السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

نقيب الصيادلة: لقاح كورونا ليس لعلاج المصابين بالفيروس

الرئيس نيوز

في ظل توجه دول العالم الكبرى إلى التصارع لإنتاج لقاح يتصدى لفيروس كورونا، ينتظر المواطنين بسرعة فائقة ظهور اللقاح، واعتماده ظنًا منهم أنه يعالج مرضى كورونا على عكس الحقيقة، فالفرق كبير بين الدواء واللقاح.

«الرئيس نيوز» يرصد في السطور التالية أهم الفروق بين اللقاح والدواء. 

في البداية تعرف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "الدواء" بأنه المادة أو الوصفات الوطنية المستخدمة في التشخيص والعلاج والوقاية من أمراض البشر والحيوانات عن طريق التأثير على وظائف الجسم، وهو مركب كيميائي يمكن استخدامه أو إعطاؤه للبشر للمساعدة في تشخيص أو علاج أو التخفيف من حدة مرض أو الحالات غير الطبيعية الأخرى.

وتطوير الدواء يأخذ عدة مراحل قد تستغرق وقتًا طويلًا، وتبدأ من الأبحاث اللازمة لدراسة مسببات المرض والأعراض الناتجة عن الإصابة به، ثم اختبار المواد الكيميائية التي يمكنها معالجة المرض، ثم اختبار الدواء على الحيوانات، وإذا كانت التجارب واعدة ولم تظهر أضرار نتيجة استخدام الدواء، تتقدم الشركة أو المعمل إلى الهيئة المختصة بطلب للموافقة على بدء التجارب البشرية.

كما تنقسم التجارب البشرية إلى عدة مراحل أيضًا، في كل مرحلة يتم الاستعانة بمجموعة أكبر من المتطوعين، لقياس فعالية الدواء ومعرفة الآثار الجانبية، وينتهي الأمر بطلب اعتماد الدواء وبدء توزيعه.

 الأمر مختلف تمامًا بالنسبة للقاح، إذ يحتوي على نفس الجراثيم المسببة للمرض المراد مكافحة انتشاره (على سبيل المثال، يحتوي لقاح الحصبة على فيروس الحصبة)، لكن يتم معالجته معمليًا لإضعافه لدرجة لا تصيب الشخص الذي يحصل عليه بالمرض، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض واتقائها في الولايات المتحدة.

وتكون مهمة اللقاح هي تحفيز الجهاز المناعي للإنسان، بما يمكنه من إنتاج أجسام مضادة، تمامًا كما لو أنه أصيب بالمرض سابقًا لكن دون معاناة من الأعراض القاسية، ما يجعل اللقاحات الحل الأقوى لمكافحة الأمراض، على عكس معظم الأدوية التي تعالج الجسم من المرض وأعراض، فإن اللقاحات تمنع الإصابة من الأساس.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعد اللقاح أحد أكثر الطرق فعالية للوقاية من الأمراض، حيث يساعد جهاز المناعة في الجسم على التعرف على مسببات الأمراض مثل الفيروسات أو البكتيريا ومكافحتها، مما يحافظ على سلامة الإنسان من الأمراض.

قد يستغرق اللقاح من 10 إلى 15 يوم كي يحفز الجسم على إنتاج الأجسام المضادة، وهو ما يعرف في عالم المناعة بالفعل البطيء، لكن المكسب الأهم أن الأجسام المنتجة تظل قائمة لفترة طويلة؛ بعضها يظل لعام أو ثلاثة أعوام وحتى طوال العمر، وبالتالي فإن المصل لا يغني عن اللقاح.

تحمي اللقاحات حاليًا ضد العديد من الأمراض المهددة للحياة، بما في ذلك الحصبة وشلل الأطفال والكزاز والدفتيريا والتهاب السحايا والأنفلونزا والكزاز والتيفوئيد وسرطان عنق الرحم، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن تكون اللقاحات هي العصا السحرية أو الحل الوحيد لمكافحة جائحة كورونا، فحتى يتم إنتاج اللقاح الخاص بالفيروس، قد يكون من المجدي استخدام بعض الأدوية أخرى في التخفيف من آثار الإصابة به.

ويقول الدكتور محي عبيد، نقيب الصيادلة، إن الصين وبريطانيا وروسيا وأمريكا هم الدول التي تسعى لتوفير لقاح كورونا المستجد وتشارك مصر بأبحاثها أيضًا، مشيرًا إلى أن مصر تعمل على اللقاح الصيني ووصلت إلى مرحلة التجارب السريرية للوصول إلى اللقاح المناسب للطبيعة في مصر.

وأضاف نقيب الصيادلة في تصريح خاص لـ«الرئيس نيوز»، أن تجارب اللقاح تجرى على أشخاص أصحاء لم يصابوا بكورونا وبالتالي يحصل على المصل لتكوين أحسام مضادة ضد الفيروس إذا لم يصاب فبذلك يثبت نجاحه، وإذا  أصيب إذا المصل غير كافي.

وأكد أن جميع الحاصلين على لقاح فيروس كورونا في التجارب السريرية يجرى لهم اختبارات، للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس ويتم اتخاذه كنوع من الوقاية.

وتابع «عبيد»: «الأمصال تأخذ مدة كبيرة من الزمن لإثبات فعاليتها وسلامتها مثل مصل الإنفلونزا يأخذ كل عام»، مشيرًا إلى أن شركة استرازنيكا أوقفت التجارب لديها لإصابة أحد المجرى عليهم التجارب بكورونا.

واستطرد: «اللقاح هو قتل الفيروس أو جلب فيروس ضعيف منه وحقن الجسم به لتكوين أجسام مضادة»، مؤكدًا على وجود بروتوكول علاج «دواء» الآن للتصدي لأعراض فيروس كورونا، حصل على نتائج هائلة وصلت لـ70 %، حيث يعالج العرض، أما اللقاح يحمي من الإصابة.