السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«ضغوط خلف الكواليس».. ثمن رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب

الرئيس نيوز

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، أنه يعتزم حذف اسم السودان من قائمة وزارة الخارجية للدول الراعية للإرهاب، بعد أن وافقت الحكومة السودانية على دفع 335 مليون دولار، كتعويض لأسر ضحايا الإرهاب الأمريكيين؛ لكن موقع Axios الإخباري لفت إلى أن الصورة الكبيرة لإعلان ترامب، تضعه في إطار اتفاق أوسع، من المتوقع أن يشمل تحركات من السودان تجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

فيما يقول مسؤولون سودانيون وإسرائيليون وأمريكيون إنه من المتوقع الإعلان عن المزيد، من الخطوات تجاه مثل هذا الاتفاق، في وقت لاحق هذا الأسبوع، لأن تصنيفها كراعٍ للإرهاب يقيد وصول السودان إلى الاستثمار وميزات المساعدات الأمريكية، اما جعل الحكومة الانتقالية، التي حلت محل الرئيس المعزول عمر البشير، تحدد ملف حذف السودان من القائمة السوداء كأولوية قصوى.


حزمة مساعدات
وأشار الموقع الإخباري الأمريكي إلى أن الخطوة التالية، وفقًا لمصادر سودانية هي قيام الحكومة السودانية بتحويل الأموال إلى حساب مخصص يتم إنشاؤه لصندوق التعويضات في الساعات القليلة المقبلة، وبمجرد تحويل الأموال، من المتوقع أن يوقع ترامب على أمر تنفيذي لإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وتقول المصادر في واشنطن إن الخطوة التالية من المتوقع أن تكون إعلانًا من الحزبين من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي حول مشروع قانون لمنح  السودان حصانة من الدعاوى القضائية المستقبلية في أمريكا من قبل ضحايا الإرهاب.

ويتوقع السودان أيضًا أن تعلن الولايات المتحدة عن حزمة مساعدات في الأيام المقبلة، تشمل حزمة مالية وشحنات القمح والأدوية والنفط. كما تندرج تحت هذا المزيج من المساعدات الاقتصادية التزامات إدارة ترامب للحشد من أجل تحفيز استثمارات القطاع الخاص في السودان وتنظيم مؤتمر المانحين للسودان، وفقًا لمصادر إسرائيلية وسودانية.

بعد شهرين من المحادثات بين قادة سودانيين ومسؤولين من البيت الأبيض، ووزارة الخارجية، استهدفت التوصل إلى اتفاق متعدد المكونات: "تزيل الولايات المتحدة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وستقدم الولايات المتحدة والإمارات للسودان حزمة مساعدات كبيرة، ويوافق السودان على تطبيع العلاقات مع إسرائيل".

انقسام خلف الكواليس 
ولكن خلف الكواليس، انقسمت الحكومة الانتقالية السودانية بشأن قضية التطبيع مع إسرائيل، الأمر الذي قد يؤدي إلى انتكاسة داخلية وسط انتقال البلاد الهش إلى الديمقراطية.

وأيد عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني الفكرة، لكن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، كان أكثر مقاومة وطالب بثلاثة مليارات دولار كمساعدات للسودان، مقابل التطبيع مع إسرائيل، وعلى مدى أسابيع، عارض حمدوك الاقتراح الأمريكي على الرغم من الضغوط الشديدة من الولايات المتحدة، والإمارات العربية المتحدة، وكذلك من البرهان.


لكن مصادر مقربة من وزير الخارجية مايك بومبيو أكدت إن حمدوك بدا أنه غير رأيه في الأيام القليلة الماضية، بعد تلقي تأكيدات من الولايات المتحدة بإزالة السودان من قائمة الإرهاب وتلقيه حزمة مساعدات أولاً، وعندها فقط من المتوقع أن يعلن الخطوات إلى الأمام في ملف التطبيع.

ونقل موقع Axios عن مصادر إسرائيلية قولها إن عملية التطبيع يمكن أن تبدأ بمكالمة هاتفية بين ترامب والبرهان وحمدوك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

فيما كتب ترامب على تويتر: "أخبار رائعة! وافقت حكومة السودان الجديدة، التي تحرز تقدمًا كبيرًا، على دفع 335 مليون دولار لضحايا الإرهاب الأمريكيين وعائلاتهم. بمجرد الإيداع، سأرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. أخيرًا، العدالة للشعب الأمريكي وخطوة كبيرة للسودان! ".

ورحب البرهان بتغريدة ترامب: "أود أن أعبر عن تقديري العميق وتقدير الشعب السوداني للرئيس ترامب وللإدارة الأمريكية على الخطوة البناءة التي اتخذتها لإزالة السودان من قائمة الإرهاب تقديراً، للتغيير التاريخي الذي حدث في السودان ومن أجل نضال الشعب السوداني من أجل الحرية والسلام والعدالة ".

وكتب حمدوك على تويتر: "شكرا جزيلا لك أيها الرئيس ترامب! نتطلع إلى إخطارك الرسمي إلى الكونجرس بحذف السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، الأمر الذي كلف السودان الكثير. هذه التغريدة وهذا الإخطار هما أقوى دعم لانتقال السودان إلى الديمقراطية وإلى الشعب السوداني. نظرًا لأننا على وشك التخلص من أثقل إرث لنظام السودان البائد، يجب أن أكرر أننا شعب محب للسلام ولم ندعم الإرهاب أبدًا".