وهل تسبب لك آرائك الجريئة مشاكل؟

إطلاقا، لا يوجد أي مشاكل بسبب جرأة وصراحة الرأي، الأزمة الوحيدة تكون مع الجمهور المختلف مع هذه الآراء، وأعتقد أن جميع أرائي اجتماعية جدا وتشبه الناس العاديين لأنني جئت من القرية المصرية.. وتربيت في بلد شرقي محافظ إلى حد كبير على القيم المجتمعية، وهناك لجان إلكترونية ومتطرفين على صفحات الفيس بوك يحاولون اجتذابي لأزمات مفتعلة.. لكنني بطبعي لا أحب الإساءة لأحد ولا التطاول، والبعض يقول أن الفنان يخشى السلطة، وهذا غير حقيقي بالمرة فأنا أقول ما أقتنع به ولا أخاف من أي سلطة أو نظام حكم، ما أخشاه فقط هو الجمهور والذي اصبح أكثر قسوة وللأسف بدن وعي ولا معرفة بحقيقة الأمور، فستجد أن النظام الحاكم أيا كان يستوعب الآراء ويتقبلها لأنه يعي جيدا أن ورائها أهداف نبيلة.. بعكس الجمهور الذي يحكم أحكام صادمة.

أثارت شخصية "حمادة كلينتون" التي ابتكرتها جدلًا كبيرًا على فيس بوك

في الحقيقة أنا من المهتمين والنشطين جدا على الفيس بوك، ووجدت أن الكثيرين يربطون الآراء المكتوبة بشخصيتي الطبيعية، فقررت ابتكار شخصية حمادة كلينتون وهي شخصية كوميدية لديها حث فكاهي وساخر، ولديه قدر من الفطنة، وأقوم بوضع الآراء على لسانه بطريقة محببة وأعتقد أن شخصية حمادة كلينتون، أصبحت أكثر شهرة مني شخصيا.


تعرضت منذ فترة لاتهام بالماسونية.. فما تعقيبك على ذلك ؟

الشخص الذي قال ذلك معروف ومختل عقليا، هذا حديث لا يحتاج للرد أصلا ولا الاهتمام، أما حقيقة الأمر أن الرجل المختل قال أنني أرتدي عين حورس وربط بينها وبين الماسونية و«بصراحة أنا أصلا معرفش إيه الماسونية دي ولا مهتم أعرفها»، أما عن عين حورس فهي في الحقيقة تمثل تراثنا الفرعوني المصري القديم وأرتديها طول الوقت، وستجد أن كل منزل في مصر يضع عين زرقاء كطقوس ويقول المصريين (العين عليها حارس).. هذا المثل يرجع للقدماء المصريين ومقصود به عين حورس، وللأسف البعض لا يعلم حقيقة الأمور ولا تاريخنا وتراثنا القديم، وستجد أن نجمة داوود نفسها والذي ينسبها البعص لنفسه هي في الأصل من التراث الفرعوني.. وكل من يتخذ رمزا من شيء إذا عاد للتاريخ وقرأ التاريخ المصري القديم سيكتشف أن كل الرموز مأخوذة في الأصل من المصريين القدماء.