الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

حوار| د. أحمد سيد أحمد: إصابة ترامب بكورنا فى صالحه.. واستطلاعات الرأي موجهة

الرئيس نيوز


-بايدن ينتهج سياسة "توظيف الفشل" لإسقاط ترامب 

- العنصرية والتطرف وكورونا نقاط ضعف لترامب 

- ترامب فرصته  أكبر من بايدن فى الفوز 

- السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط ستظل ثابتة 

- ترامب الأقرب للمصالح العربية ومنطقة الشرق الأوسط  

- صفقات التطبيع ليست أهم من قضايا أمريكا الداخلية 



قبل أيام من بدء الانتخابات الأمريكية، المقرر لها 3 نوفمبر القادم، نحاور د.أحمد سيد أحمد، خبير علاقات دولية وشئون أمريكية في مركز الأهرام الاستراتيجي، لمعرفة تفاصيل أكثر عن معركة (ترامب-بايدن) خلال المعركة الانتخابية، ونلفي الضوء على استطلاعات الرأي الداعمة لبايدن، بينما تشير وقائع أخرى لتقدم المرشح الجمهوري "ترامب"، كما نبحث عن إجابة للسؤال الصعب، حول مستقبل السياسية الأمريكية في الشرق الأوسط حال فوز أي منهما، إضافة لدور صفقات التطبيع العربية ورسائل بريد كلينتون في الانتخلتي يصفها بـ"اكر صعوبة في تاريخ أمريكا". 

وأكد الخبير في الشئون الأمركية خلال حواره لـ"الرئيس نيوز" أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية الحالية لها خصوصية شديدة تنبع من التداعيات المترتبة على من ساكن البيت الأبيض، في ظل جائحة كورونا التي مثلت تهديدًا واضحا، وحقيقًا للاقتصاد الأمريكي، والسياسة الأمريكية

وإلى نص الحوار:

 

فى ظل جائحة كورونا.. ما رؤيتك لسير انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

شكلت جائحة كورونا تهديدا حقيقا لأمريكا.. وأدت إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية بها وزيادة حدة الانقسام، في ظل تصاعد اليمين المتطرف والعنصرية، وأيضا في ظل تصاعد اليسار المتطرف بها، وكلا من مرشحي الحزب الديمقراطي والجمهوري يسعى لتوظيف نقاط الضعف لدى الآخر؛ لتحقيق نصر انتخابي .

وكيف يدير الديمقراطيون معركة "تكسير العظام" للانتصار على ترامب؟

مرشح الديمقراطيين  "بايدن" يحاول استغلال   ضعف ترامب واتهامه بالفشل في حل وإدارة  أزمة كورونا واستهتاره بها من خلال عدم حرصه على التباعد الاجتماعي، كما اعتبر أن إصابة ترامب دليلًا على فشله في إدارة الأزمة، كما يتهموه أيضًا بسوء إدارة أدى للأزمة الاقتصادية، التي أدت إلى فقدان ملايين الوظائف للأمريكيين، وكذلك  سياساته وتجاهله لليمين المتطرف أدى إلى زيادة العنصرية في المجتمع، بعد مقتل مواطن "جورج فلويد" الأمريكي من أصل إفريقي.

إضافة إلى إساءة ترامب  لعلاقة أمريكا  بحلف الناتو، وكذلك انسحاب أمريكا من العديد من الاتفاقيات العالمية مثل اتفاقية " التغير المناخي".

وهل هذه الطريقة تمكن بايدن  من الفوز على خصمه؟

بايدن مرشح الديمقراطيين  ينتهج استراتيجية تسمى بـ " توظيف الفشل"، لكنه لا يملك قوة لأنه لا يقدم برنامج واضح لمعالجة هذه القضايا التي اتهم ترامب بالفشل في إدارتها  لكى يتمكن من إقناع الناخب الأمريكى بكونه الأفضل.

يعنى ذلك أن فرص ترامب في الفوز على بايدن لا تزال كبيرة

رغم الاستراتيجية التي يتبعها الديمقراطيون ضد ترامب، فإن ترامب حقق إنجازات اقتصادية غير مسبوقة في أمريكا، مع تحدي جائحة كورونا، و لديه نقاط قوة اهمها أن منافسه بايدن ضعيف، يتوارى عن الأنظار وكبير السن، إضافة إلى أن ترامب يراهن على إنتاج لقاح لهذا الفيروس قبل الانتخابات أو بعدها مباشرة، وتوزيعه مجانًا على الأمريكيين، ويمتلك خطة انتعاش اقتصادى، كما أنه في الفترة الأخيرة  تمكن من استعادة بعض الوظائف، حيث حقق 50 ألف وظيفة في شهر سبتمبر الماضي، ويراهن على أن نجاحه في الوصول للقاح كورونا يترتب عليه انتعاش الحياة الاقتصادية.

لكن في الوقت نفسه تشير أغلب استطلاعات الرأي الأمريكية إلى تقدم بايدن

لا يمكن الاعتماد على استطلاعات الرأي بشكل كامل، لأنه في الانتخابات السابقة كانت المؤشرات حتى اللحظة  الأخيرة لصالح كلينتون، منافسة ترامب، وقد وصلت المؤشرات وقتها إلى  24 نقطة ومع ذلك كسر ترامب كل استطلاعات الرأى، والآن بايدن يتقدم على ترامب في استطلاعات الرأي بـ 8 إلى 10 نقاط.

تقصد بذلك أن مؤشرات الرأي الأمريكية لا تنقل صورة واقعية عن اتجاهات الناخبين

بالطبع.. لأنها تخضع لاعتبارات أيدولوجية وسياسية، و90 %من المنصات  الإعلامية الأمريكية ضد ترامب، لذلك فمن الطبيعي أن تكون استطلاعات الرأي ضده، كما أن مراكز الأبحاث التقليدية تقوم بعمل استطلاعات رأى في صالح الديمقراطيين ، وتختار عينات من الجمهور الموالي لمرشح الديمقراطيين "بايدن" ، كما أنها لا تصدر من جهات محايدة توضح بجلاء فرص كل طرف.

لكننا لا نملك دليلًا في مواجهة تلك المؤشرات على قوة فرص ترامب في الفوز

فى اعتقادي، فرص ترامب الأرجح.. ليس لقوته ولكن بشكل أساسي لأن منافسه  يتسم بالضعف وغياب الكاريزما أو نقاط القوة التي تجذب الأصوات المتأرجحة والمضادة، وهذا ما يمكن ترامب من الفوز، خاصة إنه تعافى من كورونا وأثبت للمجتمع الأمريكى  إنه أصيب مثلهم ولم يهرب من كورنا.. ولم يختفى خوفا من المرض، وكان واحد ممن أصيبوا مثله كمثل كل الأمريكيين، كما أن شفائه يعد دافعًا أكيدًا لفوزه لكونه تمكن من الانتصار مما يعطى ثقة في وعوده بالوصول للقاح لعلاج كورونا.

 

وهل نجاح ترامب في عقد صفقات تطبيع للعرب مع إسرائيل يشكل عامل مساعد لفوزه ؟

التطبيع أحد العوامل المهمة.. خاصة أنه يريد إثبات أنه قدم خدمات للإسرائيليين، وهو بذلك يستهدف المسيحين الذين يؤمنون بعودة المسيح وضرورة وجود إسرائيل في المنطقة، ولكن التصدي لكورونا وإنعاش الاقتصاد هو الأهم.. وربما تتراجع أهمية القضايا الخارجية مقابل حل المشاكل الداخلية.

 وأقصد أن صفقات التطبيع تستهدف أصوات الإنجليين المسيحين وكذلك أصوات اللوبي الصهيوني، لكنها ليست العامل الأساسي في فوز ترامب.

 

لأيام متواصلة تصدرت رسائل بريد كلينتون العناوين الرئيسية في الصحف العالمي.. كيف خدمت تلك الرسائل ترامب في معركته الانتخابية؟

هذه التسريبات تصب في صالح ترامب أولًا بالطبع، حيث استخدمها ليؤكد أن الحزب المنافس له تورط في العديد من القضايا ومنها دعم الإرهاب في الشرق الأوسط.. وأنهم يلفقون التهم له.. وكشفت تلك التسريبات عن سياسة الديمقراطيين الخارجية وكيف مكنت المليشيات المسلحة والعناصر والتنظيمات الإرهابية  من الحكم.. مما يهدد استقرار أوروبا وأمريكا.

في رأيك.. من الأقرب لمصالح منطقة الشرق الأوسط ترامب أم بايدن ؟

بغض النظر عن فوز ترامب أو بايدن.. فإن السياسة الأمريكية تجاه منطقتنا لن تتغير بشكل أساسي، هناك ثوابت أساسية تجاه المنطقة في الإدارة الأمريكية، ومنها حماية أمن إسرائيل واستمرار تدفق النفط وغيرها، والديمقراطيين يستخدموا المصطلحات السياسية مثل الحرية للتدخل في الشرق الاوسط، وهذا عكس الجمهوريين الذين يرون إنه لا يمكن فرض النموذج الغربي للحرية  على العرب والمسلمين.

 ونتيجة لذلك.. ترامب الأقرب لنا، والذليل مواقفه ضد جماعات الإسلام السياسي وكذلك ضد إيران لكونها الراعي الأكبر للإرهاب في منطقة الشرق الأوسط .