اللواء محمد رشاد يكشف كيف تنبأت المخابرات العامة بالثغرة
- قاعدة المعلومات كانت السبب الرئيس في نصر أكتوبر
- الإعلان الإسرائيلي ساهم فى تكوين قاعدة بيانات خدمت الجيش
كشف اللواء محمد رشاد، وكيل المخابرات العامة سابقا ورئيس ملف الشئون العسكرية الاسرائيلية من بعد النكسة وحتى اتفاقية كامب ديفيد، عن أن المخابرات العامة تنبأت بالثغرة، مشيرا إلى الدور الكبير الذي لعبته المخابرات العامة في نصر أكتوبر من خلال ببناء قاعدة بيانات عن العدو.
وأكد في حواره مع "الرئيس نيوز" أن السبب وراء نكسة 1967 قصور المعلومات عن العدو، موضحا الدور الذي لعبته المخابرات العامة خلال حرب الاستنزاف حتى العبور ونصر أكتوبر.
وإلى نص الحوار :-
في البداية، حدثنا عن المهام التى كانت موكلة للمخابرات العامة خلال حرب أكتوبر؟
دور المخابرات العامة كان التخطيط الاستراتيجي من خلال بناء قاعدة معلومات متكاملة ودقيقة عن العدو، وتغطية العمق الاستراتيجي لإسرائيل شكلا وموضوعا.
كيف كان وضع الجهاز في أعقاب نكسة 1967؟
بعد نكسة 67 مباشرة، تم إعادة هيكلة وتنظيم المخابرات العامة ويرجع الفضل لأمين هويدى فى ذلك، حيث كان موكل إليه مهمة الإشراف على جهاز المخابرات العامة، وقادم بدعم الإدارات العاملة على إسرائيل، لإنشاء قاعدة معلومات عن العدو، ومن هنا بدأ الاستعداد وتخيل سيناريو الحرب حتى وصلنا لنصر أكتوبر.
هل واجهت الجهاز أي مشكلات في ذلك الوقت؟
المشكلة الرئيسية كانت من أين نبدأ ؟!.. لكن بعد فترة من متابعة أنشطة الموساد، وجدنا أن إسرائيل بدأت رفع الحظر عن إعلامها بخصوص نكسة 67 كنوع من الفخر والردع النفسي ضد الجيش المصري وجنوده.
معني ذلك أن الإعلام الإسرائيلي لعب دورا في دعم المخابرات العامة المصرية بالمعلومات؟
بعد قيام إسرائيل برفع الحظر عن إعلامها بخصوص نكسة 67 تم تجميع كل ما كتب عن النكسة من قبل الكتاب الإسرائيليين، تم تجميع كل الكتب التى نشرت وقتها وكانت 36 كتابا ليهود إسرائيلين وكتاب أجانب وتم عمل قاعدة معلومات وذلك في منتصف عام 1968، وتم رصد المعلومات وإصدارها فى نشرة تحتوى على المعلومات المستخلصة من الكتب والنشرات الإسرائليية وتبليغها إلى من يهمه الأمر.
ما هي أبرز النقاط التى قامت عليها قاعدة المعلومات الأولية التى تم جمعها عن العدو بعد النكسة؟
اتضح لنا أن الميزان العسكرى لإسرائيل لا يخضع لجداول مقارنة، فالقوات الإسرايلية قدرة وليست حجم وهى محصلة التدريب والتسليح والتطوير، بالإضافة إلى اعتمادها الكامل على القوات الجوية التى تعد العسكرية القوة الضاربة لإسرائيل، وتحقق لها السيادة الجوية، فضلا أن القوات المدرعة الاسرائيلية هي أهم عنصر للقوات البرية من خلال عمليات الاختراق بعيد المدى والالتفاف والتطويق.
وماذا يُعنى ذلك عسكريا؟
يعنى أن إسرائيل كل دفاعاتها متحركة وليست ثابتة وتعتمد على قاعدة من الدبابات والمدفعية المتحركة ذاتية الحركة.
كيف استفادت القيادة السياسية من قاعدة المعلومات التى بناها جهاز المخابرات حول إسرائيل؟
اتخذت القياداة السياسية العديد من القرارات على ضوء المعلومات التى جمعتها المخابرات العامة، أبرزها التوجه نحو تعزيز قوتنا الجوبة، والبدء فى البحث عن سلاح دافعى يحد من العمليات العسكرية الإسرائيلية، ذلك تم إنشاء "حائط الصواريخ" بملحمة تاريخية من الشركات المدنية التى ساهمت فى بناء قاعدة وهم 84 شركة .
وقاعدة المعلومات فرضت على القوات المسلحة إنشاء وحدات صواريخ قصيرة المدى تدفع مع الموجات الأولى للهجوم ، وحققت خسائر للعدو فادحة فى الدبابات الاسرائيلية التى حاولت الهجوم المضاد على خط بارليف، وبدأت القيادة السياسية تبحث عن تعامل العدو مع الجبهات العربية.
كيف كان تصور المخابرات العامة للحرب مع إسرائيل على الجبهتين المصرية والسورية؟
اولا إسرائيل لا تريد إدارة الحرب مع سوريا على هضبة الجولان بسبب وجود مستعمرات إسرائيلية تحت الهضبة، وبالنسبة لمصرتوقعنا أن العدو قد يسمح بعبور قوات محدودة وسحبها إلى مناطق قتل لتحقيق أكبر خسائر فى صفوف الجنود المصريين.
لكن بعد عبور 6 أكتوبر حدثت الثغرة.. ألم تكن لديكم معلومات عنها؟
في بداية مايو 73 تم إصدار تقرير معلومات من الإدارة العسكرية لهيئة المعلومات والتقديرات بتصور المعركة القادمة مع العدو، وتوقعنا الثغرة وقلنا أن آى هجوم شرقا للقوات المصرية يترتب عليه هجوم للقوات الإسرائيلية غربًا بهدف إرباك القيادات وإحداث ثغرة فى حائط الصواريخ من خلال تدمير بعض قواعده وللحد من القوة الدافعة للهجوم شرق القناة.
وماذا عن حرب الاستنزاف، هل كان للمخابرات العامة دورا فيها؟
نفذت المخابرات العاملة عمليتين خلال حرب الاستنزاف، الأولى تدمير الحفار الإسرائيلي "كيتنج" الذى استأجرته إسرائبل من كندا للكشف عن البترول فى خليج السويس وتدميره فى منطقة ساحل الحاج، والثانية القبض على الجاسوسة هبة سليم وقمت شخصيا باستجوابها لمدة 71 يوما ، وكانت قضية هبة تعتبر قضية القرن نظرا لدعمها للعدو وزيارته 9 مرات كمواطنة إسرائيية .