بعد دخول جهات سيادية على الخط.. من هو مروان يونس المتورط في فضيحة التمويلات الأمريكية
مفاجآت تسريبات إيميلات هيلاري كلينتون التي أفرجت عنها وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرا، تتوالي يوما بعد الأخر، من الإخوان وقطر مرورا بمخطط الفوضى في منطقة الشرق الأوسط، وصولا إلى أحدث التسريبات والتي أثارت ضجة كبيرة في الأوساط السياسية المصرية، عقب الكشف عن التمويلات التي تلقاها عدد من النشطاء السياسيين تحت مزاعم نشر الديمقراطية في مصر.
الناشط السياسي مروان يونس الذي كان يتولى مسئولية ملف التخطيط والتسويق السياسي لائتلاف دعم مصر خلال 2016، بالإضافة إلى مسئوليته عن اللجنة الإعلامية هو بطل أحدث وثيقة في التسريبات الأمريكية، بعد أن كشفت إحدى رسائل هيلاري تورطه مع عدد من الشخصيات في تلقي تمويلات أجنبية وتعاون مع الإدارة الأمريكية بدعوى نشر الديمقراطية وتنفيذ المشروع الأمريكي بمصر.
"مبروك يا مروان.. سوف نستكمل بناء الديمقراطي".. كان نص الرسائل المسربة، التي تلقاها مروان يونس من وزيرة الخارجية الأمريكية بعد تلقيه مبلغا ماليا قدرته الرسائل بنحو 420ألف دولار لبدء مرحلة التجهيزات وزيادة الوعي بالديمقراطية في مصر، وذلك أثناء توليه عضو الهيئة العليا لحزب الحركة الوطنية والمستشار الإعلامي والسياسي لدعم ائتلاف دعم مصر وناشط سياسي.
صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية كشفت في منشور بها في يوليو من عام 2011، تفاصيل البرنامج الذي كانت تسعى الإدارة الأمريكية إلى تنفيذه في مصر في أعقاب أحداث 25 يناير 2011، حيث رفعت الحكومة الأمريكية وقتها حجم المعونة التي كانت تقدمها لمصر من أجل دعم الديمقراطية بمقدار 3 أمثال وصلت إلى 65 مليون دولار، خصص جزء منها ما يزيد على 30 مليون دولار لاثنين من المنظمات الأمريكية من اجل تدرب الكوادر السياسية، وجزء آخر قدره نحو 4.5 مليون دولار لبرنامج وزارة الخارجية للمجموعات السياسية الناشئة غير الرسمية، فضلا عن ملايين الدولارات من أجل البنية التحتية للانتخابات.
الصحيفة الأمريكية ذكرت في تقريرها الذي كان يحمل عنوان "الولايات المتحدة تبحث عن قليل من الديمقراطيين الجيدين في مصر" أنه بعد الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك بدأت الولايات المتحدة تتطلع لتوسيع نطاق المعونة الأمريكية، من خلال منح للقيام باجتماعات توعية عن الديمقراطية، ووقتها تقدم للمنحة ما يزيد على 1000 مصري، الكثير منهم غير معروف للحكومة الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى مروان يونس الناشط المصري كان يسعى للحصول على جزء من المنحة الأمريكية، من خلال تقديم طلب عبر شبكة الإنترنت، قبل نحو عام من يوليو 2011، حيث اختار عنوان "توعية الناخبين" ، كهدف للحملة التي سعى للحصول على تمويل أمريكي لتنفيذها.
تقارير إعلامية كشفت أن مروان وآخر "شريف حسني"، عملا على تنفيذ مشروعهما من خلال تصوير فيديوهات توعوية ومطبوعات ونشاطات أخرى حول الديمقراطية، وبعد أن نقص التمويل طلبا مبالغ أخرى لاستكمال المشروع، لترد الإدارة الأمريكية بأنه سيتم الإرسال تدريجيا مع رسالة التهنئة المذكورة سابقا من قبل هيلاري كلينتون.
فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي في ذلك الوقت، قالت إن مصر تعتبر تلك الجمعيات غير قانونية، واحتجت على طريقة توزيع مبلغ 65 مليون دولار، و قالت الوزيرة إنها تمس سيادة الدولة، وتساءلت لماذا تحتاج مصر إلى تمويل الديمقراطية، موضحة: "لقد تغير الوضع بشكل جذري".
مروان يونس الذي اختفى من الساحة السياسية خلال الفترة الماضية، كان له حضور سياسي عبر شاشات التليفزيون والتصريحات أغلبها خلال قبل عام 2018، من بنها طرح رؤيته الخاصة بدمج الأحزاب، وذلك تصوراته لدعم مصر الذي كان مستشار سياسيا له، فضلا على تصريحات ولقاءات ومداخلات تليفزيونية حول الأحداث السياسية، ومن لبنها الانتخابات ودور الإخوان وغيرها من القضايا السياسية.
مصادر مطلعة أكدت في تصريحات خاصة إن جهات سيادية بدأت في تتبع شبكة علاقات مروان يونس، بعد ورود اسمه في تسريبات نصوص الرسائل الإلكترونية لهيلاري كلينتون.