إجماع مريب.. قلق «تركي وإسرائيلي» من بيع مقاتلات F 35 للإمارات
على الرغم من تدهور الليرة التركية، وعلى الرغم من الخسائر المتتالية التي تُمْنَى بها مشاريع حكومة رجب طيب أردوغان في كل يوم سواء داخليًا أو خارجيًا، لا تزال وسائل الإعلام الحكومية التي يسيطر عليها حزب العدالة والتنمية الحاكم تجد متسعًا للهجوم على دولة الإمارات العربية المتحدة، وتفرد الصحف التركية مساحات كبيرة لمعارضة مساعي أبو ظبي للحصول على أحدث المقاتلات الأمريكية من طراز F 35.
وكان من الطبيعي أن تنضم مواقع إخبارية معروفة بتمويلها من قبل الدوحة، الحليف الإقليمي الوحيد لأردوغان، إلى جوقة الإعلام التركي في هذه الحملة، بل جاءت تغطية موقع Middle East Eye اللندني الذي تموله الدوحة مثيرة للدهشة، فالتغطية تعبر عن سعادة غامرة لممولي الموقع الإخباري بالأنباء التي تحدثت عن سعي عدد من نواب الكونجرس الديمقراطيين إلى تقديم مشروع قانون يضع قيودًا على بيع مقاتلات F 35.
وأثارت صحيفة دايلي صباح التركية في تقارير متتالية الشكوك في إمكانية حصول الإمارات على المقاتلات الأمريكية الأحدث في فئتها، ما يذكر دائمًا بموقف البنتاجون الحاسم ضد تركيا وطرد أنقرة من برنامج التدريب والمبيعات لهذه المقاتلات على خلفية حصول أنقرة على صواريخ الدفاع الجوي الروسية S-400 الأمر الذي تصاعد من مجرد غضب أمريكي إلى غضب عام في حلف شمال الأطلنطي.
بالمثل؛ وعلى الرغم من التحديات القاسية التي فرضتها جائحة فيروس كورونا على حكومة نتنياهو بسبب تعرض إسرائيل لموجات متتالية من انتشار العدوى، واضطرار الحكومة إلى فرض الإغلاق الإلزامي للمرافق عدة مرات، إلا أن الصحافة الإسرائيلية أيضًا تفرد مساحات كبيرة لمعارضة بيع المقاتلات الأمريكية للإمارات، وبعض الصحف الإسرائيلية ترجح أن يتأخر استلام الإمارات للمقاتلات المتطورة نحو 7 سنوات، وتحفل وسائل الإعلام الإسرائيلية بالمقالات والتقارير التي تطالب واشنطن ببيع مقاتلات أقل كفاءة للإمارات حسبما ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
اللافت هو ذلك الإجماع "الإسرائيلي – التركي" على رفض حصول أبو ظبي على مقاتلات F35، واللافت كذلك ذلك الاحتفاء التركي والإسرائيلي بأي خبر يأتي من الولايات المتحدة بشأن تعطل أو عرقلة توريد المقاتلات المتطورة إلى الإمارات.