الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

«جنون العظمة».. سياسات أردوغان المتطرفة تقود المنطقة إلى الدمار

أردوغان- أرشيفية
أردوغان- أرشيفية

أدى جنون العظمة الذي يمارسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تورط تركيا في مجموعة كاملة من بؤر التوتر الإقليمية.

 صحيفة "إسرائيل هايوم" قالت إن تركيا اليوم التي يسيطر على سياساتها الخارجية التنظيم الدولي للإخوان صارت عدوًا لمصر والأردن والمملكة العربية السعودية ودول الخليج وقبرص واليونان والاتحاد الأوروبي والأكراد (الذين يشكلون ثلث سكان البلاد) والولايات المتحدة وإسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا أردوغان تحولت إلى عكس الدولة التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك منذ ما يقرب من 100 عام بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية، عندما قاد أتاتورك البلاد نحو التحديث والتكامل مع العالم وأدخل معايير ديمقراطية تدريجية في منطقة وُصفت منذ فترة طويلة بأنها ابتليت بغياب مثل هذا الحكم.

تركيا الحالية تخلت عن أسسها الديمقراطية، ويرجع ذلك إلى شخصية أردوغان وسيطرة الإخوان وتحوير نظرة جزء كبير من الشعب التركي إلى العالم، خاصة أن أردوغان مصاب بجنون العظمة وارتمى في أحضان تنظيم الإخوان وهم أخطر حركة متطرفة في المنطقة، وسعى إلى تحويل المجتمع التركي، برفض اعتناق القيم التي أراد أتاتورك نشرها،  وانجذب إلى التعصب ورؤى يغذيها جنون العظمة.

وأوضحت الصحيفة أن جماعة الإخوان نجحت في تصوير نفسها كعنصر معتدل، وإخفاء فكرها المنحرف وهذه المسرحية هي التي جعلت إدارة الرئيس الأمريكي السابق بارك أوباما ينصاع لادعاء الرئيس الإخواني محمد مرسي بأنه كان يحرك مصر نحو المزيد من الديمقراطية، ولو لم ينقذ الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، مصر من سيطرة الإخوان، لكانت مآسي المنطقة أسوأ.

وتابعت الصحيفة: "ترامب يفهم الخطر جيدًا، يجب على أي شخص لا يزال يعتقد أنه يمكن الوثوق بالإخوان أن ينظر إلى الهمجية والدمار الذي أحدثوه في المناطق التي يسيطرون عليها حاليًا في اليمن وغزة وليبيا بل وفي الداخل التركي، لا ينبغي أن يكون مفاجئًا أن يدعم أردوغان أعمال الشغب هناك، أو أن السكان في تلك المناطق يلوحون بالأعلام التركية في تلك المظاهرات".

أدى جنون العظمة الذي يمارسه أردوغان إلى تورط تركيا في مجموعة كاملة من بؤر التوتر الإقليمية، ففي مصر والأردن دعم جهود الإخوان لتحدي الأنظمة، وفي شرق البحر الأبيض المتوسط، حاول تقويض اليونان وقبرص ومصر وإسرائيل من خلال السعي إلى أن تصبح قوة مهيمنة إقليمية يمكنها الاستيلاء على غنائمها الاقتصادية.

تمكن أردوغان من استعداء مصر من خلال دعم أحد الفصائل المتناحرة التي تقاتل على ليبيا المجاورة، ولم يخجل من استفزازاته ضد حلفائه في الناتو، مستغلاً رد فعل الاتحاد الأوروبي الضعيف (باستثناء فرنسا)، واستمر في احتلال الجزء الشمالي من قبرص، وفي الوقت نفسه قمع أي نخب في الداخل ورمي العشرات من الآلاف خلف القضبان.

وفي الداخل، سعى إلى انتقاء الموالين لإدارة النظام المدرسي والقضاء، وكذلك الخدمات العامة، وتزوير الانتخابات وعين نفسه سلطانًا، كما قمع بوحشية الأقلية الكردية وقام بتوغلات عسكرية في الأراضي الكردية في شمال سوريا.

نظام أردوغان يهدد حاليا الناتو والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في أوروبا والمصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة والموقف العام لإسرائيل، ولكن ما يجعل من الصعب للغاية على منافسيه مواجهته هو حقيقة أنهم لم يتعاملوا بشكل كامل مع الخطر، ومع ذلك، فإن طموحه الجامح ووحشيته وتسممه بالسلطة يمكن أن يسهل محاربته.