استفزاز تركي.. أنقرة تدرب مرتزقة ليبيين على القتال تحت الماء
في الوقت الذي قالت فيه البعثة الأممية إن طرفي الأزمة الليبية اتفقوا خلال اجتماعات (5+5) التي عقدت في جنيف مطلع الأسبوع الجاري، على إخراج المقاتلين الأجانب كافة، إلا أن الاتفاق يبدو أنه لم يجد طريقه للنور، إذ أعلنت وزارة الدفاع التركية، حليفة ما تسمى "حكومة الوفاق" أنها دربت جنودا ليبيين على القتال تحت الماء، وتحديدًا في مدينة الخمس الليبية.
وتدعم تركيا "الوفاق" التي يقودها فائز السراج، وجلبت خلال الفترة الأخيرة نحو 16,000 مرتزقًا، للقتال إلى جانب الميليشيات التي تقاتل لصال "الوفاق"، ما مكنهم من إحراز تقدم ميداني على قوات الجيش الوطني التي يقوده المشير خليفة حفتر.
وحددت القاهرة خطوطها الحمراء في ليبيا، وقالت إن تجاوز الميليشيات لمدينتي (سرت والجفرة)، غير مسموح به؛ لكونه يمثل تهديدًا للأمن القومي المصري، وقد حصل الجيش على تفويض من مجلس النواب بإرسال قوات إلى ليبيا لحفظ الامن القومي، كما حصلت القيادة السياسية في مصر على تفويض من شيوخ القبائل الليبية، وعلى موافقة البرلمان الليبي الشرعي الذي يتخذ من مدينة طبرق مقرًا له على التدخل لحفظ الأمن القومي الليبي من العدوان التركي.
ومنذ الإعلان المصري، ولم تحاول أي من الجماعات الإرهابية أو المسلحة في ليبيا والتي تقاتل لصالح "الوفاق" على اختبار جدية مصر في تفيد وعيدها، ما ترتب على التلويح المصري إعلان طرفي النزاع الليبي وقف إطلاق النار؛ تمهديًا لبحث الحلول السلمية للأزمة. وتستضيف مدينة الغردقة حاليًا طرفي النزاع الليبي، وسط حالة من التفاؤل بإمكانية التوصل إلى حلول.
تدريب المرتزقة
وتسعى تركيا إلى تعزيز مكاسبها في ليبيا بشتى الطرق، إذ لا تزال تحرص على إمداد "الوفاق" بالدعم اللوجستي والعسكري، فضلًا عن إرسال المرتزقة الأجانب للقتال هناك، وهو الأمر الذي أدانته مصر واليونان وقبرص، أمس الأربعاء خلال قمة ثلاثية ضمت قادة الدول الثلاث في نيقوسيا عاصمة قبرص.
وفي سياق الدعم للوفاق، زعمت وزارة الدفاع التركية، مساء أمس الأربعاء، أن جنودا ليبيين (عناصر مرتزقة) تلقوا تدريبات الدفاع تحت الماء، على يد مدربين أتراك، في مركز الخمس للتدريب البحري المشترك في ليبيا.
وفي تغريدة نشرتها، الوزارة عبر موقع "تويتر" قالت فيها: "نواصل تقديم التدريبات للقوات الليبية في إطار اتفاقية التدريب والتعاون والاستشارات العسكرية الموقعة بين البلدين". وأضافت: "يدرب أفراد من قيادة القوات البحرية التركية ليبيين على الدفاع تحت الماء في مدينة الخمس (تبعد حوالي 135 كم شرق مدينة طرابلس)". وأشارت إلى أن تركيا تواصل تنظيم دورات تدريبية وتأهيلية لليبيين.
ووقع أردوغان والسراج في 27 نوفمبر الماضي، مذكرتي تفاهم فير قانونيتين، الأولى تتعلق بالتعاون الأمني والعسكري، والثانية بتحديد مناطق الصلاحية البحرية، الأمر الذي الدول الإقليمية والدولية رفضه جملة وتفصيلًا واعتبروه اتفاق غير قانوني؛ لكون "الوفاق" لا يحق لها إبرام إي تفاقات أو معاهدات مع الدول الأخرى، بحيب اتفاق الصخيرات.
مباحثات 5+5
من جانبها، قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إن الأطراف الليبية اتفقت على ضرورة وقف تدفق المرتزقة وإخراجهم من البلاد. وكشفت البعثة، في بيان، عن أن هناك توافقاً بين الطرفين المشاركين في محادثات اللجنة الليبية العسكرية المشتركة 5+5 في جنيف، على أهمية استمرار الهدنة، واحترامها وتجنب خرقها.
وقالت البعثة، بحسب البيان، إن هناك توافق واسع بين الطرفين حول حاجة الليبيين الملحة للمحافظة على سيادة ليبيا وسلامة أراضيها والحفاظ عليها وحماية حدودها، وعلى ضرورة الامتناع عن رهن القرار الوطني ومقدرات البلاد لأي قوة خارجية، موكدة التوافق على وقف تدفق المقاتلين غير الليبيين وإخراجهم من الأراضي الليبية، واستمرار محاربة المجموعات الإرهابية المصنفة من قبل الأمم المتحدة "تنظيم القاعدة، داعش، أنصار الشريعة".
وشددت على دعم الطرفين العملية الجارية حالياً لتبادل الأسرى وإعادة الجثامين ويقدرون مشاركة البعثة الأممية كلما دعت الحاجة لذلك.
إلى ذلك، ربط الباحث في الشؤون التركية، أشرف سالم، بين الإعلان التركي عن تدريب مرتزقة على أعمال القتال تحت الماء، وبيان الإدانة الثلاثي الذي وقعته مصر واليونان وقبرص، في نيقوسيا أمس الأربعاء، وتضمن فضح الأدوار التركية المشبوهة في ليبيا وسوريا وشرق المتوسط. وتابع: "تركيا مرتبكة لكونها لا تستطيع كسر عزلتها ولم تتمكن من إحراز أي أهداف لها في بؤر التوتر التي تشترك فيها".