السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مساعد وزير الخارجية الأسبق لـ«موقع الرئيس»: السيسي أحدث نقلة نوعية في السياسة الخارجية

الرئيس نيوز

تطور التواصل بين الدول العربية.. وأزمة قطر عكرت العلاقات
توتر العلاقات مع أمريكا وتطورها مع الصين وروسيا وفرنسا
مصر عادت لتشارك في حل النزاعات الإفريقية

عادل زناتي
قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، رخا أحمد حسن، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي أعاد مصر لدورها الطبيعي وأحدث نقلة نوعية في السياسة الخارجية بالمقارنة للفترة التي سبقت توليه سدة الحكم، وشدد على أن السياسة الخارجية للرئيس اتسمت بالديناميكة والتفاعل الكبير مع كل المناطق الإقليمية تحت هدف واحد هو المصالح المشتركة والتعاون المشترك دون فرض وجهات نظر طرف على طرف آخر.
وأكد حسن في حواره لـ«موقع الرئيس»، أن الظروف العربية الراهنة تعد أحد معوقات السياسة الخارجية عربيا.
وإلى نص الحوار:
السيسي أعاد مصر لدورها الطبيعي وأحدث نقلة نوعية في السياحة الخارجية لمصر بالمقارنة للفترة التي سبقت توليه سدة الحكم، فأثناء تولي المجلس العسكري كان هناك ثبات وتوازن في السياسة الخارجية، أما اثناء حكم الإخوان فكان لديهم أجندة وتوجهات محددة سعوا لتفيذها، ولكن بعد تولي السيسي انطلقت السياسة الخارجية إلى كل الآفاق والرئيس زار عددا كبيرا من الدول وشارك في العديد من المؤتمرات والفعاليات العربية والإفريقية والأوروبية.
والسياسة الخارجية في مصر اتسمت بالديناميكة والتفاعل الكبير مع كل المناطق الإقليمية تحت هدف واحد هو المصالح المشتركة والتعاون المشترك دون فرض وجهات نظر طرف على طرف آخر.
هناك محاولة للتوازن وأخذ موقف محايد بعدم التدخل في شؤون الدول العربية، ولكن الظروف العربية الراهنة تعد أحد معوقات السياسة الخارجية عربياً، فهناك دول عربية ليس لها إسهام في العمل العربي العام مثل سوريا واليمن وليبيا.
أما العراق فقد حدث تقارب جيد بين الدولتين خاصة بعد تولي حيد العبادي مقاليد السلطة فيها وهناك تعاون بين الدولتين، بالنسبة لدول مجلس التعاون فالأزمة القطرية عكرت بعض الشئ صفو العلاقات لاسيما وأن هناك دولتين في المجلس يرفضان استمرار الأزمة وهما الكويت وعمان.
ولكن حدث تطور في علاقاتنا مع الكويت والسعودية والإمارات والبحرين وعمان، وبالنسبة للأزمة اليمنية فمصر مع الحل السلمي وفقاً لمخرجات مؤتمر المصالحة الوطنية والمبادرة الخليجية. أما عن سوريا فمصر تؤيد الحل السلمي وترك مصير الرئيس بشار الأسد في يد الشعب السوري وليس بيد أطراف خارجية والمحافظة على وحدة سوريا وسلامة أراضيها ومؤسساتها، وكذلك الأمر بالنسبة لليبيا حيث ترى السياسة المصرية ضرورة الحل السلمي وفقاً لاتفاق الصخيرات.
وموقف مصر من القضية الفلسطينية لا يحتاج إلى حديث لأنه واضح للجميع. وهناك تعاون في مكافحة الإرهاب بين مصر والدول العربية.
هناك محاولات جادة للعودة إلى القارة الإفريقية عبر المشاركة في جميع الفعاليات السياسية على أعلى مستوى وكذلك الفعاليات الثقافية والفنية وتقديم مساعدات وخبراء عبر الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية فأكثر من 90% من الدول الإفريقية تستقبل خبراء في جميع التخصصات، كما أن مصر عادت لتشارك في حل النزاعات الإفريقية كالأزمة الليبية والنزاع في جنوب السودان والأوضاع في الصومال، وكذلك المشاركة في قوات حفظ السلام في القارة، وهناك عدد ضخم من المؤتمرات الإفريقية التي عقدت في مصر آخرها مؤتمر التنمية في إفريقيا والذي عقد في مدينة شرم الشيخ، كما أن هناك تعاون بين مصر والدول الإفريقية في مكافحة الإرهاب .
هناك علاقات قوية مع دول الاتحاد الأوروبي عبر اتفاقية الشراكة بين مصر ومفوضية الاتحاد، في مختلف المجالات التجارية والصناعية والزراعية، إلى جانب المشروعات المشتركة بين مصر وبعض دول الاتحاد، فعلى سبيل المثال ألمانيا تقيم ثلاث محطات لإنتاج الطاقة الكهربائية ومع إيطاليا مشروع استخراج الغاز من حقل “ظهر” وعادت العلاقات مع إيطاليا بعد توترها عقب مقتل الطالب الإيطالي ريجيني، والعلاقات مع فرنسا بها تقدم كبير خاصة على المستوى العسكري. أما بالنسبة لدول شرق أروروبا فعناك دول كان لمصر علاقات قديمة بها مثل التشيك وسلوفاكيا وبلغاريا والمجر تم استئناف هذه العلاقات وتم توقيع مذكرات تفاهم لعمل مشروعات وتعاون مستقبلي في مجالت النقل والطاقة التقليدية والمتجددة، وكل هذه الدول هناك تنسيق بينها وبين مصر في مشكلات الشرق الاوسط ومشكلة الهجرة غير الشرعية ومشكلة الارهاب.
بالنسبة للصين هناك مشروعات مستمرة منذ عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك بعضها كان قد توقف بسبب إشكاليات إدارية وبيروقراطية يتم الآن محاولة إعادة استئنافها مثل مشروع شرق التفريقة والعين السخنة إلى جانب الاستثمارات الجديدة مثل العاصمة الإدارية الجديدة وهناك تعاون مشترك والموقف السياسي من القضايا الكبرى مثل القضية الفلسطينية تقريباً مشترك بين الجانبين وبكين تؤيد الدول العربية في مكافحة الإرهاب لكنها تخشى من انتقال العناصر الأصولية إليها. أما بالنسبة لروسيا فالعلاقات شهدت تحسناً وتطوراً ملحوظاً منذ ثورة 30 يونيو ولكنها توترت بعض الشئ عقب حادث الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء، إلى أن حدث تفاهمات وتم توقيع عقد إنشاء مجمع الضبعة للأغراض السلمية وتم الاتفاق على تطوير بعض الأسلحة الروسية التي لا تزال تعمل في الجيش المصري وهناك تفكير في أن حاملاتي الطائرات ناصر والسادات كان من المفروض أن تقوم بشراءهم روسيا ولكنها لم تستطع نظراً للعقوبات الغربية عليها وتم شراءها من قبل مصر وهناك احتمال أن تقوم روسيا بتصنيع المروحيات التي سيتم وضعها على حاملتي الطائرات ناصر والسادات، كما أن هناك اتفاقا في وجهتي النظر بالنسبة للمسألة السورية وهناك تلاقي في القضية الفلسطينية، فضلاً عن ذلك هناك تعاون بين القاهرة وموسكو في مكافحة الإرهاب. أما عن منحني العلاقات مع الولايات المتحدة فيكاد يكون شبه ثابتا من انخفاضات بسيطة وهناك محاولة من القاهرة وواشنطن بالاحتفاظ بعلاقات طيبة من الجانبين ولكن العلاقات بين الجانبين لم تشهد تطورا كبيرا وعلى العكس الكونجرس فرض عقوبات على مصر تحت دعاوى انتهاك حقوق الإنسان كما أوقفت واشنطن تسليم بعض المعدات العسكرية، وهناك خلاف بين الجانبين بالنسبة لوضع القدس.