الملحق الثقافي الأمريكي: نشارك في «الجونة» رغم كورونا.. ونتطلع لدعم السينما المصرية (حوار)
- نستهدف من مهرجان الجونة هذا العام توصيل صوت المرأة
- نفخر أن أول مصرية مرشحة لجائزة كانت إحدى المتدربات في الورش السنيمائية الأمريكية
- شراكتنا مع "اندبندت فيلم" تتضمن أماكن للحاصلين على دوراتنا داخل أعمالها الفنية
- رغم كورونا.. حصل 400 طالب مصري على منح دراسية أمريكية هذا العام
- نتطلع للمشاركة في جميع المهرجانات السنيمائية المصرية.. ولا يقتصر الدعم على مهرجان واحد
أعربت ريتشيل ليزلي، الملحق الثقافي للسفارة الأمريكية بالقاهرة، عن مدى سعادتها بمشاركة السفارة الأمريكية، للمرة الرابعة على التوالي، ضمن فاعليات مهرجان الجونة السنيمائي، مشيرة إلى أهمية السينما وتأثيرها على التواصل الثقافي بين الشعوب، خصوصًا وأن مصر والولايات المتحدة الأمريكية لهما تاريخ وخبرة في صناعة السينما، وتبادل الأفكار والخبرات.
وأوضحت ليزلي أن السفارة تكنت من عقد دورات تدريبية لـ40 شخصا من صناع السنيما المصرية، تدربوا لدى فريق كبير من صناع السنيما الأمريكية، خلال المشاركة في السنوات السابقة بالمهرجان، لافتة إلى أن هذا الرقم مرشح للزيادة، مع استمرار مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في فاعليات المهرجانات المصرية.
وعن المشاركة هذا العام في فعاليات مهرجان الجونة، أكدت الملحق الثقافي بالسفارة الأمريكية أنها مختلفة بسبب انتشار جائحة كورونا، موضحة أنها تضمنت حلقات نقاشية مرئية، يشارك فيها عدد من الأسماء الكبيرة من صناع السينما الأمريكية، تركز على إعلاء صوت المرأة في صناعة السينما العالمية، فضلًا عن إقامة ورش عمل مرئية على مدار سبعة أيام، يديرها صناع سنيما أمريكيين لتدريب 10 من صناع الأفلام الطويلة المصريين، للعمل على المونتاج والقصص وجميع فنون السينما.
وفي حوار ريتشيل ليزلي مع «الرئيس نيوز» تكشف تفاصيل أكثر عن المشاركة في مهرجان الجونة السينمائي، والذي بدأت فاعلياته الخميس الماضي، ونلقي الضوء على الشراكة مع "اندبندت فيلم" الأمريكية بلوس أنجلوس، والتي تشارك السفارة في ذات الحدث للمرة الثانية، كما يتضمن الحديث أبرز المبادرات التي تدعم بها السفارة الأمريكية صناع السينما المصريين.
وإلى نص الحوار:
من خلال مشاركتها في مهرجان الجونة السنيمائي للعام الرابع.. ما الخبرات التي اكتسبتها السفارة الأمريكية؟
نحن حقا سعداء بأن نكون جزء من هذا المهرجان فهناك الكثير من الأفلام الغنية والعميقة، وهو أمر مهم أن نشاهد مثل تلك الأفلام العالمية، وهي ليست الخبرة الوحيدة المكتسبة من تلك الشراكة وإنما هناك خبرات أخرى كثيرة.
وبهذه المناسبة نذكر شركة "اندبندت فيلم" الأمريكية والتي تشاركنا وتتعاون معنا في هذا الحدث للعام الثاني على التوالي، وهي واحدة من أفضل منظمات الفنون في لوس انجلوس، وتشارك خبراتها مع صناع السنيما المصرية، وأرى أنه من حسن حظي أنني تمكنت من حضور مهرجان الجونة السنيمائي العام الماضي، فقد كان مدهشا من بدايته حتى نهايته.. من الرائع مشاهدةمثل هذه الأفلام وحضور حلقات النقاش المختلفة مع هذا الكم الهائل من صناع السنيما على مستوى العالم.
على ذكر الشراكة مع "اندبندت فيلم".. ما معايير الاختيار لحضور ورش العمل السنيمائية الأمريكية بالمهرجان؟
هذا العام سيتم اختيار 10 من صناع السنيما المصرية لحضور ورش العمل الأمريكية بالمهرجان، ويتم هذا الاختيار بالشراكة مع "اندبندت فيلم" وبالتعاون مع منظمي مهرجان الجونة، حيث سيتعاون الاثنين عبر اتصالات مفتوحة لاختيار 10 متدربين لحضور ورش العمل الأمريكية في صناعة السنيما.
وهل هناك خطة لمتابعة المشاركين في ورش العمل بعد انتهاء المهرجانات.. أو التعاون المستقبلي معهم في أعمال فنية مشتركة؟
نعم بالطبع نحن نتابع من حصلوا على دورات تدريبية خلال المهرجانات السابقة وندعمهم بصورة مستمرة ونتشارك المعرفة.. لإثراء ورش العمل المستقبلية وتبادل الخبرات بين الجميع، فمتابعتهم جزء من برنامجنا، وعلى سبيل المثال ايتن أمين والتي كانت إحدى الحاصلات على الدورات التدريبية الأمريكية في صناعة السنيما خلال السنوات الماضية، واستمرينا في دعمها حتى ترشح فيلمها لجائزة مهرجان كان.. فمتابعة المتدربين عامل جيد في التواصل وهام في نجاح البرنامج الذي نقدمه والورش التي ننظمها خلال المهرجانات.
بعد المشاركة لثلاثة أعوم متتالية.. ما الجديد الذي تقدمه السفارة الأمريكية خلال فعاليات الدورة الرابعة لـ"الجونة"؟
الظروف المحيطة بالمهرجان هذا العام من انتشار فيروس كورونا ستجعل طبيعة مشاركة كلا من البلدين مصر والولايات المتحدة الأمريكية تختلف بشكل كبير، حيث سيكون الجميع بحاجة أكثر لاتخاذ المزيد من الإجراءات الاحترازية والوقائية، لذلك فإن مشاركتنا هذا العام في المهرجان ستكون مشاركة مرئية " أون لاين"، ولحسن الحظ أن التكنولوجيا التي تساعد على ذلك موجودة ومتوفرة.
أيضا ستكون مشاركتنا هذا العام بمنتهى القوة من خلال أسماء نسائية ثقيلة وكبيرة في صناعة السنيما الأمريكية، تدير الحلقات النقاشية أمثال وي تشان صاحبة برنامج "رايت أون تي في"، وكارن شيان، رئيس "جينيرن فيلم"، وميل جونز، وداني ماريا "منتجة بيج بيتش"، وغيرهن بهدف مشاركة الخبرات الأمريكية في صناعة السنيما المصرية.
هل تقتصر المبادرات الأمريكية لصناع السينما في مصر على مهرجان الجونة فقط؟
حضرت في العام الماضي مهرجان القاهرة السنيمائي الدولي، وهو أيضا مهرجان له تاريخ طويل، وقد كانت لنا نفس الشراكة مع القائمين على تنظيمه، والعظيم فيه أنه مثلما كان يضم سوقا للأفلام المصرية كان يضم كذلك سوقا للأفلام الأمريكية، وكنا سعداء بتبادل الخبرات والتركيز على القضايا المشتركة، والمختلفة بين البلدين لذلك فأنا سعيدة بالمشاركة في كلا المهرجانين.
وماذا عن دعم المهرجانات المصرية الأقل شهرة مثل الإسكندرية أو الأقصر؟
بالطبع نحن نتطلع للمشاركة في جميع المهرجانات السنيمائية وتقديم الدعم لها بالكامل.. فليس لدينا سقف محدد للمشاركة في مهرجان بعينه، ومن عامين تقريبا شاركت في فاعليات ثقافية خاصة بالمرأة بمدينة أسوان، لأن هدفنا التواصل مع المناطق المختلفة ودعمها بالكامل.
تحدثتي في كلمتك عن "السرد الهوليودي".. ماذا تقصدين تحديدا بذلك المصطلح؟
من خلال العمل في السينما نجد أن التقليد السائد هو صوت الرجال.. ولكن من وجهة نظر أمريكية نرى أن وجود منتجين سيدات وصانعات سنيما من النساء سيجعلهن قادرات على تمثيل ورفع صوت المرأة من خلال الأعمال السنيمائية، ولعل أكثر ما أسعدني في مهرجان الجونة هذا العام هو التعاون مع آيتن أمين، والتي تم ترشيح فيلمها لجائزة مهرجان كان 2020، وهي أول إمرأة مصرية على الإطلاق يتم اختيار فيلمها للترشيح لجائزة مهرجان كان، وأعتقد أن بسبب ذلك سيشهد المهرجان هذا العام رسالة مختلفة.
خلال الظروف الاستثنائية بسبب كورونا.. كيف سيتم عقد الحلقات النقاشية المرئية؟
ستعقد حلقات النقاش المرئية في أوقات محددة، ضمن برنامج مهرجان الجونة السنيمائي، ونعمل لكي نضمن التواصل الجيد والوقتي بين الحضور والقائمين على تلك الحلقات مما يجعلها أكثر فاعلية.
ورغم الظروف المختلفة للمهرجان هذا العام، حرصنا على المشاركة في هذه المهرجانات لأنها تعد بمثابة جسور التواصل بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، فالسينما هي إحدى وسائل التعرف على الثقافات المختلفة ومن خلالها نتعرف على الثقافة المصرية خاصة وإننا حريصين على وجود اتصال قوي بيننا وقادرين كذلك على تقديم الدعم لصناعة السنيما المصرية.
ولا يمكن أن نغفل الدور الهام الذي تلعبه مصر وتأثيرها في دول الشرق الأوسط مما يجعل دعم مصر في هذا المجال بمثابة دعم لدول مختلفة تتأثر بالثقافة المصرية وتعد متابعة جيدة لها، وبالتالي فدعم الثقافة المصرية سيؤثر بالتالي على ثقافة الدول التي تتبعها في الشرق الأوسط.
بشكل عام.. كيف تأثرت المنح الثقافية التي تقدمها السفارة للمصريين بانتشار فيروس كورونا؟
لدينا حاليا أكثر من 400 طالب مصري يدرسون ضمن برامج ثقافية أكاديمية أمريكية مختلفة، فالمنح الدراسية إحدى أهم دعائم العلاقات والتواصل بين البلدين، أما فيما يخص ظروف انتشار فيروس كورونا فقطعا تأثرت المطارات والرحلات الجوية بين جميع البلدان.. ولكننا حاولنا التغلب على ذلك الأمر من خلال التعليم "أون لاين".