بثلاثة إجراءات خطرة.. أردوغان يعاود تفخيخ شرق المتوسط
لم يمر أسبوعين على قرار أردوغان، سحب سفن التنقيب عن الغاز من مياه شرق المتوسط؛ بزعم إعطاء فرصة لحل الخلافات على الحدود البحرية مع جارته اليونان؛ ليعاود التصعيد من جديد عبر ثلاث خطوات اتخذها على الأرض، إذ أعلن أولًا إعادة سفينة المسح السيزمي "أوروتش رئيس" في منطقة شرق المتوسط، ما يعني إعادة التوتر من جديد مع آثينا.
أردوغان الذي تعكس تحركاته رغبته الحثيثة في تفخيخ المنطقة الغنية بالاكتشافات البترولية، لم يكتف بإعادة "أوروتش رئيس"، لإجراء عمليات المسح السيزمي، لكن بحريته أعلنت الجمعة، إجراء مناورات عسكرية في منطقة شرق المتوسط، الأمر الذي يُعيد الأمور إلى النقطة صفر مجددًا.
أما الخطوة الثالثة، فقد أعاد الجيش التركي، الخميس الماضي، فتح ساحل مدينة فاروشا في المنطقة التي يطلق عليها "جمهورية شمال قبرص التركية"، وهي الخطوة التي تثير الجدل، وتأتي بعد أيام قليلة على انتخابات رئاسية في شمال قبرص، على الرغم من أن تلك المنطقة صدر بحقها قرارات دولية، بعدم فتحها لحين الانتهاء من محادثات السلام بين شمال قبرص وجنوبها.
أوروتش رئيس
البحرية التركية أصدرت إخطارا، في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد، قالت فيه إن "السفينة التركية أوروتش رئيس ستجري مسحا زلزاليا في شرق البحر المتوسط خلال العشرة أيام المقبلة، في خطوة من المرجح أن تجدد التوترات مع اليونان". وقال الإخطار البحري إن "سفينتين أخريين وهما "أتامان" و"جنكيز خان" إلى جانب أوروتش رئيس، ستواصل العمل في منطقة تشمل جنوب جزيرة كاستيلوريزو اليونانية حتى 22 أكتوبر".
وهناك خلاف بين بين تركيا واليونان، بشأن مطالب متداخلة بالسيادة على موارد الغاز والنفط في المنطقة، وقد التقى وزيرا خارجية تركيا واليونان الأسبوع الماضي، واتفقا على إجراء محادثات ثنائية بشأن الخلافات.
وقبل أسبوعين سحبت تركيا السفينة "أوروتش رئيس" من المياه المتنازع عليها؛ بزعم إعطاء فرصة للدبلوماسية، لكن خبراء يقولون إن القرار التركي صدر لتفادي عقوبات كانت في انتظار تركيا كان من المقرر اتخاذها في اجتماع قمة الاتحاد الأوروبي؛ بسبب التصرفات العدائية لتركيا في شرق المتوسط.
ولوح الاتحاد الأوروبي بأنه سيعاقب تركيا إذا استمرت عملياتها في المنطقة، في خطوة قالت أنقرة إنها ستؤدي إلى زيادة توتر العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي.
مناورات عسكرية
والجمعة الماضية، أعلنت تركيا، إجراء مناورات عسكرية جديدة شرق البحر المتوسط، في تصعيد جديد لا يزال يثير موجة انتقادات واسعة ضد أنقرة منذ أشهر، ووفق صحف تركية فإن المناورات العسكرية ستكون في بحر إيجة، وتأتي بعد أيام من تدريبات عسكرية يونانية مماثلة في شرق المتوسط.
كانت اليونان قد أجرت مناورات عسكرية بالذخيرة الحية، شرقي المتوسط، في السادس من أكتوبر الجاري، واستمرت على مرحلتين حتى الثامن من الشهر نفسه. وفي الأول من أكتوبر الجاري، أعلن حلف شمال الأطلسي “الناتو”، أن اليونان وتركيا اتفقتا على آلية لتجنب وقوع أي اشتباك
عرضي في شرق البحر المتوسط، وذلك في إطار الجهود التي تستهدف نزع فتيل الأزمة بشأن موارد الطاقة في المنطقة.
مدينة فاروشا
أعاد الجيش التركي، الخميس الماضي، فتح ساحل مدينة فاروشا في جمهورية شمال قبرص التركية، في خطوة تثير الجدل وتأتي بعد أيام قليلة على انتخابات رئاسية في شمال قبرص.
وبحسب صحف تركية، فإن القرار يهدد بمفاقمة التوتر في شرق المتوسط، وقد ندد الرئيس القبرصي بالخطوة واعتبرها "انتهاكا صارخا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي"، فيما حذرت الحليفة اليونان من أنها ستناقش المسألة مع شركائها في الاتحاد الأوروبي.
وتقول صحيفة "الزمان التركية"، مع فتح أبواب المدينة للمرة الأولى منذ عقود تحت مراقبة جنود، دخل عشرات الزوار حاملين هواتفهم الذكية لالتقاط صور لفاروشا التي بدا وكأن الزمن توقف فيها، ونمت في مقاهيها ومحلاتها ومنازلها المهجورة الأشجار والأعشاب البرية.
وقالت الصحيفة، إنه في مطلع السبعينات الماضية كانت فاروشا المنطقة الساحلية التابعة لمدينة فماغوستا الشهيرة، في طليعة المنتجعات السياحية في قبرص ومقصدا لنجوم هوليوود ومشاهير آخرين.. لكن الاجتياح التركي عام 1974 تسبب بفرار جماعي لسكان المدينة القبارصة اليونانيون، ما رسخ انقساما عرقيا لا يزال قائما حتى اليوم.
وكثيرا ما فكر القبارصة الأتراك في إعادة فتح فاروشا من جانب واحد، كوسيلة للدفع باتجاه تسريع المحادثات، لكنهم امتنعوا في السابق عن ذلك أمام معارضة الحكومة في الجزء الجنوبي المعترف به دوليا، والمجتمع الدولي، وحذرت اليونان من أنها ستنضم إلى قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي للقيام بمسعى جديد لدى التكتل لفرض عقوبات على تركيا.
المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس، قال: "على تركيا أن تتراجع خطوة. إذا لم تفعل ذلك، ستتم مناقشة القضية من جانب قادة الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل".