الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

استطلاعات رأي: الشباب الروس لا يثقون في بوتين

الرئيس نيوز

ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن الشباب الروس غير راضين عن النظام، لكنّهم بصفة عامّة غير مهتمين بالسياسة، إذ يُشكّل الشباب الروس أقلية بين السكان الروس وعددهم آخذ في الانخفاض، كما أن نسبة مشاركتهم في الحياة السياسية منخفضة أيضاً، لكن انطلاقًا من قناعة أن الدور المُقبل للتغيير قد يكون على عاتق شباب روسيا، استعرضت الصحيفة السبل لتغيير تلك الأوضاع.

كتبت ماريا سنيجوفايا، الباحثة في مركز تحليل السياسية الأوروبية، ودنيس فولكوف، نائب مدير مركز ليفادا في موسكو، وستيفن جونشاروف، الباحث البارز بمركز ليفادا، تحليلًا حول آفاق المشاركة السياسية للشباب الروس وموقفهم من النظام السياسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإمكانية تغيير ذلك النظام عن طريق الاحتجاج أو صناديق الاقتراع.

وطرح الباحثون أسباباً كثيرة تحول دون حدوث ذلك في الوقت الحالي، مثل العدد المنخفض للشباب عموماً قياساً بعدد السكان، وعزوف الشباب الروس عن الانخراط في السياسة في مرحلة مبكرة من حياتهم.

رؤية الشباب
وفي مستهل مقالهم، أوضح الباحثون أنه من بيلاروسيا إلى قيرغيزستان إلى أوكرانيا، كانت للانتفاضات الشعبية التي اجتاحت عالم ما بعد الاتحاد السوفياتي في العقدين الماضيين سمة واحدة مشتركة: مستويات عالية من المشاركة بين جيل الألفية (المولود بين 1981 و1996) والجيل الذي يليه (المولود بين 1997 و2012).

وفي بعض النواحي، يبدو أن الدور المقبل للتغيير قد يكون على عاتق شباب روسيا، ووفقاً لاستطلاعات الرأي خلال العامين الماضيين، أصبح الشباب الروس الفئة الأكثر تذمّراً من النظام السياسي الروسي، لكن العقبات التي منعتهم من إصلاح النظام حتى الآن تظل قائمة.

استدرك الباحثون الأمر قائلين إن "الشباب يجب ألا يعتريه اليأس"، وتُشير النتائج المستخلصة من الدراسة الحديثة التي أجراها الباحثون بالتعاون مع مركز ليفادا، وهي شركة استطلاعات رأي مستقلة، إلى طرق يُمكن للولايات المتحدة أن تُساعد من خلالها في تعزيز المشاركة المدنية والسياسية لمستويات أعلى في هذه الفئات العمرية، وتُساعدهم في لعب دور مماثل للدور الذي يلعبونه في الدول المجاورة لروسيا.

تحدي بوتين
قبل عدة سنوات، كان من الشائع بالنسبة للمراقبين المهتمين أن يُصوِّروا الشباب الروس، الذين لم يُظهروا أي ميل لتحدي حكم فلاديمير بوتين، على أنهم مناهضون للديموقراطية ومحافظون بشدة، وغير مستعدين للقتال من أجل مستقبل أكثر انفتاحاً. ولكن اليوم، يُعدّ الروس، الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و34 عاماً، الفئة العمرية الأبرز في مجال ريادة الأعمال والميل للغرب والتسامح في البلاد.

لا ثقة بالرئيس
في اقتراع يونيو ويوليو، كانت فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً هم المجموعة الأكثر انتقاداً لحكم بوتين (تراوحت نسبة رفضه من 49 إلى 50%)، حيث اعتقد 62 % من هذه الفئة أن روسيا تسير في الاتجاه الخاطئ، وذكر 7% فقط من الشباب الروس بوتين بين السياسيين الذين يثقون بهم.

وبسبب وصولهم إلى مصادر خارجية للمعلومات، يبدو الشباب الروس أقلّ عرضة للدعاية التلفزيونية التي يروِّجها الكرملين، ولذلك رأى الباحثون أن زيادة اختراق الإنترنت والمعارضة المتزايدة للسلطات بين الشباب الروس يُمكن أن تؤدي إلى تآكل سلطة بوتين على المدى الطويل.

عقبة أمام حكم بوتين
ويُشكّل الشباب الروس أقلية بين السكان الروس وعددهم آخذ في الانخفاض، كما أن نسبة مشاركتهم في الحياة السياسية منخفضة ايضاً. 

وعزا الباحثون ذلك إلى اعتقاد الكثير من الشباب الروس أن تصويتهم "لن يكون حاسماً ومؤثراً"، كما حالت الفوضى المستمرة داخل المعارضة الروسية من دون طرح استراتيجية مُوحّدة للتصويت على التعديلات الدستورية وتعبئة الشباب الروس للمشاركة. لكن، في الوقت ذاته، "عندما تُصبح هذه الأجيال أكثر انخراطاً في السياسة، فإنها قد تشكل عقبة حقيقية أمام حكم بوتين من خلال الاحتجاجات وفي صناديق الاقتراع، وبحلول عام 2024، قد تنمو هذه الفئة العمرية لتمثل تحدياً انتخابياً كبيراً للنظام الحاكم"، وفق الباحثين.