الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

محاولة الدوحة وأنقرة لتبادل الأدوار في ليبيا.. وخبير: ستنتهي بالفشل

الرئيس نيوز

تشهد ليبيا الآن محاولات من تركيا وقطر، الذان يدعمان المرتزقة، في الحفاظ على نفوذهما على الأرض، خاصة بعدما نص اتفاق وقف إطلاق النار، في جنيف الجمعة الماضية، بين لجنة الحوار العسكري الليبية "5+5"، على خروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية برًا وبحرًا وجوًا في مدة أقصاها 3 أشهر من تاريخ التوقيع وتجميد العمل بالاتفاقيات العسكرية.

بدوره، رحب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بالاتفاق، داعيًا إلى "انتقال السلطة إلى سلطات تنفيذية جديدة للتحضير للانتخابات"، كما طالب كل المقاتلين الأجانب، بمغادرة ليبيا خلال مدة 90 يوما، بما يتماشى مع الاتفاق.

الدوحة على خطى أنقرة

لم تمض سوى 3 أيام على إعلان اتفاق وقف إطلاق النار الدائم في ليبيا، حتى دخلت قطر على الخط باتفاق أثار حفيظة الجيش الوطني الليبي، إذ وقع وزير داخلية حكومة مايعرف بالوفاق، فتحي باشاغا، مع نظيره القطري، اتفاقًا في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.

و اعتبر المفوض بوزارة الدفاع في حكومة الوفاق، صلاح الدين النمروش، أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يشمل اتفاقية التعاون العسكري مع أنقرة. وبين تمسك وزارة الدفاع بالاتفاقات العسكرية مع تركيا وتحد الداخلية للاجتماعات العسكرية، يتسائل المراقبون حول مصير الدور التركي في ليبيا وهل تحل الدوحة محله في الفترة المقبلة؟


الخطة البديلة

يرى المراقبون أن كل من تركيا وقطر، تتحركان في ليبيا بشكل يوحي بوجود خطة بينهما، تهدف إلى عرقلة مسار التسوية الذي تقوده الخارجية الأمريكية، إذ يعكس توقيع باشاغا مع قطر على مذكرة تفاهم في مجال التعاون الأمني، تحدياً للجهود الأممية والأمريكية المبذولة للتوصل إلى تسوية تنهي حالة الانقسام، كما تعكس رفضاً للاتفاق العسكري.

واعتبر المراقبون أن تحركات أنقرة والدوحة تؤكد الشكوك حول هشاشة الاتفاق الليبي، لاسيما مع استمرار إرسال أنقرة للأسلحة إلى ليبيا، قبل أيام من توقيع الاتفاق، إضافة إلى خرقها للاتفاق من خلال نشر وزارة الدفاع التركية تغريدات، مفادها استمرار تدريبها لميليشيات حكومة الوفاق فضلًا عن تشكيك الرئيس التركي، في صمود الاتفاق ومصداقيته.

هل ينجح المخطط التركي القطري ؟

قال الدكتور بشير عبدالفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن اتفاق جنيف لوقف إطلاق النار الدائم في ليبيا، هدفه تفريغ ليبيا من المرتزقة، ووقف العمليات العسكرية والاتجاه نحو المفاوضات وإعادة الإعمار.

وأضاف عبدالفتاح في تصريحات لــ"الرئيس نيوز": "تركيا تقف بالمرصاد لتحول دون تحقيق هذه الأهداف، فهي تشكك في تطبيق وقف إطلاق النار وتمتنع عن سحب المرتزقة بشل حقيقي من ليبيا"، مؤكدًا أنه سيكون من الصعب أن يقوم هذا الاتفاق بتحقيق أهدافه، مالم تقم واشنطن بالضغط على تركيا وإجبارها على الانسحاب  من ليبيا، ووقف أجنداتها واستراتيجيتها الخاصة.

وحول ما إن كان هناك خطة بديلة بين أنقرة والدوحة لتبادل الأدوار، اختتم الدكتور بشير عبدالفتاح حديثه بأن أنقرة تحاول الالتفاف بطرق مختلفة، مؤكدًا "هناك تفهم من قبل المجتمع الدولي لهذه المحاولات والأطراف الليبي تعلم ذلك، لذا أتصور أن المخطط التركي لن يحقق مآربه".