«بحث عن ترافيك أم انحدار للوعى».. خبراء إعلام يتحدثون عن فيديو «لوردينا»
أثار فيديو الراقصة "لوردينا" الجدل على السوشيال ميديا خلال الساعات الماضية، إذ بدأت المواقع الإلكترونية بإعادة نشر الفيديو، والعمل على التواصل مع هذه الراقصة، وإجراء حوارات صحفية معها، الأمر الذي يستدعى سؤال واضح: هل تمثل هذه النوهية من الأخبار تعتبر رسالة إعلامية أم أنها تنتمي لـ "صحافة الترافيك" التى تفرض نفسها هذه الأيام؟
«الرئيس نيوز» تواصل مع عدد من خبراء الإعلام، الذين اختلفت وجهات نظرهم، بين من يرى أن انتشار مثل هذه الفيديوهات على المواقع الصحفية دليل على الفراغ وعدم المهنية، وآخر وجده إحدى المؤشرات على انحدار وعي الجمهور.
من جانبها، قالت الدكتورة جيهان يسري، عميد كلية الاعلام جامعة القاهرة سابقًا، أن فيديو الراقصة لورديانة الذي إنتشر بقوة على مواقع السوشيال ميديا وعلى المواقع الالكترونية ماهو إلا "فراغ وعدم مهنية" وعدم التزام بالرسائل الإعلامية.
وأضافت لـ"الرئيس نيوز": "يوجد لدينا قضايا كثيرة جدًا يجب الاهتمام بها على رأسها العام الدراسي الجديد أو الإنجازات التى حققتها الدولة ومازالت تحققها كل يوم"، موضحة: "انتشار هذا الفيديو على المواقع الإلكترونية ماهو إلا تأثير سلبي على وعى الشباب والمجتمع فراغ.. لأن فيديو ليس له أى رسالة إعلامية ويجب معاقبة كل موقع قام بنشر هذا الفيديو أو إعطاء قيمة له حتى وإن كان الغرض من نشره هو الترافيك.. فالشعب لا يهتم بشيء إلا إذا قامت المواقع بنشره".
وتابعت "يسري": "لابد وأن نرجع إلى المنظومة الإعلامية الصحيحة والسليمة التى كنا عليها قديمًا.. وهى وجود رسالة إعلامية لها عناصرها ولها هدفها.. ومن يخالف ذلك يتعرض للعقاب".
في المقابل، قال ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامى أن جزء من عمل الصحافة هو مواكبة اهتمامات الجمهور، وطالما أن ما تنشره المواقع والصحف لا يخالف قانونًا أو قاعدة مهنية فلا يمكن منعه أو المحاسبة عليه، مضيفًا: "اهتمامات الجمهور فى مصر تعكس درجة منخفضة من الوعى ويميل إلى متابعة الأخبار غير الجادة، على سبيل المثال على مدى الاسابيع الماضية كانت الأخبار الخاصة بعنتيل الجيزة أو سيدة المقابر هى الأكثر قراءة فى العديد من المواقع الإلكترونية".
وأوضح لـ "الرئيس نيوز" أن الجمهور فى مصر يحتاج إلى مزيد من برامج التربية الإعلامية، التى تستهدف تعزيز وعيه، فيما يخص عملية التلقي، وأن وسائل الإعلام عليها الموازنة بين الاعتبارات المهنية والاعتبارات التجارية.
في السياق نفسه، قال الدكتور مرعى مدكور، الخبير الاعلامى: "الصحافة هى صحافة المواطن.. وهو الذي يحدد ماذا يشاهد وماذا يقرأ ولكن من المفروض أن لا نسيتجيب لرأى المواطن فى تحديد الأكثر قراءة أو الأعلى مشاهدة وإنما ننمي الوعى"، مضيفًا: "هذا سُم يبث من البعض مثلهم مثل الإخوان يريدون فقط جلب السلبيات إلى وعى المواطن، فيوجد مواطنون لا يتفرغون إلا للأشياء الخليعة، لذلك علينا نحن كإعلام ألا نسعي إلى ما يحبه الناس ونأخذ من الفنون والثقافة ما يناسبنا.. كما يجب ألا نجرى وراء التريند.. لأن ذلك ليس فى صالح الجمهور العام".