هل تنجح حملة مقاطعة البضائع الفرنسية؟.. خبراء: «لم تتجاوز السوشيال ميديا»
بينما تتصاعد دعوات مقاطعة البضائع الفرنسية على مواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية نشر رسوم مسيئة للنبي محمد (ص)؛ أكد خبراء أن المقاطعة ربما تؤثر سلبيًا على الاقتصاد، لكنها تخضع لحسابات ضيقة ومعقدة، تجعل تنفيذها محال.
المحلل السياسي المغربي، والباحث في العلاقات الدولية، مصطفى الطوسة، قال لـ"الرئيس نيوز" إن دعوات المقاطعة لأي اقتصاد لها تداعيات وخسائر اقتصادية وأبعاد عقابية، مضيفًا:"لا ندري إن كانت الشعوب العربية والإسيلامية جادة في تنفيذها لحملة مقاطعة البضائع الفرنسية أم لا، لكن يبدو أنها لن تتجاوز شبكات التواصل الاجتماعي".
وأوضح: "المشلكة أن من يتبنى هذه الدعوات (في إشارة منه إلى الرئيس أردوغان) ليس له تأثير ونفوذ على الرأي العام العربي والإسلامي" موضحًا: "إذا قامت تركيا بهذه الحملة وتبنتها، ووجهت دعوات ونداءات لكل المجموعات التي تدين لها - أقصد هنا جماعة الاخوان التي وصفتتها فرنسا بأنها أقلية متطرفة حاقدة – فأنا أشك أن تطال كل الأسواق العربية الإسلامية".
تابع الطوسة: "حتى اللحظة، المقاطعة يمكن أن تكون سحابة صيف؛ لأن زخمها يوجد فقط على مواقع التواصل، ولن يصل تأثيرها حتى الآن على الاقتصاد الفرنسي، ومدى جدوى الدعوات المفاطعة ريما يتجلى خلال الأيام والأسابيع القليلة القادمة.. التساؤل المطروح الآن: هل لدى تركيا النفوذ والاستماع القوي والمؤثر لكي تجند العالم العربي والاسلامي؟.. أنا شخصياً أشك في ذلك".
وعن دعوة الخارجية الفرنسية للدول الإسلامية بعدم مقاطعة منتجاتها، قال الطوسة أنها "محاولة من فرنسا لإطفاء اللهيب قبل أن يشتعل، وهو من أشكال الاعتذار، خاصة بعدما قامت تركيا وقطر باستغلال الحادث للإضرار بالمصالح الفرنسية"، موضحًا: "يبدو أن باريس يبدو أنها تراجعت عن تصريح ماكرون المثير للجدل، ليخرج هو على تويتر مغردًا باللغة العربية ويوضح سوء الفهم الذي حدث من تصريحاته، كما أكد وزير داخليته أن الدولة الفرنسية لا تحارب الإسلام بل الأيديولوجية المتطرفة".
حسابات معقدة
قال عبدالرحمن العليان، أستاذ الاقتصاد في كلية التجارة بجامعة عين شمس لـ"الرئيس نيوز": "إن مقاطعة البضائع الفرنسية من المؤكد أنها ستكون مؤلمة للاقتصاد الفرنسي إذا ما تم تفعيلها، إلا أن المقاطعة تخضع لشبكة معقدة من الحسابات، حتى تكون ذات جدوى".
وأوضح العليان أن دعوات المقاطعة لم تتجاوز حتى اللحظة مواقع التواصل، ولم تعلن أي دولة تبنيها تلك المقاطعة؛ لأن ما يربط الحكومات دائمًا أمور معقدة، مضيفًا: "هناك صفقات تسليح واعتبارات سياسية لا يمكن بأي حال من الأحوال تعطيلها، أما الشعوب فلطالما كانت متحررة من الحسابات السياسية الضيقة، لكنها تحتاج من ينظم لها أمورها".
وأشار أستاذ الاقتصاد إلى أن تحقيق الهدف المرجو من المقاطعة يتوقف على "حجم المشاركة فيها، ومدى الإيمان بها، والجدية في تنفيذها، وغير ذلك هي لحظة غضب أو تضامن سرعان ما يمضي لحال سبيله، أو تتحول دعوات المقاطعة إلى شو إعلامي".